عبث الزراعة الحديثة – الجزء الثانى : حوار سياسى مع فلاح فرنسا جوزيه بوفيه ورأيه فى شروط بناء اتحاد للفلاحين .. كبماويات الزراعة الحديثة ..صناعة الدواجن الحديثة

الجزء الثانى:

يضم هذا الجزء موجزا لأربعة موضوعات..

أولها : حوار أجراه أحد الصحفيين مع جوزيه بوفيه أحد أبرز الفلاحين الفرنسيين وأمين عام كونفيديرالية الفلاحين الفرنسية الذى يكافح ضد أنظمة الليبرالية الجديدة فى الاتحاد الأوربى والولايات المتحدة الأمريكية وضد إفرازاتها وأخطارها على الفقراء .. متحدثا عن تصوره للشكل التنظيمى الذى يضم الفلاحين فى فرنسا ( اتحاد الفلاحين ) وعن السياسة التى تحكمه والقواعد التى توجه دفته .. علاوة على تقديرات سياسية أخرى تتجاوز حدود مجتمعه ومجالات نشاطه.

وثانيها : فقرة عن كيماويات الزراعة الحديثة وبداية استخدامها فى أعقاب الحرب العالمية الثانية كأسمدة زراعية ومبيدات للحشائش .. والآفاق التى اتخذها ذلك المسار فى التضييق على الفلاحين والإضرار بهم وبالبيئة والتنوع البيولوجى.

وثالثها : نبذة عن صناعة الدواجن بنظام التكامل الرأسى وآثاره ومخاطره على الفلاحين .. والدواجن فى آن واحد ، علاوة على ما تدعيه أنظمة الزراعة الحديثة من أنها أعلى إنتاجا من النظم التقليدية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا : حوار مع جوزيه بوفيه ننقل منه موجزا عن إجاباته عن بعض أسئلته:

ترجمة: أ. خالد الفيشاوى

أهداف اتحاد الفلاحين:

1) الدفاع عن الفلاحين والعمال الزراعين.

2) النضال ضد نظم الزراعة الكثيفة.. التى تحاول الشركات العملاقة فرضها على الفلاحين دون اعتبار للبيئة أو لنوعية الغذاء.

3) اتحاد فلاحين يلتزم بسياسة زراعية مستقلة عن الأحزاب السياسة.

تلبى مطالب الفلاحين وتحميمهم من البنوك، ومن شركات تسويق المنتجات الزراعية، وشركات تسويق مستلزمات الانتاج الزراعى( تقادى، أسمدة، مبيدات، آلات) وشركات الأعلاف الزراعية لايسير فى ذيل الآخرين ولا يكون أداة لخدمتهم .

· بسبب نضالنا :

* حظر البرلمان استيراد اللحوم المغذاة بالهرمونات، بل وقد أجبر وزراء الزراعة المتعاقبين فى فرنسا على فرض قيود على تغذية العجول بالهرمونات.. رغم الضغوط التى مارستها شركات المستحضرات الطبية.

* وكرد فعل لذلك فرضت الولايات المتحدة ضريبة 100% على مستورادتها من الجبن الروكفورت الفرنسية والأوربية.

4- العمل على خلق تنظيم قارى بين الفلاحين.

5- العمل على خلق تنظيم دولى يبدأ مع فلاحى الهند والبرازيل.

6- العمل على حماية مصادر الثروة الزراعية والبيئة وذلك بتأكيد حق كل بلد فى فرض التعريفة الجمركية التى تحمى منتجاته.

7- العمل على إنهاء عمليات الإغراق التى تمارسها الشركات العولمية.

8- العمل على إلغاء دعوم التصدير كخطوة أولى باتجاه التجارة العادلة.

9- العمل على معارضة سياسات التعديل الوراثى فى الزراعة.

10- ضرورة استخدام محكمة دولية للتجارة تلعب دورا تشريعيا فى الاتفاقات الاقتصادية الدولية وتحافظ على حق الغذاء والسكن والعمل والتعليم والصحة.

11- ضرورة العمل على لعب دور دعائى وإجرائى لنشر أفكارنا والدعوة لمؤسسات تلعب دورا متوازنا فى التجارة الدولية متعددة الأطراف.

وتطالب كونفيديرالية الفلاحين الفرنسية:

1- باخراج الغذاء من مفاوضات منظمة التجارة العالمية.

2- العمل على انتزاع سيادة الشعوب على الغذاء، والأمن الغذائى، وإباحة المكتشفات دون التقيد ببراءات الاختراع.

ا- المشاركون فى قوات الطورائ الدولية فى سيراييفو ( منطقة فى يوغوسلافيا السابقة ) من فرنسا لم يكونوا جنودا أو ضباطا بل كانوا ممثلين للشركات الفرنسية المتعددة الجنسيات.. كانت وظيفتهم دراسة شبكات المياة، والبنية الأساسية، وقد عرضوا خدماتهم عقب انتهاء القتال فى إعادة بناء المرافق البوسنية العامة.

ب- ضرورة إدانة الدور العسكرى المنفرد للقوى العظمى، إلا أن إدانة الهيمنة الاقتصادية أكثر أهمية ويجب أن يكون الاحتجاج ضد أشياء ملموسة وقضايا محددة لا ضد الحرب بشكل عام .

ج- فكرة الهيمنة تتجاوز الحدود الجغرافية للدول فى شمال العالم .

د- الحكومات هى مجرد أداة للشركات الكبرى (شرويدر، سيمنز).

ه- وقف الهجرة لا يمنع من استمرار المشكلة الأساسية للهجرة وهى عدم المساواة بين الشمال والجنوب.

