تضمن الجزآن الأول والثاني من ( رحلتي لألمانيا الغربية عام 1964 ) العبارتين التاليتين:
•[ شتان الفارق في الكتابة بين شاب صغير وشيخ مسن حتي لو كانا نفس الشخص.]
•[إن الصياغة هي الشئ الوحيد في عملية الكتابة الذي لا يمكن السيطرة عليها بإحكام مطلق؛ مهما كانت كفاءة صاحبها حتى لو كانت تتعلق بموضوع تمت كتابته مرتين يفصل بينهما شهر واحد لأنها لصيقة بعمر الإنسان وحالته المزاجية.]
وهو ما أود تذكير القارئ به ليتفهم لمَ عرضتُ التجربة كما جرت وقائعها وأحداثها في البداية ؛ ولماذا استكملتها بهذا الجزء الأخير الذى يبرز الفارق في الظروف والتناول بين مرحلتين في عمر الإنسان..؟ فالوقائع ثابتة لكن المتغير هنا هو ما أضافه لي الزمن .
كذلك فقد سعينا في تلك القراءة لتناول قضايا عامة تتصل بطبيعة الأفراد والمجتمعات التي يشملها أطراف الرحلة التدريبية، وللأفكار والسياسات التي تحكمها سواء بشكل مباشر أو موازي، وكذلك للمنطق الذي حكمَنا في تناول تلك القضايا والمجتمعات محل المناقشة. وقد يبدو للقارئ أننا جنحنا بعيدا عن الرحلة لكن الحقيقة أننا استعنّا ببعض الأمثلة من مجتمعات أخري ولقضايا نوعية لتبيان ما نقصده بدقة.
عن هلع الألمان فور سماعهم اسم الفوهرر(Führer ) .. واستغراب المصريين :
عندما كان يلتقي بعض المصريين في رحلتنا عام 1964 مع عدد من الألمان في تجمع عابر أو بالمصادفة ويأتي اسم الزعيم أدولف هتلر (Adolf Hitler )؛ أو يخطر ببال أحدنا الاستفسار عن دلالة الصليب المعقوف (Creutz Gebeuget ).. ولو بشكل عارض .. ينفضُّ ذلك التجمع في التو واللحظة بشكل يشابه تسامى كرة من النفتالين في تحولها من جسم صلب إلي غاز دون المرور علي الحالة السائلة.
كان الاسم مثار هلع شديد للألمان بما يعنيه ذلك من استحضار لتاريخ بائس قريب ؛ قوامه الحرب وتدمير ألمانيا ونصف أوربا ؛ علاوة علي خشية المتجمعين من المسئولية باعتبار ذلك نوعا من الحنين لزعيم مس أفئدة غالبية الألمان – في لحظات استثنائية – بالرغم مما أفضت له سياساته من تسوية كل التقدم الصناعي والزراعي والعسكرى والهيبة السياسية لألمانيا بالأرض ..وهو ما استلزم إعادة البناء من جديد ؛ ناهيك عن تضميد جراح وأحزان اليتامي والثكالي والأرامل والمشردين.
باختصار كان الجمع ينفضّ فورا وبلا مقدمات أو شروح.. وهو ما أثار لدي المتدربين المصريين أسئلة لا تجد جوابا واضحا.
ولكي ندرك ذلك بشئ من التفصيل لابد من البحث في التاريخ والإجابة بالتدريج عن الأسئلة التالية لمعرفة ما الذي كان يحكم الألمان والمصريين- من اعتبارات- خلال الفترة التي قضينا فيها 7 شهور تبدأ من مارس 1964.
س1 :
لماذا يختلف تقييم الوقائع في زمن عنه في زمن تال ( آخر) وإبان الشباب عنه في مرحلة الشيخوخة..؟
ج1 :
من البديهي أن أية وقائع تجري في مكان محدد ( ألمانيا الغربية ) في فترة زمنية محددة ( 1964) هي بنت ذلك الزمن بشخوصه التي كانت أطرافا فيها ؛ وبالقوى الاجتماعية الموجودة ؛ وبالتيارات السياسية السائدة وبالأحزاب الممثلة لها؛ وبالظروف والأوضاع العامة للمجتمع بل وبالظروف المحيطة بالدائرة الأوسع كالدول المجاورة والمؤثرة وبالاتفاقيات التي تم إبرامها بين الدولة المعنية ( ألمانيا ) وتلك الدول . وشتان الوضع آنذاك ( 1964) أي بعد الحرب العالمية الثانية وبين الوضع الراهن ( 2019).
فالحزب النازي الحاكم لقي هزيمة عسكرية منكرة – بعد أن غزا نصف أوربا واحتلها – أدت لانهيار اقتصادي وهزيمة سياسية لم تحدث من قبل؛ فانتحر زعيمه ؛ واختفي بعض قادته من ألمانيا وتشتت أعضاؤه ما بين مستسلم ومستنكر ونادم ومتشبث بسياسة الحزب بينما لقي معظم هؤلاء وغيرهم الموت. فضلا عن حملة استمرت أعواما لمطاردة فلوله داخل ألمانيا وخارجها.. وقد صاحبها حملة إعلامية مهووسة نكلت بهم معنويا في وسائل الدعاية الأوربية والأمريكية . إلا أن هؤلاء جميعا لم يشكلوا سوى نسبة محدودة من الشعب الألماني ؛ بما يعني أن أغلبية الشعب من المواطنين هم من عانوا من آثار الحرب دون أن يكون لهم دخل في إشعالها .. بل- علي العكس- كانوا وقودها في الجيش والمصانع. ففقدوا أعمالهم بسبب تدمير كثير من مقومات الاقتصاد كما فقدوا منازلهم ومدارسهم ودخولهم وباتوا في وضع المشردين.
وبعد ذلك لم يكن طريقهم لترميم وطنهم وإعادة بنائه وتعميره مفروشا بالورود ؛ بل كانت اتفاقيات الصلح – والإذعان- التي أُبرِمت بين ألمانيا وأعدائها مهينة وخانقة مصحوبة بحالة من الثأر والتشفي خصوصا فيما أتاحته – في ظل احتلالها من أربعة دول – من اغتصاب للنساء وتشغيل للأطفال بشكل أقرب للسخرة.
فمثلا – وفي ظل احتلال ثقيل الوطأة من 4 دول- تم تحديد أعداد الجيش الألماني وصاحبه تدمير آلاف المصانع( 1500 مصنع ) للأسلحة والصناعة الثقيلة؛ علاوة علي انفصال الجزء الشرقي منها مكونا جمهورية ألمانيا الاشتراكية؛ وضم مقاطعة الإلزاس/ اللورين لفرنسا ؛ ومقاطعة ( سوديت ) لتشيكوسلوفاكيا ؛ بينما خضع إقليم ( سارا) للإشراف الفرنسي وحُرِم سكانُه الألمان الذين فروا منه ( حوالي 10 مليون ) من العودة له. هذا إضافة إلى فصل النمسا – التي كانت جزءا من ألمانيا قبيل الحرب- عنها وتقسيمها لأربعة أجزاء محتلة من التحالف الأمريكي الفرنسي البريطاني ..وهكذا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وُقّعت جزاءات ثأرية بديون – تدفعها ألمانيا – المدمَّرة – لفرنسا والاتحاد السوفييتى والولايات المتحدة الأمريكية – تبلغ بأسعار اليوم ما يتجاوز مائة وخمسة وعشرين مليار دولار.
لقد كان لممارسات الشهور الأخيرة في الحرب – عندما مالت الكفة ضد الألمان – آثارٌ نفسية ومعنوية هائلة تبعها – بعد الحرب – غرور و( تعالي) تمارسه الدول المنتصرة انعكس علي الشعب الألماني في ردود أفعال متحفظة إزاء الأجانب عموما امتد علي استقامته- فيما بعد – ليغدو تعاليا ألمانيا شديدا علي أبناء البلدان النامية ؛ وهو ما لم يعرفه المتدربون المصريون عن تلك المأساة لأسباب شتى- تعليمية وثقافية وعُمْرية – في ظل إشراف مصري غائب.
لقد كانت معاناة الألمان أقرب لمعاناة مَنْ كان وحشا – اقتصاديا وسياسيا وعسكريا- يخشاه الجميع ونالت منه الهزيمة ولم يجد منفذا للتنفيس عن تلك المعاناة سوي أجانب من العالم النامي لا تشكل دولهم إلا وزنا هامشيا في ميزان القوي العالمي في ذلك الوقت .
خلاصة القول أن ذلك الوضع المأساوي للشعب الألماني في أعقاب الحرب لم تكن تفاصيله معروفة لنا نحن المتدربون المصريون حيث برامج التعليم المصرية لا تتناولها إلا باختزال مُخِلّ لا يعطي فكرة حقيقية عن حجم الدمار الذي خلّفته الحرب وفظاعة النتائج المترتبة عليها.
س2 :
ما الذي استجد علي الوضع في أوربا..؟
ج2 :
منذ الألفية الثالثة – أي مما يقارب العشرين عاما- أو قبلها بقليل .. تغير الوضع نسبيا في ألمانيا التي استعادت قسطا كبيرا من وزنها الاقتصادي في صدارة القارة الأوربية ؛ واستثمرت عزلتها الدولية الإجبارية في إعادة البناء – بعد أن كانت قد قبلت وعلي مضض – القواعد العسكرية الأمريكية علي أراضيها بل وانضواءها تحت لواء حلف الناتو – مستردة مراتب متقدمة في مضمار الاقتصاد والثقافة والرياضة والفنون والتقدم العلمي و جزءا من السياسة أعادها إلي وضع قريب مما كان لها قبيل الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945 ) باستثناء وضعها العسكري الذي تراقبه الدول الغربية بحذر– خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية- والمتمثل في الصناعات العسكرية.
ومن جانب آخر أسفر ذلك النهوض عن :
1-أصوات ألمانية تتعالي داخل ألمانيا والاتحاد الأوروبي تنادي بإنشاء جيش أوروبي مستقل عن حلف الناتو الغربي الذي يضم عديدا من القوات المسلحة الغربية تحت الهيمنة الأمريكية.
2-تراجع دور ووزن الأصوات الشعبية التي تطالب برفع مستوي معيشة الشعب الألماني وعدم الانجرار في السباق الدائر المحموم للدول الغربية الأخري التي تتخذ نفس المسار السابق الذي أفضي للحربين العالميتين.
3-ظهور ثم بروز عدد من القوي والأحزاب القومية في الداخل الألماني ذات الطابع المنغلق والتي ترغب في استعادة الروح الألمانية النازية التي صنعت من ألمانيا ” بعبع ” أوربا والعالم قبل ثمانين عاما قبيل الحرب الثانية مباشرة. وقد تمكنت هذه القوي وأحزابها من استقطاب جزء من الشعب الألماني وشاركت في الانتخابات البرلمانية بل ودخلت البرلمان (Bundestag ) وترجمت ذلك في تظاهرات جماهيرية تبتعد عن سياسة الدولة من ناحية وترفض قدوم المهاجرين من ناحية أخري. هذا وقد وصل الأمر إلي حد تسلل الحزب القومي- النازي الطابع – إلي بعض فصائل الجيش الألماني وضبط أعضائه بوثائق تبرز نواياهم .. حيث خضعوا للتحقيق.
4-باختصار تغير الوضع الآن عام (2019 ) عما كان عليه عام 1964 أي في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ولذا كانت رؤيتنا لما عاصرناه من تقييم لرحلة المتدربين المصريين طلاب المعاهد العليا الزراعية عام 1964 لألمانيا مختلفة نسبيا عما نراها به اليوم .
