مداهمات شرطية جديدة لفلاحي البحيرة.. لتنفيذ أحكام غيابية بالريع والطرد من الأرض

بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 5498 – 2017 / 4 / 21 – 06:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

عصابات الأراضى ترفع القضايا فى المحمودية ضد فلاحين يتبعون محكمة الرحمانية

وتحرض شيخ الخفراء فلا تصل إعلانات القضايا لزراع الأرض

وتستميل المخبرين لاحتجاز الفلاحين فى العطلات الرسمية وإكراههم على تنفيذ الأحكام

,,,,,,

بلغنا فى الساعة الثامنة من مساء اليوم ( الخميس20 إبريل 2017 ) من فلاحى عزبة الأشراك مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة الخبر التالى :

داهمت قوة من شرطة مركز الرحمانية عصر اليوم قريتى عزبة الأشراك وأبو خراش للقبض على أربعة فلاحين من سكان القريتين لتنفيذ حكم قضائى غيابى صادر من محكمة المحمودية ضد كل من :

محمود رمضان خليل ، وصلاح محمد عبد الدايم ، ونادية عامرأبو النهى – وحسنين عبد الرحمن دميس. وتحصيل ريع الأرض التى يزرعونها وطردهم منها.

نفذ الحملة الضابط حسام أبو وافى بقوة تضم ثلاثة من أمناء الشرطة واثنين من المخبرين السريين ( أحمد بسيونى عبد الواحد ,حسن صادق )وشاحنة تضم 50 من جنود الأمن المركزى وسيارتىْ بوكس وأخرى ميكروباص.

بوصول القوة للقرية تجمع الأهالى الذين كانوا خارجين توا من صلاة العصر واغضبتهم محاولة القبض على الفلاحين الأربعة استنادا لحكم غيابى وعلا زئيرهم مما اضطر القوة للانسحاب دون استكمال مهمتها، وتراجعت لبعض الوقت وبعد انفضاض الأهالى توجهت لمنزل صلاح عبد الدايم وقبضت عليه واصطحبته معها لمركز الرحمانية.

دورعمدة القرية ووكيل أعمال ورثة آل خطاب شيخ الخفراء:

هذا وقد قام رافعو الدعاوى القضائية من ورثة حسن خطاب بالآتى:

1-اختيار محكمة المحمودية المدنية حتى لا يعرف بها الفلاحون الذين يتبعون مركز الرحمانية وتولى ذلك وكيلهم (عبد المنصف خليل) الذي يقوم مع عمدة القرية (أحمد دميس) بالتخطيط لورثة خطاب لكل ما يدبَّرللفلاحين من مكائد ويختاران المعاونين والمساعدين فى كثير من أجهزة المحافظة لطرد الفلاحين من الأرض التى حصلوا عليها بنظام التمليك منذ ستينات القرن الماضى ودفعوا جزءا من ثمنها بموجب قانون الإصلاح الزراعى.

2-ولأن إخطار الفلاحين بإعلانات القضايا يتم من خلال مُحْضر قضائى يتوجه من محكمة المحمودية لعمدة القرية؛ الذى يكلف شيخ الخفراء باصطحاب المُحضر لمنازل الفلاحين المشكو فى حقهم لتسليمهم إعلانات القضايا، ولما كان وكيل ورثة رافعى القضايا (عبد المنصف خليل ) قد خطط لإخفائها عن الفلاحين إذن فلا بد من منع المُحضَر من الوصول لهم بأى وسيلة ، وهو ما تولّاه (سمارة عبد العزيز خليل) إبن أخ وكيل الورثة – والمعروف بعدائه للفلاحين – تحت إشراف العمدة ، وتحقق ذلك بالفعل ليظل الفلاحون بعيدين عن العلم بالقضايا بل وعن حضورجلسات المحكمة.

3- ليس هذا فحسب بل إن وكيل الورثة (عبد المنصف خليل) هو خال اثنين من المخبرين السريين العاملين فى مباحث الرحمانية ( أحمد بسيونى عبد الواحد ، وحسن صادق ) اللذين كانا ضمن القوة التى داهمت القرية ؛ بل ولم يتخلفا مرة واحدة عن المشاركة فى كل المصائب التى حلت بالفلاحين وكثيرا ما شاركا فى القبض على الفلاحين فى التهم التى لفقت لهم قبل ذلك.

وهكذا شارك هؤلاء الأربعة وكيل ورثة خطاب ( عبد المنصف خليل ) ، وابن أخيه شيخ الخفراء( سمارة خليل ) ، وابنىْ أخواته المخبريْن ( أحمد بسيونى ، وحسن صادق ) تحت إشراف عمدة القرية – كاره الفلاحين- وأحيانا ضابط المباحث كما كان يحدث فى وقت سابق من ( النقيب كريم بسيونى ).

