فلاحو دكرنس بين شقى الرحى ، الإصدار الثالث فى سلسلة كراسات فلاحية.

فلاحو دكرنس بين شقىْ الرحى

                         أراضى الفلاحين على موائد اللئام :

           * هيئة الإصلاح الزراعى

 * ورثةالإقطاعيين

* قلم المحضرين

 * قوات الشرطة  

 

تـمهيد:

 [ فلاحو دكرنس بين شقىْ الرحى]..الإصدار الثالث.. فى السلسلة الوثائقية "كراسات فلاحية".. يرى النور بعد معاناة شديدة وعام شاق زاخر بالأحداث الكبرى محليا وعربيا وعالميا. وقبلها صدرت الكراسة الثانية ( من أحداث ميت شهالة إلى أحاديث برشلونة ) فى سبتمبر 2005، والكراسة الأولى (كمشيش) فى يونيو 2005.هذا وقد عكفت "لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى" التى تصدر السلسلة خلال الشهرين الأخيرين على تجميع مفردات هذا الكراس، والتزمت – ضمن أنشطتها المختلفة- بمهمة استمرار هذه السلسلة التوثيقية لنشاطها العملى آملة فى أن تساهم ولو بقدر يسير فى إنارة طريق النضال الفلاحى الملبد بالضباب.. والحافل بالعثرات والتضاريس. ويمكن القول أن السنة الزراعية 2005/ 2006 والتى بدأت وانتهت فى شهرى سبتمبر من هذين العامين هى- عن حق- عام دكرنس الذى استحوذ على الجزء الأكبر من جهد لجنة التضامن.. سواء من حيث حجم المعلومات المتراكمة والموثقة عن هذه المنطقة، أو مساحة الإهتمام بكفاح فلاحيها و مثقفيها ومحامييها، أو التركيز الإعلامى الذى تناول همومها وقضاياها، أو التضامن الفلاحى الدولى الذى شارك فى فضح المؤامرات التى حيكت ضدها وأفشل حملات العنف التى مورست معها، وفرض نوعا من الإرجاء الإضطرارى لبعض تلك الحملات التى استهدفتها واستهدفت معها عددا من أعضاء لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى وعلى وجه الخصوص شاهندة مقلد.باختصار مضى عام على ظهور الإصدار الثانى من السلسلة (من أحداث ميت شهالة.. إلى أحاديث برشلونة) فى سبتمبر 2005، الذى بدأ بانتخابات برلمانية دموية ومزورة، ثم تقاطرت بعدها على مصر عدة كوارث محلية مثل (غرق العبارة السلام 98، وحادثى قطارى شبين القناطر والمنصورة، والتعديل الوزارى الذى أكد على استمرار سياسة النظام الحاكم محليا وعربيا ودوليا.بينما تواترت الأنباء عن مقتل الزرقاوى فى العراق، وتزايد الأوحال التى انغرست فيها القوات الأمريكية هناك جنبا إلى جنب مع تصاعد المقاومة وحدة الصراع الطائفى، واختطاف المقاومة الفلسطينية للجندى الإسرائيلى من داخل ثكنة عسكرية صهيونية بفلسطين المحتلة، وأسر جنديين آخرين ومقتل وجرح عشرات الصهاينة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية خلال معركة دامية على أيدى مقاتلى حزب الله اللبنانى، والرد الإسرائيلى المجنون بالعدوان الوحشى على الأراضى اللبنانية وسكانها المدنيين، وصدور القرار الدولى المفضوح رقم 1701، والتراجع المخزى والفشل العظيم لأهداف العدوان الأساسية على لبنان ومقاتلى الجنوب اللبنانى.. رغم الانحياز الكامل له من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وشبه الكامل من جانب أغلب دول أوروبا الكبرى ومنظمة الأمم المتحدة
، وأخيرا ما شكّله هذا العدوان من ساتر حجب عن شعوب العالم عملية التنكيل غير المسبوق بالشعب الفلسطينى خلال فترة العدوان على لبنان وبعده.. كما تخللته بعض المحاولات الأوروبية فى الدانيمرك والفاتيكان لإحياء استعداء طائفى مصطنع  لمسيحيى أوروبا ضد المسلمين والإسلام.. ورد فعل من نفس الطراز أشعله تيار الإسلام السياسى فى محاولة ساذجة لأن تصب نتائجه الهزيلة فى حصّالته، وكلاهما (المحاولات ورد الفعل) يرميان لإبعاد الأنظار عن حقيقة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط.