س3 :
ما هي الخلفية الفكرية التي تحكم سياسات الدول الغربية ومنها ألمانيا..؟
ج3 :
إن كثيرا من الساسة علي مستوي العالم وخاصة في الغرب يؤججون النعرات القومية ؛ ليس لحفز شعوبها علي العمل والإنتاج والتطور لتعميق استقرار مجتمعاتهم وتوسيع دائرة الحياة الكريمة لهم ؛ ونبذ التمييز والعدوان والغزو؛ والكيل بمكيالين ؛ والتعالي علي الشعوب الأخري ، بقدر استخدامهم تلك النعرات للاستئثار بالأسواق الدولية ونهب الثروات للطبيعية للبلدان النامية واستغلال الأيدي العاملة الرخيصة بها ؛ وتحويلها إلي مواطن للصناعات القذرة والملوثة للبيئة وإلي مخازن للنفايات النووية .. وهكذا.
وهذا هو لب الصراع الذى كان ناشبا بين الدول الغربية أطراف الحربين العالميتين.. في القرن الماضي .
لقد عُرِفَ عن الشعب الألماني منذ أن كان جزءا من الشعب البروسي ( دولة بروسيا كانت تضم ألمانيا والنمسا) أنه معتد بنفسه ومعتز بقوميته لكنه ومنذ ظهور النازية علي يد الفوهرر(Führer ) أدولف هتلر عام 1933 تخلقت لديه نزعة التعالي الملازمة للروح القومية العدوانية . وشتان بين الاعتداد بالنفس – الذي يظل مقتصرا علي الذات ولا يضير أحدا – وبين التعالي- الذي تلازمه الروح العدوانية- و يمس الآخرين ويسبب الأذي لهم ..إلخ.
•رؤي منطقية تخلقها بديهيات تربوية وتعليمية:
كنا ونحن علي مقاعد الدراسة الإعدادية ..نصادف أساتذة أجلاء متمكنين من مادتهم العلمية ؛ وأتذكر أن بعض معلمي اللغة العربية – وإزاء شكاوى الطلاب – ومنهم المتميزين – من صعوبة مادة النحو والإعراب- كانوا يعلموننا قاعدة ذهبية للتغلب علي الصعوبات التي نشكو منها في تلك المادة تتمثل في الآتي:
لكي تقوم بإعراب كلمة في جملة في سياق ما.. يتطلب الأمر:
•قراءة الجملة قراءة متأنية.. وفهم مقصدها فهما صحيحا وتحديد معني الكلمة فيها.
•إعادة ترتيب كلمات الجملة عدة ترتيبات مغايرة لترتيبها الأصلي .. ثم إعادة قراءتها وفهم معانيها الجديدة مقارنة بما تم فهمه من المعني الأصلي.
•ولأن الإعراب لا يكون صحيحا دون فهم الجملة فهما صحيحا فإن الهدف من إعادة ترتيبها هو تبين معني الكلمة المراد إعرابها فهما صحيحا بمقارنة معانيها في الجمل الجديدة بمعناها الأصلي.
•وبناء علي ذلك فإن التوصل لمعني الكلمة ودورها في الجملة يمكننا من عملية الإعراب بسهولة ويسر.
ونفس الشئ يتم في حالة قراءتنا لأي وضع أو أية أحداث تمر بنا . إذ لابد من البحث عن الدافع وراء كل حدث منها ؛ والبحث عن دوافع أطرافها التي تصرفت بالشكل الذي حدث.. أي تفكيك الحدث إلي مفرداته وعناصره .. والبحث في جذورها لكي نتوصل إلي معرفة دقيقة لما جرى بالكيفية التي جري بها.
ويمكن القطع بيقين بأن فهم الشئ المركب – أو المعقد – يصبح بالغ السهولة إذا ما حولناه إلي عناصره ثم التعامل معها واحدة بعد أخري بشكل مترابط لفهمها؛ وهو ما ينطبق علي محاولة تفهم الأحداث والمشكلات .. بل وأعقد الأشياء ؛ أي أنه قانون عام يسري علي اللغة والأحداث الاجتماعية والسياسية وغيرها.
س4 :
ما الأخطاء الشائعة .. التي قد تفضي لقراءة ضارة لاحتياجات المجتمع وقضاياه .. ونتائج مفجعة..؟
ج4 :
كثيرة هي الأخطاء الشائعة في قاموس البسطاء من الناس؛ لكن المدهش أن تنتشر تلك الأخطاء بين كثير من المتعلمين.. فترى بعضَ الأطباء يطلب من مرضاه ” إشاعة على الصدر – بكسر الألف – ” أو ” أشاعة على الساق – بفتح الألف- ” ؛ ويرد عليه المريض قائلا : تلك هي الأُشاعة (بضم الألف).. بينما الأشعة تختلف عن الإشاعة.. من حيث المعني والنطق.
ولا تقتصر تلك الأخطاء على العامة من الناس بل إنها وصات إلى قمة الهرم الاجتماعي حيث يتداولها كثير من المتعلمين.
وبمثل ما تكثر الأخطاء اللغوية الشائعة في قاموس عامة الناس تكثر بنفس الطريقة في الأفكار ؛ ليس لعيب في الحصيلة العلمية لأصحابها .. بل لانحراف في توجهاتهم السياسية والاقتصادية .
وعلي سبيل المثال فإن أفكار العدوان والغزو والتمييز التي صاحبت سياسات الدول الغربية كان من ضمن منابعها الموجِّهة كتابات العالم البريطاني روبرت مالتوس في القرن التاسع عشر؛ والتي تتلخص في أن الحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية هي السبيل لموازنة الزيادة المضطردة للسكان بالزيادة المحدودة في مصادر الغذاء.. باعتبار أن معدل الأولى يفوق معدل الثانية.
واستنادا إلى تلك الأفكار فإن السياسات التي نبعت منها -واتبعتها الدول الاستعمارية قديما وتتبعها الشركات متعددة الجنسية حاليا – تسعى لبلوغ غايتها بأية وسيلة ولا تفرّق بين الموارد ومستخدميها بل وتعْلى من أهمية الموارد على حساب من يستخدمونها وينتجون منها . وهى المسئولة عن تجريد الفقراء في البلدان النامية من ثرواتهم الطبيعية وأسواقهم وحصار إنتاجهم المحلي بدعوي أنهم يتكاثرون بمعدلات أعلى من معدل إنتاجهم.. ومن ثم وجب التخلص منهم؛ وتفضى في نهاية المطاف إلى تدمير البشرية بالحروب والأمراض الفتاكة وبالعدوى المقصودة كإنفلوانزا الطيور والخنازير وبالكيماويات الخطرة التي تقضى على جماعات بشرية كاملة.
ولأن أفكار مالتوس واكبت النهضة الصناعية الأوربية فقد صارت جزءا عضويا من قوانين النظام الاقتصادي العالمي الذي لازَم تلك النهضة وعُرِفَ باسم النظام الرأسمالي.
ومن جانب آخر تكفّل الفكر الإيطالي- الذي كان أسبق من مالتوس – بتطوير عدوانية ذلك النظام علي يد المفكر الإيطالي ميكيافيللي بمقولته الشهيرة [ الغاية تبرر الوسيلة ] والتي تألقت وأعطت أفكار مالتوس بعدا جديدا في عصر التكتلات والاحتكارات الاقتصادية الكبري والتحالفات السياسية المعبرة عنها منذ بداية القرن العشرين.
وهنا نعود لرحلتنا إلي بلاد الجرمان لنتبين ماذا فعلت هذه الخلفيات الفكرية التي تحققت- بأشكال متنوعة – في القارة الأوربية- وانعكست علي شعوبه علاوة علي تسرّبها لكثير من البشر في البلدان النامية لتفعل فعلها وتفضي إلي النتائج التي واكبناها في مجالات شتي ومنها ما صادفناه من مشكلات في رحلتنا عام 1964.
س5 :
ماهي العيوب الجوهرية للمتعلمين المصريين..؟
ج5 :
ضعف الإعداد للمستقبل والأمية السياسية ومن ثم البحث عن الحلول الفردية والانكفاء علي الذات:
أو ما الذي يدفع خريجا جامعيا لعدم التمييز بين مجتمع مستهلك للحضارة وآخر ينتجها ويصدّرها..؟
منذ فُتح بابُ مصر علي مصراعيه للهجرة لدول النفط وملايين المصريين عرفت طريقها نحو الحل الفردي متوهمين أنه يعصمهم مذلة السؤال ويمنحهم الحياة الكريمة.
ورغم أن الكثير منهم حققوا أهدافهم إلا أنهم عادوا من تلك الدول بعاهتين مستديمتين علي الأقل تجُبّان كل ما حصدوه من فوائد. الأولي : هي نسيان معظم ما تعلموه في معاهدهم التعليمية ورجعوا معتمدين علي مدخراتهم أكثر من اعتمادهم علي قيمتهم العلمية وصار معظمهم أقرب للعاطلين .
والثانية :هي تبنيهم لكثير من مفاهيم وتقاليد الإسلام الوهابي الذى لا يحمل من الإسلام سوي طقوسه ومظهره الخارجي ؛ ومن ثم انعكس ذلك علي أبنائهم من الأجيال الجديدة التي هي قوام النهضة المفترضة. وقد تجلت هاتان العاهتان في عدم التمييز بين منتجي الحضارة وبين مستهلكيها. واقرب الأمثلة لذلك هو حديثهم عن أن بلدان الخليج العربي المنتجة للنفط صارت أكثر تطورا من مصر.
وبعيدا عن أية مشاعر شوفينية تتعصب لمصر نوضح الآتي :
•أن نهضة الأمم تقاس بالمعايير الآتية :
1-بما تنتجه من مفردات الحضارة .. في العلوم والآداب والفنون والثقافة والرياضة وتطبيقاتها ؛ ولا تقاس بعدد السيارات الحديثة المستوردة ولا بكمية البنايات الفارهة.
2-كما تقاس الحضارة بكمية الثروات الطبيعية التي يتم استخراجها وتصنيعها محليا وتصديرها للخارج.
3- وبأعداد الكوادر العلمية المتخصصة في جامعاتها ومعاهدها التعليمية والتي تبني مجتمعها وتقدم له الخدمات في مجالات التعليم والصحة والثقافة وتشييد المرافق والعمل في مجال البحث العلمي وتصدير النجباء منهم للخارج.
ولو طبقنا المعايير الثلاثة علي تلك الدول لاكتشفنا مفاجأتين:
الأولي : أن تلك الدول لم تنتج مفردة واحدة من مفردات الحضارة وإنما تستوردها من الآخرين وتستهلكها.
•فلم تنتج تلك البلاد نوابغ في الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء ،ولا مفكرين ومنظرين في مختلف مجالات النشاط الفكري والثقافي، ولا أدباء معروفين ( شعراء وكتاب رواية ) ، ولا فنانين (صناع سينما و وكتاب ومخرجي مسرح وممثلين ورسامين ونحاتين ومطربين وموسيقيين ولاعبي باليه) ، ولا حتي لاعبي كرة بارزين أو أبطال رياضات أخري سوى أبطال سباقات الهجن والصقور والحمام الزاجل.
•كذلك فما تفجرت الأرض به من نفط يتم تصديره ( خام ) بثمن بخس مقارنا بعوائده الهائلة لو تم تصنيعه ؛ رغم أن إيراد يوم واحد منه يؤسس جامعة للبترول وإيراد يوم آخر يشيد عددا من المصانع للتكرير وإنتاج مختلف منتوجاته.. لكن الإحجام عن ذلك يرتبط بعاملين :
1-بمصلحة ضيقة لمصَدّريه تربطهم مع جهات بعينها تساهم وتحمي استمرار تدفقه.
2-وخشية من خلق طبقة عاملة متطورة تمثل قوة اجتماعية متنفذة لها مطالب متنوعة وتملك نقابات تتصاعد قوتها بزيادة أعداد العاملين في مختلف مصانع التكرير والإنتاج. وجدير بالذكر أن ذلك النفط بالنسبة لهم كالنيل بالنسبة لنا .. هبة من الطبيعة .
