كل الحرايق اللى اندلعت .. فى مصر

كل الحرايق التى اندلعت فى الأيام الأخيرة لا تحمل فى طياتها مدلولا محددا لكيفية اندلاعه أكثر من الدخان الذى انتشر ملاحقا الحريق وخسارة أصحاب الأمكنة المحروقة وتخمينات غير محددة لمن يقف خلف الحريق ، لكن حريق أحد مبانى محافظة القاهرة هو الحادث الوحيد فيها الذى يتضمن الإشارة إلى الاتجاه الذى يختفى فيه المتهم .

فكون الحريق قد انتقى الدور الثالث من المبنى وتركز فى الغرفة التى تضم خرائط ومستندات مدينة القاهرة على امتداد عشرات العقود وربما عدة قرون يدفعنا للتأمل فى بعض الوقائع المشابهة حدثت فى أماكن أخرى ، منها ما جرى فى دار الوثائق المصرية بالتنبيه بمنع اطلاع المترددين على الدار للاستعارة أو القراءة على ما تضمه أقسام محددة من وثائق تاريخية وخرائط قديمة.. استنادا إلى المنطق المعروف بأن ما يتصادف اختفاؤه أواحتراقه هو شئ لايراد لأحد معرفته أو العثور عليه أو الالتقاء به أو فحصه أو قراءته أو الحصول على برهان أو صورة منه. وعموما .. وكما شبت النار فجأة فى أكثر من خمسين مكانا فى عموم مصر.. دون أن تكون حرارة الجو مرتفعة كأيام يوليو وأغسطس , أو دون أن يربطها – جميعها أو معظمها – رابط مادى محدد سيقود المتأمل لتكرار هذه الحرائق المتعددة فى عدة محافظات وفى بحر أربعة أيام على ربطها معا برابط محدد هو وحدة الغرض الذى يفضى إليه إشعال الحرائق .. وأعتقد ويعتقد آخرين غيرى بأنه المصلحة .

والمصلحة هنا قد تتنوع:

1- فمنها الاستفادة من عدم قدرة أصحاب الأماكن المحترقة على استئاف نشاطهم السابق على الحريق ومن ثم هجرة المكان والمنطقة تماما.

2- ومنها محاولات الاستيلاء على أماكن أثرية أم مبان أو أراض فضاء مملوكة للدولة أو أرض وقف توفى واقفوها؛ واختفاء خرائطها ومستنداتها المحفوظة فى الأماكن المحترقة ييسر الاستيلاء عليها .

3 – ومنها احتمال وجود تحقيقات حالية أو قضايا مرفوعة فى أوقات سابقة ينظرها القضاء أو تحقق فيها جهات رقابية أو شئ من هذا القبيل.. واختفاء وثائقها الكائنة فى محل الحريق يفشل هذه التحقيقات ويبطل تلك القضايا.

4 – ومنها طمس تاريخ محدد أو وقائع تاريخية بعينها تتعلق بمناطق أو بطرق بعينها .. أو بأراض ممنوح حق الانتفاع بها لآجال محددة ومقرر استردادها بعد انتهاء المدة إلخ.تساعد فيما بعد فى الاستيلاء عليها.

خلاصة القول لقد وقر فى ذهن قطاعات واسعة من الشعب أن هوجة الحرائق الأخيرة ليست شيئا طبيعيا لأنها حدثت بإيقاع سريع لم يسبق حدوثه من قبل فى مصر عموما والقاهرة تحديدا. ولابد أن وراءها جميعا أو معظمها فاعل واحد أو بمعنى أدق هدف واحد ومصلحة واحدة حتى لو أضرمها أكثر من فاعل. وأن شيئا غريبا يحدث الآن فى مصر وربما تكرار تلك الحرائق ينبئ بحدث جلل سوف يعقبها .. المهم أن الاسترابة والتشكك فى نفوس الكثير من قطاعات المصريين تنتشر بنفس معدلات اندلاع تلك الحرائق .. وربما أكثر .. وسوف نرى ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة.