عن الأسباب الطبية المحتملة للوفاة ..فى جريمة اغتيال العم حسن شندى فلاح المعمورة بالإسكندرية

 

تمهيد :
 
فى أعقاب معركة دموية- وبسبب الصراع على أراضى الإصلاح الزراعى – بين فلاحى عزبة سراندو مركز دمنهور بمحافظة البحيرة وبين جيش من مطاريد الصعيد استأجرته عائلة نوار الإقطاعية وقاده أحد أبنائها وانتهت بهزيمة العائلة الإقطاعية وجيشها هزيمة ساحقة، بعدها  قامت مباحث دمنهور بإلقاء القبض على عدد ( 17 ) من فتيات ونساء العزبة وربطت شعورهن ببعضها .. ووضعتهن فى إحدى سيارات الشرطة التى ظلت تتنقل من قرية إلى قرية ومن مركز شرطة إلى آخر داخل محافظة البحيرة لمدة أسبوعين متصلين دون طعام  أو نوم .. اللهم إلا الضرب والإهانة والتعذيب.. مما أدى إلى انهيار الحالة الصحية للكثيرات منهن .. وتم الإفراج عن إحداهن ( السيدة/ نفيسة المراكبى) بعد أن أصبحت على حافة الموت.
لم تتحمل صحة نفيسة هذه المعاناة .. وفاضت روحها بعد أقل من 24 ساعة من الإفراج عنها.
فقام أهلها ومحاموهم وبعض منظمات حقوق الإنسان بالقاهرة بإبلاغ النائب العام بالوفاة متهمين مباحث دمنهور بتعذيبها والتسبب فى وفاتها.. ولما أنهت النيابة التحقيق أمرت بتشريح الجثة،
وعلى الفور قامت مباحث دمنهور بالضغط على أهلها وهددتهم إن وافقوا على عملية التشريح  .. فتراجعوا.. وبذلك ضاع دمها هدرا .. ودون مقابل .. وأفلت الجناة من العقاب.
ولأن أخبار معركة الأرض ومقتل نفيسة وصلت إلى كثير من الهيئات الدولية ومنظمات الفلاحين فى أوربا .. فقد طلب الاتحاد الأوربى من نيابة دمنهور والحكومة المصرية ضرورة إعادة التحقيق فى مقتل نفيسة المراكبى.
 
دور عملية التشريح فى تحديد أسباب الوفاة :
 
ويهمنا فى الواقعة السابقة أن نوضح أن عملية التشريح كانت ستكشف عن عمليات التعذيب التى تعرضت لها نفيسة ولهذا قامت الشرطة بالضغط على أهلها وتهديدهم لمنع عملية التشريح.
 
جريمة المعمورة .. وأداة الجريمة :
 
ولما كانت عملية اغتيال العم حسن شندى واضحة وضوح الشمس .. ولأنها تمت بتدبير محكم وتخطيط شيطانى وجرأة شديدة، وكان هدفها التخلص من الفقيد وإرهاب أهله وجيرانه وفلاحى المنطقة وإخضاعهم .. للتنازل عن أراضيهم التى يزرعونها ويقدر ثمنها بمئات الملايين من الجنيهات.
وحيث اكتشف الناس جميعا أن الفقيد لم يتم طعنه بسكين ولم يُطلَق عليه الرصاص .. كما أنه لم يُخنَق باليد أو بحبل حول عنقه ، ولأنهم وجدوه مقيدا من أطرافه .. ومُلقى فى حقل لا يبعد عن منزله أكثر من 70 مترا.
واكتشفوا آثار وخْزة حقنة فى إحدى يديه .. أدركوا أنه مات " بحقنة مسمومة ".
ولأن أسرته وأهل منطقته وكل الفلاحين والمهتمين بالقضية الذين بلغهم خبر اغتياله يترقبون بقلق بالغ صدور تقرير الطبيب الشرعى.. رأينا أنه من المفيد أن نتطرق لعملية التشريح التى ستنحصر فى البحث عن كيفية اغتياله مسموما أو بحقنة.
 
لذلك ناقشنا مختصين فى الطب الشرعى.. فى هذه الحالة على وجه التحديد، وحصرنا حوارنا  فى أن عملية الاغتيال تمت ربما بالحقْن أو بالتسميم .. وفيما يلى موجز دقيق لما أوضحوه:
 
للتعرف على أسباب الوفاة الحقيقية وتحديد ما إذا كانت الوفاة طبيعية أو جنائية، ومعرفة الأدوات المستخدمة فى الجريمة – إن كانت الوفاة جنائية- سواء كانت بسبب طلق نارى أو طعن بسكين أو خنق بالضغط على الرقبة أوبحبل أو بسد فتحات التنفس كلها ( الأنف والفم) مرة واحدة لفترة كافية، أو صعقا بالكهرباء، أو بالحقْن بمادة كيماوية سامة أو الحقْن بكمية من الهواء .. يتخذ الطبيب القائم بالعملية الخطوات التالية:
1- مناظرة وفحص الجثة من الخارج:
للتعرف على وجود أية علامات خارجية قد تشير إلى سبب الوفاة مثل الجروح ( سكين مثلا)
 و الرضوض، أو علامات طلق نارى ، أو علامات خنق على الرقبة، أو أثر لعمليات حقن، أو آثار لقيود على الأطراف أو حروق تشير إلى صعق كهربى ، أو وجود بقع دماء على جسده أو ملابسه ، أو كدمات تدل على تعرضه للضرب أو تدل على المقاومة، أو أية بقع أو تجمع