•ناهيك عن افتقار تلك الدول لمن يقومون بتعليم شعوبهم في المدارس والجامعات ولولا أبناء مصر والعراق وسوريا ما كنت تجد معلما واحدا طيلة اكثر من نصف قرن من أهلها. أما عن تخريج الكوادر العلمية المتخصصة التي تبني مجتمعها وتشيد مرافقه وتدير معاهده الجامعية وتعمل في مجال البحث العلمي وتمد صلاتها للتعاون و العمل بالمعاهد العلمية الخارجية.. فحدث ولا حرج.
والثانية: أن هذه الدول لا تسعي لتطوير نفسها بالتطور لدول صناعية لا تكتفي بتصدير ثرواتها ( خام) بل تصنعها وتعيد تصدير ما صنّعته بأسعار أعلي وهو ما يعود عليها وعلي شعوبها بارتفاع مستوي المعيشة من جانب وتطوير القوي العاملة ورفع مستواها المهني من جانب آخر ، ويستتبع هذا اكتساب الشعب للحريات والثقافة وتذوق الآداب والفنون وارتفاع مستواه الحضاري بما يخلق إحساسا بقيمته ووزنه ودوره بين شعوب المنطقة والعالم . ليس هذا فقط بل إن ارتقاء قيم الشعب وارتفاع مستوي معيشته يسهم في مواجهة وحصار كثير من الأمراض الاجتماعية والسياسية والظواهر السلبية كالبطالة والفساد والاستبداد و التمييز والعدوان والتعالي علي الشعوب الأخري ..إلخ
خلاصة القول أن تلك الدول ليسوا منتجي مفردات الحضارة بل مستهلكين لها.. لم ينتجوا توتوك بل استوردوا سيارة رولز رويس أو لامبورجيه ليركبوها. ولم يشيدوا مؤسسة معمارية بل استأجروا من الخارج من يصممها ومن يشرف علي بنائها بل ومن يبنيها .
فهل يمكن اعتبار من لا يميزون بين مستهلكي الحضارة ومنتجيها قادرون علي تربية أبنائهم .. أو علي اتخاذ أي قرار مصيرى حتي علي مستوي أسرهم ؟ ؛ وهل يمكن اعتبار من يعتمدون علي مدخراتهم أكثر مما يُعوّلون علي تأهيلهم العلمي المتخصص منتمين لوطننا ويعتد بقدرتهم علي إدارة مؤسسة إنتاجية أو خدمية في بلدنا..؟
وعليه فإذا ما أرسِل هؤلاء أبناءهم في بعثة دراسية أو تدريبية لدولة أخرى هل سيكون هؤلاء المبعوثون قادرين علي التعامل مع الشعب الذي يعيشون بين صفوفه بسهولة ويتمكنون من تفهم ما يعترضهم من عراقيل ومشكلات بالبحث عن أسبابها بُغية حلها.. وهل سيتوصلون لتفهم الأسباب التي تدفع الشعوب التي تستضيفهم للتعامل معهم بهذه الكيفية ..؟ ومن ثم لا يتخذون إزاءهم موقفا عدائيا وثأريا بقدر ما يسعون لاستخدام العقل والمرونة وسعة الصدر في تعديل سلوك تلك الشعوب إزاءهم ؟! بل ولفت نظر الدولة لرداءة الإشراف والمعاملة التي يتلقونها من مشرفيهم الموجودين في تلك البلدان المستضيفة لكنهم غائبون لا يحسنون و لا يقومون بأدوارهم..؟
س6 :
هل نضبت مصر من المتميزين .. ليتولوا شئون المبعوثين ؟ ..
ج6 :
مثال موازي:
نجيب عن هذا السؤال بالتعرض لمشكلة واحدة يعرفها كل المصريين وهي أزمة مياه النيل.. التي تشكل خطرا داهما علي أبنائه وعلي استمرارهم في الحياة.
فالمثل الشعبي العالمي يتحدث عن الماء حديثه عن الهواء فهما متلازمان في كل الأوطان وكل الأزمان ولكل كائن حي ؛ ويجري تشبيه التعليم والصحة بهما – باعتبارهما من أهم ضرورات العصر- فيقال أنهما – أي التعليم والصحة – ” كالماء والهواء “.
ولأن مياه النيل تدخل في منعطف بالغ الحرج في قادم الأيام؛ كان من الضروري ذكْر بديهية مائية عالمية تنتشر في المجتمعات التي لا تعتمد علي الأمطار في استهلاك المياه. تفيد البديهية بأن (أولويات استهلاكها توجه للشرب والري الزراعي وبعدها لأي استخدامات أخري) . وعليه توجهت أنظار الدولة في مصر نحو ما يُعدّ هدرا له ؛ ساعية لوقف ذلك . ولذا شرَعَت – في مجال الزراعة – في توفير ما يُهدَر منه في زراعات الأرز تحديدا بإجراء واحد لا سواه هو الحد من مساحة الأراضي المزروعة به نظرا لكونه أكثر المحاصيل احتياجا واستخداما له.
واستنادا لمعلومة علمية أخري تقول أن ( الأرز ليس محصولا محبا للغمر بالمياه بل محصول مقاوم للغمر) نوضح :
أن مهمة توفير مياه ري الأرز لا يمكن إنجازها بتقليص مساحته دون إجراءين آخرين :
أحدهما :استنباط سلالات مقاومة للجفاف ومن ثم لا تحتاج إلا لكميات محدودة من الماء مقارنة بالأصناف التقليدية التي يتداول الفلاحون زراعتها.
والآخر : هو استنباط طرق جديدة في الزراعة توفر المياه.
هذا فمن ناحية.. توصَّل أحد البحّاثة في إحدي الجامعات الإقليمية منذ 5 سنوات لأربعة سلالات ( عرابي 1، 2،3،4 ) تصلح اثنتان منهما للزراعة في الأراضي الرملية وتمت تجربتهما في سيناء وحققا نجاحا باهرا.. علاوة علي تفوقهما في الإنتاج عن كل الأصناف التقليدية فضلا عن صفات أخرى إيجابية.
ومن ناحية أخرى توصلت فلاحة فيّومية عام 2004 لطريقة في الزراعة تسمي ( الزراعة علي مساطب ) توفر 60 % من مياه الري ( حيث استهلك الفدان3500 متر مكعب بينما في طريقة الري بالغمر يستهلك الفدان 9000 متر مكعب ) وطبقتها في أرضها تحت إشراف معهد البحوث المائية الذي وثق التجربة واعتمد الطريقة الجديدة في الزراعة. هذا وقامت الفلاحة المستنيرة بنشرها في قريتها والدعاية لها من خلال المحاضرات في كل مراكز المحافظة ؛ بل وأخطرت بها وزير الزراعة آنذاك.
فكيف كانت استجابة المسئولين في وزارتي الزراعة والري..؟ الصمت والتجاهل التام للباحث وللفلاحة.
وعليه وكما يقول المثل الشعبي ” ما فيش فقر .. دا فيه قلة رأي ” .
هذا وقد تم عرض كل ما سبق وبشكل مسهب في العديد من المقالات بالصحافة الإلكترونية ..لكن تبين أن هناك أسبابا أخرى تختفي وراء تقليص مساحة زراعة الأرز تتعارض تماما مع توفير مياه الري التي أعلن عنها كسبب لتقليص مساحته.
لذا نتساءل : لماذا إذن كنا نُقْصِر اللوم علي غياب الإشراف المصري علي المتدربين في ألمانيا.. أليس ” جميعهم في الهمّ شرق “..؟
صحيح أن هناك فارقا بين مهمة رسمية بالغة الأهمية لا يتم إنجازها بسبب الإهمال كالإشراف علي البعثات التعليمية والتدريبية في الخارج كما هو الحال في رحلتنا التدريبية.. وبين مهمة رسمية أخرى شديدة الحيوية يتم الإعلان عنها والتأكيد عليها في أجهزة الإعلام بينما في الواقع يتم تنفيذ عكسها تماما. لكن المشترك بينما أننا خسرنا فوائد كان يمكن حصدها وأموالا تم تبديدها في الحاتين.
خاتمة :
ونوجز استخلاصنا لتلك القراءة في الآتي :
•أن الخلفية الفكرية التي تجلت – بأشكال متنوعة في المجتمعات الأوربية ؛ ووجهت دولها وجهة مدمرة ؛ وأثرت في شعوبها وكبدتها خسائر وآلاما ومعاناة هائلة- قد انعكست من ناحية أخري علي كثير من مجتمعات بلداننا النامية وأصابتهم بعدواها لتفعل فعلها وتفضي للنتائج التي شهدناها في مجالات شتي في رحلتنا لألمانيا الغربية عام 1964. ولا شك أن الأفكار التي كانت تحكم ألمانيا آنذاك – وكانت تحكمأيضا معظم أطراف الحرب العالمية- هي ما كانت تتحكم في سياستها.. وفي علاقاتها بدول وشعوب العالم المتقدمة صناعيا وأيضا ببلداننا النامية. قد تختلف تلك السياسة من حاكم إلي حاكم ومن حزب إلي حزب عند التطبيق لكنها في التحليل الأخير تتوخي نفس الأسس الفكرية التي تضبط المجتمع ككل.. وتوجّه دفته.
فالمسئولون الألمان بوزارة مساعدات الدول النامية وموظفي الغرف الزراعية سيمتثلون لتلك السياسة علي الدوام. والمزارعون الألمان لن يفلتوا من براثنها لكونها تنتشر كالهواء في أركان المجتمع.
بينما المسئولون المصريون – المتعاملون مع الجهات الألمانية ويتولون الإشراف علي المتدربين- لن ينجوا من آثارها خصوصا وأنهم لا يتمتعون بأي ثقافة مستقلة ومستوى تعليمهم لا يمكنهم من الإفلات منها حتي وإن أرادوا ذلك؛ علاوة علي أن أمثالهم لا تحكمهم سوي المصلحة الخاصة الضيقة الأفق والأنانية .. ويوفَدون لأوروبا بالوساطة ودون اختيارات أو اختبارات شفافة تدقق في كفاءتهم ودون تأهيل حقيقي للمهمة التي تنتظرهم .. لذا تبتلعهم أضواء المجتمع الغربي ويهيمون في طرقاته دون أمل في الإفاقة.
وعليه فماذا يفعل الشباب اليافع من المتدربين الذين ألقي بهم في هذا اليم الذي يتجاوز خبراتهم وتجاربهم وثقافتهم وأعمارهم .. سوي أن يتصرفوا حسبما تقضي الظروف .
من هنا كان الاختلاف في قراءة تجربة رحلتنا التدريبية لألمانيا الغربية عام 1964 عن قراءتها اليوم. فقد سعينا أن ننقلها لكم في الجزأين السابقين بأقصي قدر من الدقة والأمانة وأكملناها بتلك القراءة التي أضاف لها ما استجد علي عمرنا وثقافتنا خلال السنوات المنصرمة.. آملين أن نكون قد وفقنا في الحالتين.
الأحد 12 يناير 2019 بشير صقر
]]>وافانا أمس الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 فلاحو عزبة الأشراك وعزبة الخمسين مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة بالخبرين التاليين :
•وفاة كل من سعدة محمد الخشاب ( 43 سنة)، محمود رمضان خليل (51 سنة) ، عايدة أحمد البياضي ( 46 سنة) ، أم العز محمد أيوب ( 40 سنة ) ، صباح محمد كامل المكاوي ( 28 سنة) ،و سعيدة عبد الجواد أبو صميدة (38 سنة ) .. خلال السبعة أيام الماضية جراء مرض الفشل الكلوي. من عزبة الأشراك .. بينما الأخيرة من عزبة الخمسين.