ز- لافروق حقيقية بين اليمين واليسار الاشتراكى الفرنسيين – والحكومة الفرنسية ستقف فى مؤازرة الاتحاد الأوربى.

ع- ضرورة التحرك ( نحن نتحرك ) فى اتجاه وضع يتحكم فيه المنطق الاقتصادى بشكل أقوى من أى إرادة سياسية بينما يُكيف قادة الأحزاب ( الاشتراكية ) أنفسهم مع اتجاه الريح.

غ- اتجاد الفلاحين الفرنسيين ضد كلا الحزبين ولن يصوت لهما.

ف- أحد شروط عضوية اتحاد الفلاحين هو عدم الاشتراك فى الانتخابات.

ز- الاقتصاد أصبح مجالا مستقلا يفرض قوانينه الخاصة ونحن لا نرى أنفسنا فى مكان زعيم سياسى محترف ينوب عن الناس فيما يجب أن يقوموا به فهدف أية حركة اجتماعية أو أى اتحاد هو تمكين الناس من العمل بأنفسهم.

ك- ممارسات إسرائيل فى الأرض المحتلة هى حرب استعمارية ومحاولات لفرض إجراءات الليبرالية الجديدة.

م- أحداث 11 سبتمبر لم تغير شيئا فى مقاومة العولمة، وهدف الولايات المتحدة الأمريكية

هو الاستحواذ على نفط وسط آسيا.

ث- موقف اتحاد الفلاحين هو: لا
لطالبان.. لا للحرب.. لا للأرهاب، والموقف الذى نتبناه وطورناه ضد العولمة أصبح أكثر فاعلية بعد 11 سبتمبر ، والموقف الذى اتخذته الحكومات من الإرهاب هو استجابة للتوسع فى سياسات العولمة.

إن تفوق الزراعة الحديثة على التقليدية مجرد وهم فهناك من المحاصيل الثانوية المحملة على الزراعات الأساسية ما لا يتم إدراجها ضمن العائد المحصولى للأرض وهناك عدم الاحتياج لعلف ماشية خارجى ( أى بتوفيرثمنه وعدم شرائه ) وأسمدة ومبيدات حشائش وقروض وغيرها مما لا يدخل فى عملية المقارنة.

ثم أن هجرة الفلاحين للمدن هى الحصيلة التى تختتم الرحلة ويبحث الفلاحون منتجو الغذاء القدامى عن شراء الغذاء ليسدوا رمقهم… وعموما فإنتاج أقل دون بطالة .. أفضل من إنتاج أعلى مع التشرد.

علاوة على عمليات التطهير العرقى لحضارات السكان الأصليين.

ثانيا : كيماويات الزراعة الحديثة:

ترجمة: د. أحمد زكى

بدأت إبان الحرب الأولى حيث كانت عملية هابروبوش الخاصة باستخلاص النبيتروجين من الهواء الجوى معروفة علميا… لتصنيع المفرقعات، وبانتهاء الحرب تبين وجود مخزون هائل من النيتروجين لا أسواق له فقررت الصناعة توظيفها فى صناعة الأسمدة النيتروجينية المستخدمة فى الزراعة ( نترات، أمونيا ) وباندلاع الحرب الثانية توسعت صناعة المبيدات الحشرية ( حيث توجهت طائرة أمريكية نحو اليابان لرس فرروعاتها بمادة شديدة السمية هى (D2.4-T2.4.5 )

حيث توقفت الحرب وهناك فى المخازن كميات هائلة من المواد الكيماوية المعدة لصناعة المفرقعات…وبانتهاء الحرب تم تحويلها لصناعة مبيدات الحشائش.

ونفس الشئ حدث فى فيتنام فى السبعينات، باختصار استولت الصناعة على مراكز البحوث الزراعية وأعادت توظيفها لأغراضها الخاصة.. وربطت بها المراكز الرسمية وفروعها ومدارس الزراعة… وشكلت جماعات ضغط لاستصدار أحكام وتشريعات لصالحها… وأسست نظما مصرفيه لتسليف الفلاحين تبدو ميسرة.

لقد أصبح الموقف هو الهيمنة على الفلاحين وتضييق فرص الاختيار أمامهم وامام المستهلك.

وسوف تتفاقم المشكلة بانتزاع الفلحين من أراضيهم وتزايد التمزق الاجتماعى وتخريب البيئة وفقدان التنوع البيولوجى.. واستفحال الجوع.

ثالثا : نبذة عن صناعة الدواجن الحديثة:

ترجمة: د. أحمد زكى

يستخدم نظام التكامل الرأسى فى صناعة الدواجن حيث تقوم الشركات الكبرى بالتعاقد مع الفلاحين على استلام الكتاكيت… وفى المقابل تسليم الفلاحين محاصيلهم من الحبوب( للشركة ) وتغذية الكتاكيت بالعليقة المخصصة المستلمة… حتى وصول الدجاج إلى عمر معين بعدها يتم تسليمها للشركة..

باختصار يحصل الفلاح على كل مدخلات العملية الإنتاجية من الشركة ويعفى الشركة من كل المخاطرالتى يتعرض لها الدجاج كالوفاة والمرض.. بدلا من استخدام العمال المأجورين فى مزارع الدواجن بكل مشاكلها المتوقعة.

علاوة على عدد آخر من المخاطريتم التعرض لها أثناء النقل وارتفاع الحرارة، وحرمان الفلاح من بيع الحبوب التى ينتجها لأى مشترى آخر أو بيع الدجاج لشركة اخرى… أو حتى بيع البيض… حيث تحول التعاقدات مع الشركات والتشريعات دون ذلك.

7 سبتمبر 2010