دور الشرطة :

من المعروف أنه فى الأحكام الغيابية يقوم الفلاحون بعمل استشكال بشأنها وبالتالى يعاد نظرها من جديد لكن الحالة المعنوية للفلاحين ساعتها تكون منخفضة، والعكس بالنسبة لخصومهم الذين يحصلون على الحكم . وبالتالى فماهوالمبرر الذى يدفع الشرطة للقبض على الفلاحين المحكوم عليهم غيابيا (بالطرد من الأرض ودفع الريع) الذى حكمت به المحكمة إذا كانت تعلم أن المحاكمة ستعاد من جديد.. ؟ بل وما الذى يدفعها للقبض على الفلاحين يوم خميس ليظلوا فى الحجز يومين طالما لن يتم تنفيذ الحكم وما دام اليوم التالى هو الجمعة ( أى إجازة لكل العاملين فى الدولة ) ولماذا لا يتم الانتظار حتى يوم السبت..؟

والإجابة عن هذه الأسئلة يوضح الخطة المجهزة للفلاحين وتتمثل فى الآتى :

القبض على الفلاحين عصر الخميس20 إبريل وحتى صباح السبت يتيح الفرصة للشرطة للضغط عليهم والحصول منهم على تنازل عن الأرض مقابل إعفائهم من الريع الذى يبلغ عشرات الألوف من الجنيهات أو إعفائهم من جزء منه ، كما يوفر إمكانية الضغط على أهالى الفلاحين فى منازلهم فى غياب أزواجهم أو من يعولونهم خصوصا إذا ما مُنِعَت عنهم الزيارة أو الطعام أو تم إطلاق الشائعات عنهم فى القرية بأنهم يتعرضون للتعذيب أو أنهم مصابون أو قريبون من الموت إلخ .ولو لم تكن نية الشرطة مبيتة على ذلك لم تم القبض عليهم يوم الخميس ولم يرجأ ليوم السبت أو الأحد. وفى الحقيقة فإن المفترض طالما كان الحكم غيابيا ألا تفعل الشرطة ما فعلته خصوصا وأن القضية سيعاد نظرها مرة أخرى فى وجود الطرفين المتنازعين
.
لكل ذلك نرى أن الشرطة منحازة فى مداهمة القرية للقبض على الفلاحين لصالح ورثة آل خطاب لسببين .. الأول: هو الصلة الحميمة التى تربط بينها وبين آل خطاب ومعاونيهم. و لعلنا لا ننسى الوليمة التى أقيمت داخل قسم شرطة الرحمانية يوم الثلاثاء 14 يوليو 2015 على شرف أراضى الإصلاح الزراعى، وحضرها أحد مفتشى الشرطة ومأمور المركز وعدد من ضباطه وصف ضباطه وجنوده ومجموعة من عمد ومشايخ بلد ومشايخ خفراء قري المنطقة وكان بينهم كل الذين جاءت أسماؤهم فى هذا التحقيق وقد وزع دعواتها المخبران السرّيان المشار إليهما أعلاه ودفع تكلفتها من الألف إلى الياء ورثة آل خطاب، وإمعانا فى الود والمحبة بين الحاضرين أقيمت كمائدة إفطار فى شهر رمضان.. حيث تم جلب عجلين تواجدا أمام مركز الشرطة لساعات وجرى ذبحهما هناك. وبعد إقامة الصلاة وأداء شعائر الشهر الكريم وتناول الطعام غادر المدعوون حفل الإفطار وسط حالة من البهجة والسرور. لكن الملاحظة الأهم أن الفلاحين الذين تطاردهم عصابات السطو على الأراضى وتداهم الشرطة منازلهم وتلفق لهم التهم والقضايا لم يكونوا ضمن المدعوين لحفل الإفطار لأنهم مدعوون فقط للاحتجاز فى زنازين القسم وتناول وجبات الإهانة والضرب والإكراه.

أما السبب الآخر: فهو توصل الفلاحين لكثير من المستندات والوثائق التى تثبت حقهم فى الأرض وكسب بعض قضايا الريع وغيرها ضد ورثة آل خطاب وقطع شوط جيد مع مسئولى الإصلاح الزراعى بالقاهرة سيساهم فى حل مشاكلهم والبقاء فى أراضيهم حتى الحصول على عقود ملكيتها، وهو ما يدفع الشرطة لتعجل الأمر قبل أن يتمكنوا من الفوز بالأرض.

الخميس 20 لإبريل 2017 بشير صقر

لجنة التضامن الفلاحى – مصر