•مداهمة شرطة الرحمانية في الساعة الثانية عشرة منتصف ليلة السبت /الأحد 15 ديسمبر 2018 منازل كل من محمد الشراكي فايد وسعيد أحمد رمضان وعبد الصادق عبدالله فايد من عزبة الأشراك ، ومحمد علي خضر من عزبة أبو خراش ، ومحمد عبد الحكيم خضرمن عزبة الخمسين والقبض عليهم دون سبب واضح ودون إخطارهم بمبرر مداهمة منازلهم في تلك الساعة، علاوة علي البحث عن محمد محمود المكاوي الذى لم يكن موجودا بالقرية.
وفى اليوم التالي الأحد توجهت حملة مزودة باللوادر لهدم منزل محمد شعبان بدعوى بناء المنزل دون تصريح.. وهو ما أشاع في القرى الثلاثة أن القبض عليهم كان لقطع الطريق علي مقاومة أهالي القري لعملية الهدم.
يذكر أنه تم الاحتفاظ بسعيد أحمد رمضان وعبد الصادق عبد الله متى مساء الاثنين 17 ديسمبر بينما أُطلق سراح الثلاثة الآخرين صباح الأحد 16 ديسمبر .
والواضح من الخبر الثاني أن القبض علي المواطنين يسبق عادة أية عملية تقوم بها الشرطة في القري كما حدث في قرية منشاة الأوقاف مركز طنطا بالغربية أول أمس الاثنين 17 ديسمبر إبان مد خط كهرباء بالقرية يخشى الأهالي من مخاطر تمريره بشارع قريتهم الرئيسي.
هذا وتشير لجنة التضامن الفلاحي إلي ما سبق أن نشرته بشأن قرى عزبة الأشراك وأبو خراش والخمسين والستين وقري أخرى حولها التي تعاني من محاولات مستميتة لطرد فلاحيها من أراضيهم التي يزرعونها من أكثر من 70 عاما وحصلوا عليها من الهيئة العامة للإصلاح الزراعي بنظام التمليك وينازعهم فيها ورثة المرحوم حسن فهيم خطاب الذى كان يعمل موظفا صغيرا بوزارة الأوقاف بالقاهرة في ستينات القرن الماضي وأصبح فيما بعد هو وأبناؤه أصحاب شركة سياحة بالقاهرة وعملوا في استيراد البن البرازيلي ويقيمون بالجيزة . هذا وقد جرت محاولات متعددة لإكراه الفلاحين علي ترك الأرض بجيوش من البلطجية ، وبعدها بدعم الشرطة ومساعدة عمدة أبو خراش المدعو أحمد دميس الذى كان حتى وقت قريب مديرا للإصلاح الزراعي بالبحيرة ، كذلك أسهم في دعمهم عدد من المحامين من بينهم أحمد بسيوني نقيب المحامين بالبحيرة آنذاك وهو في نفس الوقت والد كريم بسيوني ضابط مباحث الرحمانية آنذاك والذى قبض علي عدد من هؤلاء الفلاحين ( مثل محمد المكاوي) بتهم ملفقة وهو ما دعا النيابة العامة للإفراج عنهم دون كفالة من سراي النيابة .
ونظرا لاستمرار هذه المعاناة التي صارت همّا يوميا يتصل مباشرة بتفاصيل معيشتهم وعملهم في الأرض سواء ما يتعلق بنقص الأسمدة ومستلزمات الزراعة كالمبيدات والتقاوي ومصروفات خدمة الأرض وغلاء أسعارها أو بتدهور أسعار محاصيلهم التي ينتجونها وبالتالي انخفاض ما يعود عليهم منها، أو بنقص أو غياب مياه الشرب والري.. مما يدفعهم للحصول عليها من المناطق المجاورة ونقلها علي عرباتهم البدائية ( الكارو ) كمياه الشرب ؛ أو الاضطرار للحصول عليها من مياه الصرف الصحي لري أراضيهم مما يؤثر على طبيعة الأرض وعلي حجم إنتاجها من المزروعات ويصيبهم بأمراض الفشل الكلوي نظرا لاختلاطها بسيقانهم العارية أثناء عملية الرى..إلخ.
والجدير بالذكر أن كل هذه المعاناة ليست قضاء وقدرا ولا نتيجة إهمال المسئولين عن هذه الخدمات بل تجري بفعل فاعل يعرفه الكافة في هذه المنطقة التي صارت من أشهر قري الريف المصري كبؤر للفشل الكلوى. وللأسف ان مديرية الصحة بالبحيرة تعلم هذا علم اليقين ولا تتحرك لمواجهة أسبابها ( الري بمياه الصرف الصحي).
ففي نشرت لجنة التضامن الفلاحي بتاريخ 7 إبريل 2009 تحقيقا يتضمن بعضا من تلك المعاناة:
الرابط : ( http://tadamon.katib.org/2009/04/07/ )
يقول التحقيق:
[•فوجئ الفلاحون بين يوم وليلة بإتلاف ما سورة الري (بطول 16 مترا وقطر متر) التي تنقل مياه الري من ترعة المشايخ جهة عزبة المصري إلى زمام عزبة الأشراك وتعبر مصرف شبراخيت، وبذلك حرم زمام عزبة الأشراك تماما من مياه الري العذبة طيلة أكثر من ثلاث سنوات مما اضطر الفلاحين إلى ري مزروعاتهم بمياه الصرف الصحي .. وذلك برفعها من مصرف شبراخيت الذي تُصرف فيه مخلفات الصرف الصحي لتصب في ترعتهم ثم يرفعونها من الترعة إلى الحقول وباءت كل شكاواهم من أجل إصلاحها بالفشل.
•وقد أدى ذلك إلى انخفاض إنتاج الأرض من الأرز من 12 أردبا إلى حوالى إردبين للفدان.
•كما أدى عدم وصول مياه الري وكذا مياه الشرب إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية لينتشر الفشل الكلوي بين أهالي العزبة وجيرانها حيث قضى على 12فردا منهم (قطب محمد جابر، إبراهيم محسن سالم، قطب جابر حشيش، محمد كامل مكاوي، عبد الحميد أبو زينة، رمضان خطاب دنش، محمد خطاب دنش، محمد على المعاملي، حمدان فتحي المعاملي) في بحر السنتين الأخيرتين وهناك مجموعة أخرى من المصابين بالمرض منهم ( سعيدة متولي فايد، عبد الغني رمضان مرسي، عبد الستار محمود البياضى).
•ورغم قيام الفلاحين بإرسال عشرات الشكاوي لكبار المسئولين في الدولة ومحافظة البحيرة في وزارات الري، والبيئة، والصحة، والزراعة إلا أنهم عجزوا عن حل مشكلة واحدة من المشاكل التي تحاصرهم.
هذا ويسأل الفلاحين عن الطريق الذي يسلكونه للحصول على مياه ري نقية أو إصلاح ماسورة الري التي أتلفت عمدا من أربع سنوات أو الحصول على مياة شرب نقية أو تجنب الآثار المباشرة للخوض في مياه الصرف الصحي التي يروون بها زراعاتهم وتتسبب فى إصابتهم بأمراض الكلى. ]
وبتاريخ 12 إبريل 2012 نشرنا مقالا يطرح الأسئلة التالية على كبار مسئولي الري والإسكان والصحة ومحافظ البحيرة :
الرابط : ( http://tadamon.katib.org/2012/04/ )
[أسئلة ملحة لوزراء الرى والإسكان والصحة ومحافظ البحيرة :
إلى متى يظل الفساد مستوطنا مديرية الرى بالبحيرة ؟
هل تحركت مديرية الصحة لوقف طابور ضحايا الفشل الكلوى
من قرى عزبة الأشراك وأبو خراش أو التوصية باستئصال أسبابها ؟ ]
وبتاريخ 22 إبريل 2014 وجهنا للمسئولين عن التعاون في المحافظة اتهاما مباشرا وجهه الفلاحون لمن يديرون الجمعية الزراعية بالأشراك البلد موجزه أن :
الرابط : ( http://tadamon.katib.org/2014/04 )
[جمعية الأشراك الزراعية بالبحيرة تمتنع عن صرف تقاوى المحاصيل الصيفية للفلاحين ومديرها يشترط توقيعهم شيكات على بياض لصرف التقاوي ويساومهم على ترك أراضيهم لصالح ورثة حسن خطاب .]
وفى عام 2015 في شهري فبراير وأكتوبر نشرنا موجزا لدراسة تتعلق بتهريب مساحات هائلة من أراضي ماهتاب قادن ( سيدة متمصرة من أصول تركية كانت تملك حوالي 1600 فدان من أراضي المنطقة ، حيث لم تصادر الدولة سوي 509 فدان من هذه المساحة وزعتها على الفلاحين بنظام التمليك نظير دفع ثمنها على أقساط سنوية ؛ بينما لا يعرف كيف تسربت بقيتها بعيدا عن هيئة الإصلاح الزراعي التي كانت تقوم بتطبيق قانون الإصلاح علي أرض ماهتاب قادن آنذاك. وكيف يتواطأ عدد من متوسطي المسئولين في الإدارات الزراعية وغيرها على تحييز بعض تلك الأراضى المهربة في سجلات الجمعيات الزراعية المختصة..إلخ .
تقول عناوين موجز الدراسة في23 فبراير 2015:
الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=456641
[حملة جديدة على فلاحى عزبة الأشراك بشبراخيت والفلاحون يستعدون لها
.. أين ذهبت أرض السيدة ذات الأصول التركية ماهتاب قادن..؟
كيف استولى الكبار على الأرض قبل تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي؟
بلغت ملكيتها 1600 فدانا لم يصادر قانون الإصلاح منها سوى 509 ؟
نقيب المحامين بالبحيرة يستخدم سلطة ابنه ضابط المباحث لإرغام الفلاحين على ترك الأرض]
بينما يقول الموجز في 19/10/2015 ما يلي:
الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=489119
[فضيحة جديدة لمغتصب الارض بشبراخيت بحيرة وللإدارة الزراعية بالرحمانية
70 فدانا محيزة بأسماء وهمية فى جمعية الأشراك البلد الزراعية بدون مستندات ملكية
بنت عمدة أبو خراش تتخلص من الأرض المهربة من الإصلاح الزراعى ببيعها للفلاحين
عمدة أبو خراش يوقف تطهير مصدر ري مئات الأفدنة رغم تصريح الزراعة بتطهيرها]
لقد ادعي ورثة تاجر البن ورجل السياحة حسن فهيم خطاب أنه اشترى 221 فدانا من وزارة الأوقاف في عام 1975 بعقد قسمة أي انه اشترها من الدولة ، وقبل ذلك التاريخ بست سنوات كان قانون الإصلاح الزراعي ( 50 لسنة 1969) قد حدد الحد الأقصي لملكية الأرض الزراعية بـ 50 فدانا للفرد ومائة فدان للأسرة ، فكيف باعت له الدولة ( الأوقاف) ما يزيد عن الحد الأقصى الذى نص عليه قانون الإصلاح..؟
لا يسعنا إزاء ذلك إلا أن نؤكد أن تعذيب الفلاحين يبدأ من الدولة ويمشي في ركابها كل اللصوص والمرتزقة والمرتشين وعدد من حكام الأقاليم والمتنفذين المحليين وغيرهم.
وبالنسبة لما نقله الخبر الأول عن وفاة رجل وستة نساء تتراوح أعمارهم ما بين 28 سنة و 50 سنة بمرض الفشل الكلوي الذى انتشر في المنطقة عموما وفى تلك القري علي وجه الخصوص بسبب ري الأرض بمياه الصرف الصحي من ناحية وبسبب اختلاطها بمياه الشرب فنؤكد أننا نتوقع أن فلاحي هذه المنطقة سيبحثون عن وسائل أخرى ناجعة لوقت هذا التعذيب الممنهج والذى يجري لهم بفعل فاعل دون جريرة ارتكبوها سوى أنهم يزرعون أرضهم ليوفروا لقمة الخبز لأمثالنا ولمن يُمْعِنون في التنكيل بهم ليل نهار.