لكن رغم مشقته هنا.. ومشاقه هناك فقد أنجزت لجنة التضامن ما يلى:-1- عقد اللقاء التشاورى فى 30 سبتمبر 2005 بقرية كمشيش لعدد من قادة فلاحى دكرنس وبهوت بمحافظة الدقهلية، وإطسا بالفيوم، وسراندو بالبحيرة، وميت شهالة وكمشيش بالمنوفية.. و تشكلت فيه رسميا- بعد شهور طويلة من الإعداد والتحضير- لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى بمشاركة عدد من المناضلين والمثقفين والمحامين المهمومين بالنضال الفلاحى، كما صدر عنه بيان تأسيسها ضمن موجز عن اللقاء بعنوان [اللقاء الفلاحى التشاورى.. المنعقد بكمشيش لتأسيس لجنة تضامن فلاحية.] صـ2-حصول فلاحى عدد من قرى مركز إطسا بمحافظة الفيوم فى فبراير 2006 على قرار قضائى بوقف تنفيذ حكم نهائى بطردهم من أراضيهم كانت قد أصدرته محكمة استئناف الفيوم برئاسة المستشار ممدوح مرعى وزير العدل الحالى إبان عمله بها فى فترة سابقة.صـ3-استهداف شاهندة مقلد عضو اللجنة وإحدى مؤسيسها من قبل ورثة كبار ملاك الأرض السابقين بقرية كمشيش إثر إدلائها بحديث صحفى لمجلة أسبوعية نسائية وإتهامها بقذف وسب والتشهير بالأسرة الإقطاعية فى محكمة جنح مدينة نصر بالقاهرة أسفر عن حكم يقضى بحبسها ستة شهور وبتعويض مبدئى قدره 2001جنيه وكفالة، وقد تم تعديل الحكم بعد استئنافه إلى غرامة قدرها 2500 جنيه وبالتعويض المبدئى السابق، مما دفعها للطعن فى الحكم أمام محكمة النقض صــ، ويمكن القطع بأن هذا الحكم هو السلبية الوحيدة الأساسية فى نشاط اللجنة خلال عام دكرنس.. والتى لا دخل لها فيه.كذلك استهداف بعض كتاب جريدة التجمع بعدد من الاستدعاءات المتتالية لرئيس تحريرها السابق أ. مدحت الزاهد بغرض التحقيق معه فى النيابة العامة لسماحه بنشر العديد من المقالات لأعضاء لجنة التضامن بالجريدة التى تكشف عمليات التآمر على فلاحى الإصلاح الزراعى فى العديد من المحافظات وتفضح عملية الارتداد المحمومة عن قوانين الإصلاح الزراعى التى تقودها الدولة ممثلة فى الهيئة العامة للإصلاح الزراعى وفروعها بالأقاليم، وتُعرّى دور الشرطة فى تنفيذ أحكام مزورة، ودور قلم المحضرين فى تزوير بعض أفراده لعدد من هذه الأحكام وإخفاء المستندات الهامة بغرض تسهيل طرد الفلاحين من أراضيهم.4-زيادة حجم ومعدل النشاط الإعلامى للجنة فى الصحف المحلية والدولية، وبعض المواقع الإلكترونية مثل موقع (فيا كامبيسينا)، وموقع كفاية، وموقع الحقيقة والتقدم.. فضلا عن استحداث عنوان بريدى إلكترونى E.Mail للجنة فى مارس 2006.. egyptianpeasatsolidarity@gawab.com   صـ5-المشاركة فى الذكرى الأربعين لشهيد الفلاحين المناضل صلاح حسين فى 30 إبريل 2006 بقرية كمشيش وذلك فى ورشة العمل التى عقدت نهارا عن [حملة طرد فلاحى الإصلاح الزراعى من أراضيهم وطرق وأساليب المقاومة]، وشارك فيها فلاحو وفلاحات قرى سراندو، ودكرنس، وميت شهالة وكمشيش فضلا عن العديد من ممثلى القوى السياسية والمناضلين اليساريين والديمقراطيين. صـ6-الإعداد والمشاركة فى معركة الأحد الدامى (21 مايو 2006) بعزبة مرشاق بدكرنس دقهلية التى انتهت بقيام حملة قوات الشرطة (الف جندى مسلح) بتسليم أرض سبعة من الفلاحين (المسددين لكامل ثمن الأرض للإصلاح الزراعي) لورثة كبار الملاك السابقين، والقبض على 22 فلاحا ليس من بينهم فلاح واحد ممن تم طردهم من أراضيهم علاوة على ستة من الصحفيين بينهم مصريَيْن وفرنسيَيْن وسويسرى وبلجيكى، واستنفار البعثات الديبلوماسية لبعض الدول الأوروبية فى مصر التى تم القبض على رعاياها من الصحفيين، وقد نشطت مراكز حقوق الإنسان وبعض منظمات المجتمع المدنى ولجنة الحريات بكل من نقابتى الصحفيين والمحامين، ونقابة المحامين الفرعية بالدقهلية حتى تم الإفراج عن جميع المقبوض عليهم وحفظ التحقيق مع المتهمين المصريين بتهمتى مقاومة السلطات وتكدير الأمن العام (محضر تحقيق رقم 6968/2006  دكرنس).. وإحالة النيابة لضابط مباحث دكرنس إلى محكمة الجنايات لاستخدامه العنف مع أحد الصحفيين. صـ7-تحقيق حجم أكبر ودرجة أعلى من التضامن الفلاحى والشعبى الدولى من نضال فلاحى