الأربعاء 19 ديسمبر 2018 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحي – مصر
لمتابعة الموضوع من البداية أنظر الروابط التالية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=618447
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=618676
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=618983
الإثنين 17 ديسمبر 2018 بشير صقر
]]>ردود أفعال أمنية مبالغ فيها إزاء احتجاج سلمي للأهالي :
• هذا وقد أوضح ممثلا الأهالي المستدعييْن أن المشكلة تتركز في ضيق الشارع المذكور ( بعرض 4-6 متر) عن استيعاب 4 خطوط مرافق ( مياه ، صرف صحي، غاز ، كهرباء) وتأثيرات ذلك المحتملة والمتوقعة من مخاطر على حياة السكان. وأبدوا أنهم وبقية الأهالي ليسوا ضد مدّ خط كهرباء الضغط المتوسط من حيث المبدأ لكنهم يرون تعديل المسار خارج الكتلة السكنية وتجنب الشارع الرئيسي بالقرية. وأن اقتراح الأهالي سببه هو التخوف من تسرب المياه من خطي الصرف والشرب أو تسرب الغاز لكابل الكهرباء وهو تخوف مشروع لا يحسمه سوي لجنة مشتركة من ممثلي المرافق الأربعة.
إلّا أن قادة جهاز المباحث قالوا إن مد الخط يأتي ضمن مشروع عام يخدم أهالي المنطقة ولا يمكن العدول عنه. كما ذكروا أنه لا مصلحة لأجهزة الشرطة في مد الخط أو وقف تنفيذه في المسار المذكور. ولذلك فإن تجمهر الأهالي الذي حدث منذ يوم السبت 17 نوفمبر الجاري يُعدّ خروجا على المصلحة العامة كما أنه يُعتبر تعديا على هيبة الدولة وهو ما لا نقبله. ولا نسمح به.
واستمر الحوار حتى تم الاتفاق علي توجه ممثلي المرافق إلى القرية صباح اليوم الأربعاء 21 نوفمبر للمعاينة على الطبيعة واتخاذ القرار.
•فى يوم (الثلاثاء 20 نوفمبر ) جرى استدعاء آخر من مديرية الأمن في الحادية عشر مساء لممثلي الأهالي ( عاطف رضوان ، أحمد جاد ) ، وفى حضور مدير أمن الغربية وأحد قادة جهاز المباحث تم التنبيه عليهما بلهجة حاسمة بعدم التعرض لعملية مد خط الكهرباء درءاً للعواقب.
•هذا وكانت اللجنة المشار إليها قد وصلت القرية صباح اليوم الأربعاء 21 نوفمبر 2018 وعاينت الشارع الرئيسي خصوصا في مناطقه الضيقة ( عرض 4متر ) وحددت أعماق وأبعاد الحفر التي تفصل بين مسارات خطوط المرافق الأربعة .. تمهيدا للتنفيذ.
•كما أفاد أهالي القرية بعودة اللجنة المشكلة من ممثلي مرافق الكهرباء والغاز والصرف الصحي ) بإعادة المعاينة على الطبيعة في الثانية عشرة ظهر الأربعاء 21 نوفمبر الجاري بناء على الاتفاق بين الأهالي ومسئولي المباحث وقررت إمكانية مد خطي الكهرباء والغاز بشكل آمن .
•وفى التاسعة مساء أمس الأربعاء 21نوفمبر2018.. تم استدعاء ممثليْ القرية لمقر جهاز الأمن الوطني بطنطا ، وقد شهد اللقاء عرضا موجزا لمخاوف الأهالي من مد كابل الكهرباء في شارع يتراوح عرضه بين 4،6 أمتار وتشغل خطوط المياه والصرف الصحي جزءاً كبيرا من مساحته بخلاف ما سيشغله خط الغاز، وذكر محدثهم من ضباط الأمن الوطني أن مد الكابل جزء من مشروع قومي ينبغي الانتهاء منه دون عوائق.
الرسالة المفتوحة :
وإزاء ما تم عرضه أعلاه عن المشكلة من آراء متباينة وتجمعات جماهيرية محتجة؛ وتواجد لمسئولي أجهزة الأمن بالقرية بصحبة قوات الأمن المركزي؛ واستدعاءات لبعض ممثلي الأهالي لمقرات أجهزة المباحث الجنائية ومديرية الأمن والأمن الوطني ؛ ولجان فنية تقوم بالفحص والمعاينة واتخاذ القرار.
إزاء ذلك كله استرعي انتباهنا عبارة ذكرها أحد قادة جهاز المباحث في لقاء الاثنين 19 نوفمبر مع ممثلي القرية تقول : ” أن تجمهر الأهالي يُعتبر تعديا على هيبة الدولة وهو ما لا نقبله.. ولا نسمح به ” .
وللحقيقة فإن هيبة الدولة لا يجرحها اعتراض بعض المواطنين على مد خط كهرباء يعتبرونه خطرا على حياتهم خصوصا إذا ما كانوا يقترحون مسارا بديلا يفي بالغرض ويتجنب الآثار المتوقعة لتجاوُر خطوط المرافق الأربعة بل ويتساوي في المسافة وبالتالي في التكلفة مع المسار الأول الذى تصرّ عليه شركة الكهرباء.
فاختلاف الرأي بين الأهالي وشركة الكهرباء وحتى الاحتجاج على التنفيذ بالتجمهر لا ينال من هيبة الدولة ولا يمسها بالمرة ، بالعكس فهو دليل على وعى الأهالي ويقظتهم وبرهان على حرصهم على تجنب أية أعطال في خطوط المرافق أو مخاطر قد تؤذيهم مستقبلا.
ولأن مهمة رجال الشرطة هي حفظ الأمن فقد كان بمقدور جهاز المباحث – الذي استدعي ممثليْ أهالي القرية – اللجوء إلى إجراء آخر في غاية البساطة وفى متناول اليد يطمئن الأهالي من ناحية ويحفظ الأمن من ناحية أخري ، ويوفر الوقت والجهد ولو كنت مكانهم لبادرت بتنفيذه على الفور.
هذا الإجراء هو ” انتداب ودى ” – وليس رسمي – من رجال المباحث لأحد كبار أساتذة الكهرباء بكلية الهندسة بطنطا – التي لا تفصلها عن القرية أكثر من عدة مئات من الأمتار- واصطحابه إليها و إطلاعه على الوضع على الطبيعة ليبدي رأيه . فإن كان مع مد الخط وأفاد بألا خطورة منه .. فيمكنه في وجود بعض الأهالي شرح الأمر لهم وطمأنتهم ، وإن كان رأيه عكس ذلك فلا مناص من تعديل المسار حسبما اقترح الأهالي وساعتها يمكن للشرطة الاستناد إلى تقرير ( استشارة) أستاذ الهندسة في إجبار شركة الكهرباء على تغيير المسار دون ضجيج ، وهذا هو حفظ الأمن الحقيقي ، وساعتها لن تبقي هيبة الدولة محفوظة ومصانة فقط بل سترتفع لدى من عايشوا هذه المشكلة وشاهدوا حلها بتلك الطريقة.
لو جري مثل هذا الإجراء من أحد قادة المباحث بالمحافظة لن يستغرق أكثر من ساعتين: فلن يتكلف أكثر من حديث تليفوني مدته دقائق ومشوار بسيارة لاصطحاب استشاري الهندسة لا يتجاوز نصف ساعة ومعاينة تحتاج نصف ساعة أخرى ثم لقاء بالأهالي لا يزيد عن عشرين دقيقة بعدها يعود الجميع إلى أعمالهم في هدوء، وبذا يتبدد التجمهر وينفض بشكل تلقائي كما تتبدد السحب دون الحاجة لحملة شرطية مصاحبة لعملية الحفر أو لفض الحشود.. أو للتحفظ على المحتجين والتحقيق معهم وهكذا. وهو ما يحفظ هيبة الدولة ويزيدها في نظر الأهالي ولا ينال منها كما يقول البعض.
فهؤلاء الأهالي في القري لا يطلبون إلا الستر ولا يطمعون إلا في تربية أطفالهم والاطمئنان على حمايتهم من المخاطر التي تفاجئهم بين الحين والآخر سواء من كابل كهرباء ينفجر أو شرارة تشعل حريقا أو سيارة مجنونة تصيب واحدا منهم أو تخطف حياته.
إننا لو اعتبرنا أن تجمهر أهالي القرية – في احتجاج سلمي على تمرير كابل كهرباء في شارع قريتهم –اعتراضا على هيبة الدولة وجرحا لها ؛ فبم نسمي إذن ما حدث في 21أكتوبر 2017 على طريق الواحات البحرية ، وبم نوصّف ما جرى بمسجد الروضة بالعريش في 24 نوفمبر 2017 ، أو ما حدث من تفجير استهدف مديرية أمن القاهرة في 24 يناير 2014 وقبله في 24 ديسمبر 2013 في مديرية أمن الدقهلية.
إن أهالي قرية الأوقاف مركز طنطا مواطنون مسالمون طيبون يشتغل معظمهم بالزراعة فلو طردناهم من أراضيهم كما كان يريد الشناوي محافظ الغربية ومديرية الأوقاف في وقت سابق ( 2008 ، 2009).. ولم نطمئنهم على انعدام مخاطر كابل الكهرباء الراقد على بعد 60 سنتيمتر تحت أقدامهم واعتبرناهم معتدين على هيبة الدولة فماذا نفعل إزاء من يرفعون في وجوهنا البنادق ليل نهار تحت ستار الدين.
السادة قادة وضباط مباحث محافظة الغربية تعاملوا مع أهالي منشاة الأوقاف بحصافة وإنسانية وحكمة فهم جزء ممن يزرعون لنا القمح ويطعموننا ولولاهم ولولا أمثالهم لجعنا وانهارت دولتنا وتبددت هيبتها – ببنادق اعدائنا المتربصين بنا على الحدود والمختفين بيننا – إلي أبد الآبدين.
الخميس 22 نوفمبر 2018 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحي – مصر
يذكر أن مسار الكابل المراد مده:
•يبدأ من محلة منوف ويستمر محاذيا ترعة القاصد حتى كوبرى جيهان.
•ثم ينعطف يمينا في اتجاه قرية منشاة الأوقاف ثم يخترق الشارع الرئيسي بها .
•بعده يتجه نحو طريق طنطا / كفر الشيخ ليصل إلى محطة كهرباء سبرباى( التي بها مقر الوحدة المحلية).
بينما يري الأهالي تعديل المسار كالآتي :
•الانعطاف من عند كوبري جيهان يسارا ويتخذ اتجاهه بجوار سور كلية الهندسة حتى طريق طنطا / كفر الشيخ .. وبذلك يتجنب الدخول في الكتلة السكنية والشارع الرئيسي بمنشاة الأوقاف.
•ثم يتوجه إلى قرية سبرباى حيث محطة الكهرباء.
المفاجأة:
و يفجر أهالي القرية مفاجأة غير متوقعة وهي أن المسافة بين محلة منوف ومحطة كهرباء سبرباي متساوية في كلا المسارين وتبلغ 3600 مترا ، ومن ثم فلا تكلفة إضافية نتيجة تغيير المسار الذى اقترحه الأهالي وبالتالي فلا مشاكل ستنجم إذا ما قامت شركة الغاز بمد خط للغاز في الشارع الضيق وبذلك يتجنب الأهالي بالقرية أية مخاطر أمنية تتعرض لها حياتهم حيث يمكن للشارع الضيق استيعاب 3 خطوط ( للمياه والصرف الصحي والغاز) .. لكن الأمر يختلف إذا ما أصرت شركة الكهرباء علي مد خطها ؛ وهو ما قاموا بتوضيحه للمهندسة رئيسة شركة الكهرباء في لقائهم بها يوم السبت17/11/2018.
هذا – ولأن أهالي القرية ينوون مد خط للغاز بنفس الشارع – فقد أفاد بعضهم بأن مهندس شركة الغاز الذى قام بالمعاينة على الطبيعة يوم 17/11/2018 لم يستطع الجزم بإمكانية مد خط الغاز أو توضيح موقعه المحتمل في الشارع الرئيسي دون أن يطلع على الخريطة التي تتضمن موقع خطىْ الصرف الصحي ومياه الشرب الموجودين بالشارع وأيضا على موقع خط الكهرباء الذى تنوى شركة الكهرباء مده في نفس الشارع.
من ذهب إلى القرية مساء أمس 18 نوفمبر 2018 أحد رجال الشرطة السرية ومعه ورقة مدون بها أسماء عدد من رجال القرية تتضمن استدعاءهم لنيابة مركز شرطة طنطا في المحضر 3100 /2018 إداري مركز طنطا والأسماء هي:
1-عاطف محمد رضوان ، 2- محمد مجدى ، 3- جلال السيد الشرقاوي، 4- سامى أبو اليزيد أبو أحمد، 5- السعيد جمال الصعيدي ، 6- سامى فتح الله ، 7- محمد محمد فتح الله ، 8- عصام محمد النحال ، 9- أحمد قطب حاد ،10- سعيد عبد السلام الشرقاوي.
هذا ويتضح من الأسماء ما يلى :
•أن بعضها أسماء زوجية أي غير ثلاثية بما يعني أنه تم تدوينها بالشبهة ودون التيقن من حقيقتها.. كما هو الحال في رقم 2 ، 6 وبالتالي يصبح الاستدعاء غير قانوني.
•أن أحدها ( رقم 2 ) نزيل أحد المستشفيات من قبل تفجر المشكلة مع شركة الكهرباء.
•أن بعضها ( رقم 8 ، 9 ) خارج مصر منذ أكثر من عام.
•أنه لا يوجد أشخاص بهذا الاسم ( رقم 5، 10 ).
وهذا يعنى أن 6 أفراد من الـ 10 المستدعيين يعتبرون – قانونا- خارج موضوع التحقيق ، وهو ما يعني إلقاء ظلال من الشك على جدية الاستدعاء بل وجدية التحريات ودقتها ، حيث ان استدعاءات النيابة تتم استنادا إلى تحريات المباحث.. وهو ما يلقى بالكرة في ملعب مركز الشرطة المختص.
هذا وترى ( لجنة التضامن الفلاحي – مصر ) أنه طالما كان المسار البديل الذى يقترحه الأهالي يتساوى في الطول مع المسار الذى تراه شركة الكهرباء ومن ثم فى التكاليف، فإن الاستجابة لمطلب أهالي قرية منشاة الأوقاف هو الحل المنطقي لهذه المشكلة التي خلقتها شركة الكهرباء بالغربية ولم تحسن إدارة الشرطة التعامل معها بالحكمة الواجبة . و بالتالي فإن الإصرار على مسار بعينه يراه الأهالي خطرا على حياتهم لا يعنى سوى أن هناك غرضا في نفس يعقوب لا نعرفه أو إصرارا على العناد ليس له مبرر.
الاثنين 19 نوفمبر 2018 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحي – مصر
،،،،،،
•الأهالي يعترضون؛ ويقترحون مسارا بديلا للخط يتجنب الكتلة السكنية والشركة ترفض
•الإدارة المحلية والشرطة والمحافظة يضغطون .. والسكان يردون بالاعتصام
•إجبار بعض المسنين من اأهالي علي التوقيع على محضر بالموافقة على مد الخط
أ•جهزة الحفر تتواجد بالقرية والأهالي يحتشدون بالمئات في مواجهتهم تأكيدا للرفض
•تحركات مريبة لبعض أجهزة الأمن تشي باحتمال احتجاز بعض الأهالي لإخماد المقاومة
،،،،،،،،،،،،،،
أفادنا أهالي قرية منشاة الوقف مركز طنطا غربية بعزم شركة الكهرباء بالمحافظة على مد خطوط كهرباء الضغط المتوسط فى المسافة بين محلة منوف ومنطقة سبرباي ، لتمر من الشارع الرئيسي بالقرية الذى لا يتجاوز عرضه 6 أمتار.
وعلى الرغم من أن أهالي القرية قد قاموا- في وقت سابق وبجهودهم الذاتية – بمد خطين لمياه الشرب والصرف الصحي في نفس الشارع وأعلموا شركة الكهرباء بذلك ؛ وطالبوها بمد خط الكهرباء المقترح في مسار آخر حرصا على سلامتهم بل وحددوا لها بعض تلك المسارات البديلة، نظرا لضيق الشارع ولتجاوُر الخطوط الثلاثة ؛ وخشية تسرب المياه إلى الكابلات ؛ إلا أن الشركة رفضت تماما.
هذا وحاول بعض أهالي منشاة الوقف مقابلة محافظ الغربية إلا أنه رفض ذلك.
بعدها تفتقت قريحة أجهزة المحافظة ( الإدارة المحلية ، والشرطة ، وديوان المحافظة ) عن فكرة يحصلون بها على موافقة الأهالي.. فانتقوا خمسة من كبار السن وأجبروهم – في اجتماع مع عدد من مسئولي الإدارة المحلية والشرطة والمحافظة يوم الخميس 15/11/2018 – على التوقيع على محضر الاجتماع بالموافقة على مد الخط في المسار الذى حددته شركة الكهرباء.. تمهيدا لبدء الحفر في بداية الأسبوع الحالي.
وصباح اليوم قامت شركة الكهرباء ومن تم تكليفهم بالحفر بتشوين عدد من الأجهزة والمعدات والمستلزمات الأخرى بالقرب من الشارع المذكور تمهيدا لبدء العمل . إلا أن اهالي القرية كانوا محتشدين بالمئات- من الصباح الباكر في المكان المحدد للحفر ومعظمهم من النساء.
هذا وقد انتقلت للقرية بعض أجهزة الشرطة – بزيها المدني- و قامت برصد عدد من المحتشدين وصورتهم بالتليفونات المحمولة .
ويفيد الأهالي بأنهم يتوقعون بدء الحفر في اليوم التالي الذى تتعشم أجهزة المحافظة أن يتم- دون مقاومة – وربما تجرى مداهمة منازل بعض الأهالي مساء اليوم لهذا الغرض.
هذا وتفيد (لجنة التضامن الفلاحي- مصر ) بأن أهالي منشاة الوقف ليسوا معترضين على مد خط الكهرباء – بين سبرباي ومحلة منوف- لكنهم يتحفظون بشدة ويحتجون على مسار الخط الذى يهدد حياتهم من ناحية ؛ ويعوق إمكانية إصلاح أي تسرب أو رشح مياه أو عيوب أو تلفيات بخطى الصرف الصحي ومياه الشرب من ناحية ثانية ،كما يحول دون مد خط الغاز المزمع إنشاؤه قريبا من ناحية ثالثة.
وتذكر( الجنة التضامن الفلاحي- مصر) أن أهالي القرية سبق لهم الوقوف أمام عبد الحميد الشناوي محافظ الغربية الأسبق ومديرية الأوقاف المختصة عام 2008، 2009 بخصوص المحاولات المستميتة لطردهم من أراضيهم التي يزرعونها من القرن الماضي، وكيف تصدت لهما النيابة واتخذت قرارها بوقف تلك المحاولات.
هذا وكانت تأشيرة المحامي العام المستشار جلال عبد اللطيف ورئيس النيابة بتنفيذ قرارهم ولو بالقوة الجبرية.
ولذلك يرى الأهالي – كما قالوا لبعض المسئولين – أنهم سيقاومون تعريض حياتهم للخطر ، وأن المسار البديل قد يرفع تكلفة مد خط الكهرباء قليلا ؛ لكنه يصون حياتهم الذى تستحق الدفاع عنها.
السبت 17/11/2018 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحي – مصر
بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 6028 – 2018 / 10 / 19 – 08:33
المحور: حقوق الانسان
مقدمة :
أثار اهتمامي بمتابعة ” أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ” في القنصلية السعودية باسطنبول انزعاج عدد من الأصدقاء باعتبار أن أطراف الأزمة الرئيسيين هم دول معادية لشعوبها ولقضايا التحرر والتقدم خصوصا في المنطقة العربية فضلا عن أن الضحية هي صحفي مؤيد للنظام السعودي ولمعظم سياساته ومبايعٌ لحكامه. وكان مستشارا لرئيس جهاز المخابرات السعودية وصديقا لأسامه بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل. علاوة على كونه معترضا على موقف بلاده من جماعة الإخوان المسلمين ومن الإسلام السياسي ؛ ويؤكد أن السعودية تأسست استنادا إلى أفكار الإسلام السياسي فكيف لها إذن أن تعاديه ..؟!. باختصار يقول الأصدقاء هي” عركة ” بين قوى ودول ليس لنا بينها صديق أو مصلحة .. فما دخلنا بها ..؟
ولأنني لا أبذل جهدي لتثقيف المثقفين بل أوجهه بالأساس للبسطاء من شعوبنا التي لا ترى المملكة السعودية كما نراها نحن المثقفون ؛ فريف مصر وأقاليمه لا تعرف عن الحريات وحقوق الإنسان إلا النذر اليسير وبشكل محدود ومشوه.
لذا فإن مثل هذا الحدث وكثيرا مثله- والذى أعتقد أن أعدادا هائلة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وقراء الجرائد اليومية وغيرهم يتابعونه – يمثل فرصة ثمينة فى ظل أوضاعنا الراهنة – التي أحجم فيها كثير من المثقفين عن العمل في أوساط هؤلاء البسطاء- لكى يدركوا حقيقة النظام السعودي وكيف يدار والقيم التي تحكمه بعيدا عن كون أرض السعودية قبلة ومحط أنظار ملايين البشر من المسلمين؛ فضلا عن كونها أحد منابع أوهام الحلول الفردية والثراء المحتمل لملايين آخرين من الفقراء من شعوب المنطقة وغيرها. خصوصا وأن بعض ممثلي النظام السعودي يعيثون فسادا في مصر فيسعون للتغلغل فى أوساطه خصوصا أوساط الشباب وتحديدا جماهير ونوادي ومؤسسات كرة القدم. واهتمامي بتلك الأوساط هو سعى لمواجهة الوعى الزائف الذى يخيم على الأغلبية الساحقة في وطننا خلال النصف قرن الأخير ؛ ويدعمه من ناحية أخري ما يبثه الإعلام المصري والعربي الرسمي من تحبيذ وتحالف مع ذلك النظام وقيمه كما تدعمه أيضا الدولة بأساليب وأدوات شتي لا يبصرها أوْ لا يتجاهلها إلا معدومي البصيرة والضمائر. فالجماهير الفقيرة المطحونة والمغيبة لا تتعلم سوى من اثنين: تجاربها الخاصة المباشرة ومثل هذه التجارب العملية كالتي نحن بصددها ( اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشوقجي ).
وما علينا إلا أن نتذكر كيف كانت السنة التي تولت فيها جماعة الإخوان حكم مصر- وقبلها ثورة 25 يناير 2011 – تجربة عملية مباشرة دفعت الملايين لرفض حكمها والاستدارة لها.
روايتان:
روايتان متعارضتان تتناولان مصير الصحفي جمال خاشوقجى منذ تفجرت أزمة اختفائه إثر دخوله قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية.
تتلخص الأولى فى اختفائه داخل القنصلية وعدم خروجه منها .. وتتبناها تركيا.
وتفيد الثانية بخروجه من القنصلية بما لا يجاوز الساعة .. وتسوّقها المملكة السعودية.
وطيلة سبعة عشر يوما تمسّك الأتراك بروايتهم ؛ بينما اهتزت رواية الطرف السعودي وتحولت لرواية أخرى إثر نشر شبكة ( CNN) الأمريكية خبرا بعد تسعة أيام يفيد ” باقتراب اعتراف المملكة السعودية بوفاة خاشوقجي إثر تحقيق خاطئ ” .