الإصلاح الزراعى بمصر من جانب المنظمات الفلاحية الثورية الدولية وعلى رأسها منظمة طريق الفلاح (فيا كامبيسينا) وكونفيديرالية الفلاحين الفرنسية.. وغيرهما تجلت بشكل عملى فى المسيرة التى نظمتها ثمانية عشر منظمة ثورية لصغار ومتوسطى الفلاحين فى باريس يوم الإثنين (22 مايو 2006) من أكثر من عشر دول أوربية.. علاوة على المنظمات التى تضم ملايين الأعضاء مع الفلاحين الصغار من مختلف قارات ودول العالم وذلك عقب أحداث يوم الأحد الدامى بعزبة مرشاق بدكرنس، بالإضافة إلى تقديمها عرائض احتجاج شديدة اللهجة للسفير المصرى فى باريس خصوصا وأن عددًا من رعايا هذه الدول من الصحفيين كانوا ضمن الوفد الصحفى الذى كان يغطى أحداث يوم الأحد الدامى بعزبة مرشاق على الطبيعة وتعرضوا لعنف الشرطة المصرية وإهاناتها، وقد ظلوا مداومين على الاتصال إلكترونيا بلجنة التضامن للوقوف على آخر أنباء القبض على فلاحى دكرنس والصحفيين المصريين واستخدام العنف معهم حتى تم الإفراج عنهم وحفظ التحقيق معهم. صـ8-مشاركة لجنة التضامن بكلمة مترجمة فى المؤتمر الفلاحى الدولى الذى عقد بسردينيا بإيطاليا مؤكدة على حقيقة وأهمية النضال المشترك لفلاحى البلدان النامية وبلدان أوروبا الصغار ضد عدوهما المشترك.. العولمة الرأسمالية، وقد حضره ممثلون عن فلاحى اليونان وفرنسا إلى جانب فلاحى إيطاليا فى يونيو 2006 عقب أحداث دكرنس مباشرة.. حيث لم يتيسر للجنة إيفاد ممثل لها فى المؤتمر. صـ***تضم الكراسة – بخلاف التمهيد والتعريف باللجنة والمقدمة- خمسة أقسام.
·  يضم القسم الأول: جزأين أولهما: عن وقائع اللقاء الفلاحى التشاورى الذى عقد فى كمشيش فى 30 سبتمبر 2005 واختتم بإعلان تأسيس لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى وثانيهما: كلمة افتتاح مؤتمر الذكرى الأربعين لشهيد الفلاحين المناضل صلاح حسين الذى عقد فى كمشيش فى 30 إبريل 2006 وكلمة كمشيش فى ورشة العمل التى جرت أحداثها ظهر نفس اليوم.·  والقسم الثانى يتضمن عددا من المقالات والتحقيقات الصحفية التى نشرتها اللجنة بجريدة التجمع عن مقاومة فلاحى الإصلاح الزراعى فى دكرنس دقهلية لمحاولت طردهم من أراضيهم. ·  بينما يختص القسم الثالث بأحداث يوم الأحد الدامى (21 مايو 2006) وتجليات التضامن الفلاحى  والشعبي الدولى مع فلاحى الإصلاح الزراعى بعزبة مرشاق وما تم نشره فى الإعلام المحلى (الرسمى والمعارض) عن تلك الأحداث.·     ويحتوى الفصل الرابع على عدد من الموضوعات المتنوعة منها: تحقيق صحفي عن أراضى فلاحى قرى مركز إطسا (معجون، تطون،منيا الحيط وغيرها) بمحافظة الفيوم يبرز مقاومة الفلاحين لبعض رجال وصبيان أصحاب النفوذ الذين تمكنوا من الحصول – بطرق إحتيالية- على أحكام نهائية من محكمة استئناف الفيوم برئاسة المستشار ممدوح مرعى بطرد الفلاحين من أراضيهم التى دفعوا ثمنها وحصلوا على أحكام "صحة ونفاذ" لها  لكنهم لم يقوموا بتسجيلها مما مكن أصحاب النفوذ من استغلال هذه الثغرة والحصول على الأحكام سالفة الذكر،هذا وقد تمكن الفريق القانونى فى اللجنة بقيادة طيب الذكر المناضل  نبيل الهلالى وزملاؤه عبد المحسن شاشة وصفاء مراد من الحصول على قرار قضائى بوقف تنفيذ أحكام الطرد. علاوة على بعض أخبار المواقع الفلاحية الأخرى مثل سراندو  بحيرة وميت شهالة وكمشيش منوفية وآخر التطورات الخاصة بوفود فلاحي دكرنس إلى القاهرة سواء لمجلس الشعب أو وزارة الزراعة، والإجراءات المتخذة من جانب شركات البترول العاملة فى التنقيب والبحث عن الغاز الطبيعى فى عدد من مناطق محافظة الدقهلية وبالذات أراضى فلاحى دكرنس. فضلا عن نتيجة القضية التى رفعها كبار ورثة ملاك الأرض فى كمشيش ضد شاهندة مقلد ومذكرة الدفاع التى كتبها الأستاذ نبيل الهلالى.·  أما القسم الخامس فهو الملف الوثائقى عن فلاحى دكرنس الذين حصلوا على أرض الإصلاح الزراعى تمليكا.. أو استئج