أي ترى الرواية التركية : أن الوفاة جاءت نتيجة قتل مع سبق الإصرار والترصد ؛ بينما ترى الرواية السعودية الجديدة : أن الوفاة نتيجة قتل خطأ.
الرواية التركية تعنى وجود تدبير مسبق يضم محرضين اتخذوا قرار القتل ، ومنفذين قاموا بالاستدراج وإزهاق الروح ومن ثم من الضروري والمنطقي أن يمثلوا أمام القضاء لمحاكمتهم.
والرواية السعودية المعدلة فتحصر ” القتل الخطأ ” على المنفذين الذين سوف تحددهم وبذلك تبت الصلة مع المحرضين ( بعض قادة الدولة السعودية ) وتنقذهم من العقوبات المنتظرة في مثل هذه الأحوال>
ولأن الروايتين متعارضتان في بواعثهما ومساريهما ونتائجهما ظل الصراع بينهما مستمرا وحتي النهاية.
صحيح أن الصراع الدائر عموما بين الدول الثلاث ( تركيا والسعودية والولايات المتحدة ) ليس صراعا على المبادئ بل تبطّنه المصالح بالأساس. فالدول الثلاث تصنفُ كبلدان معادية لشعوبها بدرجات متفاوتة حتى وإن رفعت في بعض الأحوال لافتات مغايرة لذلك كما هو الحال في تركيا والولايات المتحدة ؛ بينما تجسدُ السعودية المثالَ الأنصع لدولة القرون الوسطى في العصر الحديث. لكن في هذا الموضوع تحديدا يتخذ موقف تركيا حتى الآن جانب الحق والصواب.
ورغم ما يكتنف علاقة الدول الثلاث ببعضها من تعقيدات وأزمات متنوعة بل وقنابل موقوتة يمكن أن تتفجر في أية لحظة ، إلا أن المثير في أزمة اختفاء خاشوقجى قد كشف للمواطن البسيط كيف تتعامل السعودية والولايات المتحدة مع شعبيهما وكيف تدوسان علي المبادئ في أية لحظة انحيازا لمصالحها الضيقة وأنانيتها المفرطة.
والمدهش في قصة الاغتيال هو السذاجة والخفة والعنجهية التي طبعت سلوك المملكة السعودية وحكمت خطتها وتفاصيلها في اغتيال الصحفي؛ والذي انقلب رأسا على عقب في الأيام الستة الأخيرة – وخصوصا بعد تفتيش منزل القنصل- ليصبح حالة من الهلع والهوان للدرجة التي دفعتها لإرسال وزير خارجيتها عادل الجبير للسفر سرا إلى قطر- عدوها اللدود- بحثا عن حليف للأتراك قد يمكنها من العثور على حل وسط يحفظ ماء وجهها في جريمة الاغتيال. وكذلك إرسالها مائة مليون دولار إلى الإدارة الأمريكية فور تكليف بومبيو وزير الخارجية بلقاء قادة المملكة للتعرف على تقديرهم للأزمة وتقديم النصائح لهم والتنبيه للمحاذير المفترض عدم تجاهلها. وقد جرى ذلك من جانب المملكة دون الحرص علي تجنب تفسير ذلك – إرسال الـ100 م دولار- من جانب المتربصين لترامب وحكومته في الكونجرس بأنه رشوة مباشرة تتعلق بأزمة خاشوقجي حتى وإن تم عنونة المبلغ المرسل بعناوين كودية.. هذا على المستوى الخارجي .
بينما على المستوى الداخلي :
فقد تم استدعاء الإدارة السعودية للقنصل محمد العتيبي من اسطنبول قبيل ساعتين من موعد تفتيش محل إقامته بواسطة وفد التحقيق المشترك (التركي السعودي) ليسافر إلى الرياض .. في إجراء لا يحمل إلا معنى واحدا هو خوفهم من القبض عليه أو احتمال لجوئه إلى السلطات التركية تحت تأثير الضغوط والهلع.
وكذلك ” تعميم بلاغ “من الديوان الملكي على العديد من المسئولين وأفراد العائلة الملكية بعدم السفر للخارج دون التنسيق مع الديوان الملكي .. تجنبا للمساءلات القانونية ” ، فضلا عن منح موظفي الديوان الملكي إجازة مفتوحة.
ذروة التخبط والإحباط :
ووصل التخبط الملكى أقصاه عندما نشرت صحيفة إيلاف السعودية واسعة الانتشار تصريحا لمصدر أمنى إسرائيلى نصه [ لا نثق بتحقيقات الإدارة التركية وإنما بالتحقيقات السعودية .] وفى نفس الآونة تداولت الصحافة العالمية تصريحات منسوبة لمصادر إسرائيلية مفادها أن ( إسرائيل سارعت بالاتصال بواشنطون سعيا لحماية ولى العهد السعودي من آثار اغتيال خاشوقجى).
هذا ولا يخفي على كثير من المطلعين والمراقبين مغزى ما نشرته الـ ( CNN) بشأن ” قرب إصدار الإدارة السعودية بيانا يفيد بوفاة جمال خاشوقجي بالقنصلية السعودية .. لكن نتيجة تحقيق خاطئ” في أعقاب تصريح لترامب ( أبلغني الملك سالمان بعدم علمه بقصة خاشوقجي ) وأضاف ( وعليه فإن قتلة مارقين.. هم الذين قاموا بها).
جرى ذلك في ظل الحملة الإعلامية الدولية التي واكبت قصة اختفاء خاشوقجي والتي تزعمتها صحيفتا الواشنطون بوست والنيويورك تايمز في الولايات المتحدة والجاريان والتايمز والإيكونوميست و الفاينانشيال تايمز البريطانية ورفعت شعار ( ابن سالمان قاتل ولا يمكن التعامل معه ) وأن ما تسعي له المملكة السعودية هو البحث عن كباش فداء تجنّب ابن سالمان المصير المحتوم. علاوة على إدانات كثير من الدول الأوربية لاختفاء الصحفي السعودي والتي رافقها عقد اجتماعات بين الـ 7 دول الكبري بأمريكا و أوربا للبحث عن بديل لولى العهد السعودي مثل الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود.
فضلا عن الإعلان عن تصريحات متعددة لوزراء ومسئولين ورؤساء شركات أوروبيين وأمريكيين باعتذارهم عن حضور المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في أواخر شهر أكتوبر 2018 ( دافوس الصحراء ) بشأن مشروع ولي العهد السعودي ورؤيته عام 2030 .. بسبب أزمة خاشوقجي.
كيف عالجت تركيا أزمة خاشوقجي ..؟
كان الملفت للنظر هو الحرفية العالية التي تعاملت وأخرجت بها السلطات التركية أزمة الصحفي السعودي. ونظرا للعلاقات المركبة التي تحكم علاقة تركيا بعدد من دول العالم المتنفذة ومنها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والسعودية والتي كما قلنا لا تخلو من قنابل موقوتة ، ولأنها شعرت من قراءتها لواقعة خاشوقجي أن السعودية تتعامل معها باعتبارها دولة صغيرة فقد اعتمدت الخطة التالية:
•التحوط من صدام مباشر مع السعودية – باعتبار أن الأخيرة ستبحث عنه ( أي الصدام ) حتما لتتخذه ساترا تعرقل به مسعى تركيا للبحث عن حقيقة مصير الصحفي وتمنعها من إجراء تحقيق شفاف وسريع . تحوطت تركيا لذلك.. بالامتناع عن إطلاق تصريحات رسمية تتعلق بقصة اختفاء الصحفي باستثناء تصريحين لأردوغان في بداية الأزمة أولهما: ( الكاميرات رصدت خاشوقجى وهو يدخل القنصلية في اسطنبول ولم ترصده إبان خروجه ، وعليكم إثبات أنه خرج) . والثاني : في أعقاب رد القنصلية بأن ” الكاميرات معطلة ؛ ثم عدلته إلي.. أن الكاميرات تصور ولا تسجل ” وكان نصه التصريح التركي: ( السعودية تملك أحدث أنواع الكاميرات ..والتي تلتقط أي طائر أو حتى بعوضة ).. هذا من ناحية .ومن ناحية أخري فقد فضلت إبلاغ الإعلام الدولي بكثير من المعلومات ليقوم هو بمواجهة النظام السعودي وهذا ما دفعها لتسريب عدد من الأخبار والمعلومات التي تظهر صدقها وكذب الادعاءات السعودية. وهو ما برهن على إفلاس السعودية وافتقارها لسيناريوهات متعددة وردود تبدو مقنعة عن أسئلة متوقعة – من الدوائر السياسية والإعلامية الدولية- إذا ما تم الإبلاغ عن غياب الصحفي وعدم خروجه من القنصلية. وهو ما يؤكد من جانب آخر منطق السذاجة والخفة و العنجهية التي نفذت بها السعودية العملية.
•وأتاحت تلك الخطة للسلطات التركية وللدوائر الشرطية والقضائية إمكانية سد الثغرات التي تظهر لها من ردود الفعل السعودية إزاء التسريبات؛ مثل الحديث عن مجموعة الاغتيال المكونة من 15 فردا( أسماؤهم ، وظائفهم ، مواقعهم ، وصلتهم بالديوان الملكي السعودي ).
فعلى الرغم من تسمية الـ 15 فردا أعضاء المجموعة، فقد اتضح أن أسماء بعضهم ليست صحيحة ولو تحولت التسريبات إلي تصريحات رسمية لما تمكنت الدوائر التركية من التراجع أو من تحديد المتهمين المؤكدة أسماؤهم واستبعاد من لم تتمكن من تحديد أسمائهم.
ولمَا تمكنت من إضافة أحد أهم العناصر لقائمة المتهمين وهو ما نعَتهُ الإعلام بـ “منسق الجريمة ” والذى قام بتأجير الطائرتين باسمه ( ماهر عبد العزيز مطرب).. وقام بـ19 اتصالا تليفونيا في ذات اليوم منها 4 اتصالات بمكتب ولى العهد.
كذلك سدّت السلطات التركية ثغرة هامة لم تظهر إلا في أعقاب ما نشرته شبكة الـ ( CNN) عن أن السعودية تستعد للاعتراف بأن ( وفاة خاشوقجى حدثت من تحقيق خاطئ ) بمعني أن الغرض لم يكن قتله بل اختطافه. ولو كانت التصريحات التركية الرسمية قد نطقت بما أعلنته التسريبات من أن (خاشوقجى قد حُقق معه من ولى العهد السعودى وتم تعذيبه ثم قتله) .. لو حدث هذا لما تمكنت من تكذيب ما قيل من رواية السعودية المعدلة والتي تدعى أنه أثناء التحقيق معه قد توفى ” وفاة خاشوقجي إثر تحقيق خاطئ “.ولذلك أفادت التسريبات التركية التالية بأن ( خاشوقجى لم يُحقق معه بل قتل فى بحر سبع دقائق من دخوله حجرة القنصل).
عيوب انتابت المعالجة التركية لمعرفة مصير خاشوقجي :
•طالبت كثير من الدوائر السياسية العالمية السلطات التركية بالتسجيلات والفيديوهات التي حصلت عليها إبان وجود الصحفي السعودي داخل القنصلية والتي توضح ما جرى خلال اغتياله. إلا أن تركيا حتى الآن لم تستجب ، وتقديرنا أن ساعة ( I WATCH ) الخاصة بالضحية والتي أفادت السلطات التركية بأنها كانت وسيلتها في الحصول التسريبات ربما لم تتمكن من نقل كل ما دار بالداخل ، وربما كان لتركيا داخل القنصلية عيون من العاملين الأتراك ، أو تكون قد زرعت داخلها بعض الكاميرات التي مكنتها من معرفة كثير مما حدث بالقنصلية .. وهو ما يمكن أن يمنعها من الكشف عنها.
•التركيز والتعويل على منزل القنصل السعودي باعتباره مدفن جثة الصحفي المغدور ، والذى ثبت خطؤه بعد التفتيش الذى رغم كشفه عن قرائن ودلائل هامة – حسب تصريحات المدعى العام التركي- حيث أن السلطات التركية لم تتحرك في الساعة الأولى للاختفاء حيث لم يكن قد بلغها النبأ .. وإلّا لكانت قد تابعت السيارة التي تحركت من منزل القنصل وتوجهت إلى المنطقة الآسيوية من اسطنبول واختفت عن الأنظار لعدة ساعات ثم ظهرت لتعود أدراجها إلى منطقة (القنصلية / منزل القنصل ) وهو ما أتاح للسعوديين نقل الجثة وإخفاءها . حيث من المحتمل أن يكون دفن الجثة قد تم في احدى الغابات أو في أرضية منزل مستأجر حديثا لهذا الغرض.
أو نقلت من سيارة القنصلية – التي حملته بعيدا إلي الجزء الآسيوي من المدينة بعد أن اطمأنت أنها خالية من الرقابة – إلى سيارة خاصة لأحد السعوديين المقيمين باسطنبول ، أو إلى إحدى قنصليات الدول الحليفة . بالذات وقد تحولت الجثة إلى مجموعة أكياس يسهل التحرك بها..
أو ربما تكون قد ألقيت في البحر باستئجار لنش للنزهة.
وربما تكون الجثة قد نُقلت إلي سيارة خاصة وضعت خصيصا بجانب السفارة وظلت بها حتى تحركت السيارات الديبلوماسية الست وبعد ساعة مثلا تحركت السيارة الخاصة إلى مكان الإخفاء في اتجاه آخر معاكس.. ومن ثم ظلت حتى حلول الظلام لتقوم بالمهمة.
خاتمة :
يعتبر اكتشاف جثة الضحية في مثل هذه القضايا بمثابة الفوز بالضربة القاضية في مباريات الملاكمة أو لمس الأكتاف في مباريات المصارعة ، ولا يخفى علينا أن تركيا في ” تلك المباراة ” تريد الفوز بالقاضية أو لمس الأكتاف ولا يقنعها الفوز بالنقاط رغم أنه بكل المعايير وفى كل الأحوال فوز مؤزرٌ معترفٌ به.
وحيث كشفت السلطات التركية الجريمة وأوضحت للعالم أنها ليست هفية وكسبت احترام وإعجاب كل من تابع المشهد ، ولأن الصحفي السعودي المغدور لا يشكل لها أهمية كبيرة ، وحيث أنها تعانى من عديد من المشكلات الداخلية والاقتصادية ومشاكل أخرى على الحدود . واستنادا إلى مواقف الرئيس أردوغان التي عاصرناها خلال السنوات الأخيرة ومعرفتنا بعلاقته بالولايات المتحدة وبإسرائيل وبجماعات وتنظيمات الإسلام السياسي المتنوعة في المنطقة ومواقفه المتعنتة المعروفة إزاء الأكراد عموما وأكراد تركيا بشكل خاص ومواقفه من الأزمة السورية وتنظيمات الدولة الإسلامية وشبيهاتها وكون تركيا ظلت على مدى السنوات الست الأخيرة معبرا لمسلحي تلك التنظيمات باتجاه سوريا والعراق .. ولأنه يتمنى رضي الولايات المتحدة الأمريكية ويسعى له بكل الطرق لا نتوقع أن يظل علي موقفه الراهن في قضية جمال خاشوقجى وسيسعى شأنه شأن الكثير من الحكام لتوظيف فوزه بالنقاط على ” الخصم” السعودي للحصول على حصته المادية من هذا الفوز بعد أن انتزع حصته الأدبية والمعنوية من فوزه على خصم جاهل ومغرور وغبى.
االجمعة 19 أكتوبر 2018
]]>الأربعاء 11 يوليو 2018 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحى – مصر
،،،،،
• أفاد فلاحو عزبة الأشراك وأبو خراش مركز الرحمانية ظهر اليوم الخميس 26 إبريل 2018 باحتراق منزل فلاح الإصلاح الزراعى محمد رجب خليل ( 61 سنة ) الساعة الثانية عشرة ظهرا.
وحيث أبلغ الفلاحون أجهزة الدفاع المدنى المختصة ( المطافئ) بالحادث، هرعت عدة سيارات إلى القرية لإطفاء الحريق وتمكنت من إخماده بعد أن ظل مشتعلا لمدة ساعة ونصف. هذا وقد قضى الحريق على المنزل بمحتوياته من الماشية والطيوروالحبوب المخزنة وكل أغراض صاحبه، وتمثلت الخسائر فى الآتى: [جاموسة ،حمار ، عشة طيور بما فيها ، 10 أرادب قمح ، 4 أرادب أرز ، 8 أحمال تبن ، أغراض متعددة]
كما طالت ألسنة اللهب منزلين مجاورين لكل من محمد عبد الغنى فايد وعطية الصناديدى حيث تم إنقاذ المنزلين نظرا لتواجد سكانهما بهما على عكس المنزل المحترق. واصطحبت قوة الإطفاء معها نجل صاحب المنزل المحترق لاتخاذ الإجراءات اللازمة فى مركز الشرطة.
• هذا وقد سبق لمجلس القرية المختص ( المجد) أن أرسل فى وقت سابق خطابات لما يزيد عن ثمانين فلاحا من قرى عزبة الأشراك وأبو خراش وغيرها من القرى المجاورة يستدعيهم للمثول أمامه يوم الثلاثاء 24 إبريل 2018 للتحقيق معهم فى بلاغ تقدم به أحد المناصرين لحسن طلعت خطاب الذى ينازع فلاحي الإصلاح الزراعى على أراضيهم. ويتضمن البلاغ المذكور اتهام الفلاحين بالصرف فى مياه الترع وتكويم الأسمدة البلدية فى طرقات القرية مما يشكل مخالفة لقوانين البيئة ويضر بالصحة العامة.
وقد أفاد بعض موظفى مجلس القرية أن الشاكى سبق له الحضور أكثر من مرة لتقديم بلاغه وبمناقشتهم له كان يتراجع عن تقديمه.
يذكر أن الشاكى هو أحد التابعين ( لحسن خطاب الذى يستميت هو وأسرته فى إكراه الفلاحين على التنازل عن الأرض بمختلف الحيل والألاعيب القانونية ؛ فضلا عن عمليات التهديد والابتزاز والضغوط التى تمارس عليهم بقطع مياه الرى بالماء العذب ومياه الشرب وغيرها ) ، وقد سبق لنا نشر وقائعها مفصلة على مدى الأعوام العشرة الماضية.
كذلك فإن الأرض التى يزرعها الفلاحون من أكثر من خمسين عاما .. حصلوا عليها من هيئة الإصلاح الزراعى ودفعوا معظم أقساط تمليكها .. وينتظر الفلاحون هيئة الإصلاح الزراعى التى وعدتهم مؤخرا بعزمها على معاينة الأرض المذكورة على الطبيعة خلال الأيام القادمة تمهيدا لتحرير عقود تمليكها.
• من جانب آخر يشكو فلاحو المنطقة من صعوبة وصل مياه الرى العذبة لحقولهم طيلة الأسبوعين الماضيين ويوضحون ذلك بأن إدارة الرى المختصة قد قلصت نظام مناوبة مياه الرى من ( 4 أيام عمالة ، 8 أيام بطالة ) إلى ( يومين عمالة وعشرة بطالة ) وبالتالى لا تصل المياه لأراضيهم خلال اليومين المقررين.
• وتشير ( لجنة التضامن الفلاحى – مصر) إلى أنها سبق ونشرت مؤخرا قيام قوة من مباحث الرحمانية بقيادة الضابط إسلام حميدة مساء السبت الماضى الموافق 21 إبريل 2018 فى الثانية عشر مساء بالقبض على كل من عبد الصادق فايد ومحمد المكاوى وسعيد خضر بعد مداهمة منازل الثلاثة إضافة إلى الفلاح المسن محمد شعبان خضر والعبث بها وبمحتوياتها بحثا أسلحة نارية فلم يجدوا سواه سكينة للاستعمال المنزلى بمنزل عبد الصادق فايد وحررت بها محضرا وأحالته للنيابة التى حققت معه وأفرجت عنه ( محضر رقم 63 جنح الرحمانية / 2018 ).
وقد أفاد المقبوض عليهم بأنهم عرفوا فى مركز شرطة الرحمانية أن هناك بلاغا مقدما ضدهم يتهمهم بتجارة السلاح ، وكان الأمر قد تكرر مع محمد المكاوى منذ سنتين حيث قبض عليه بتهم أخرى منها سرقة سيارة وأخرى بخطف مواطن. وحققت معه النيابة وأفرجت عنه فى الحال.
وإزاء تكرار هذه الأحداث طيلة السنوات العشر الأخيرة ولأنها متشابهة وتتم لصالح ورثة حسن فهيم خطاب وأبنائه وتدور كلها حول الشروع فى إكراه فلاحى الإصلاح الزراعى على التنازل عن أراضيهم وأصبحت مادة يتندر بها أهالى المنطقة .. بل ويتهمون كلا من أحمد دميس وعبد المنصف خليل بالوقوف وراءها والتخطيط لها بل وتنفيذ بعضها لصالح ورثة آل خطاب الذين لا يقيمون بالمحافظة ، ويقطنون بمدينة القاهرة ويعملون فى تجارة البن وفى السياحة . ولا صلة لهم بمهنة الزراعة. . بل ولايعرفون مواقع وحدود الأرض التى ينازعون عليها كما حدث فى إحدى عمليات التنفيذ بواسطة قلم محضرى محاكم البحيرة.
لذا يستضيفهم أحمد دميس عمدة أبو خراش بشكل دائم فى منزله ويرافقهم عبد المنصف خليل خلال الفترات التى يتواجدون فيها بالمنطقة.
من زاوية أخرى فإن الاشخاص الذى كانوا طرفا فى معظم هذه الأحداث هم من فلاحى الإصلاح الزراعى علاوة على أنهم جميعا فى خصومة مع آل خطاب الذين ينازعونهم على الأرض ويفيدون بأن الشرطة تعلم ذلك جيدا وتتعامى عن كل ما يحدث من تلفيق للقضايا الكيدية وبلاغات تتهم الفلاحين بالسرقة أو بالتجارة فى السلاح أو بمخالفة قوانين البيئة وتتواطؤ على المبلغين والمخططين لها.
الخميس 26 إبريل 2018 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحى – مصر
باختصار الغرض هو التحكم فى العرض والطلب على هذه السلع من أجل عيون المستوردين.
وإلدليل هو قيام نائب رئيس وزراء سابق بالمتاجرة فى السكر ، وقيام واحد من أشهر رؤساء الأندية الرياضية المصرية بالمتاجرة فى الأسمدة فى وقت سابق.
ولو كان الأمر متعلقاً بنقص مياه الرى لاستجابت الدولة لوجهة نظر فلاحة الفيوم القديرة السيدة نوال خميس ( الحاصلة علة جائزة الإنتاج الزراعى فى الحافظة منذ عام 1967 وحتى عام 2009 )، التى قامت بتجربة شهيرة فى أرضها عام 2004 لمدة 6 شهور تخص زراعة الأرز وفرت 60 % من الاحتياجات المائية لمحصول الأرز المزروع بالطريقة التقليدية ( الغمر ) ورفعت الإنتاج 5% للفدان، وكانت التجربة تحت إشراف معهد البحوث المائية بالقناطر الخيرية (أكبر وأهم مؤسسة بحثية للمياه بالشرق الأوسط).
وقد تم توثيق التجربة تحت اسم ( الزراعة بطريقة الشرائح أو المساطب)، هذا وقد أخطرت بها وزير الزراعة ومحافظ الفيوم (وكان مهندسا زراعيا) وعديد من كبار المسئولين بوزارة الزراعة – الذين يعرفونها جيدا – لكنهم لم يعيروها انتباها. هذا وقد تبنى فلاحو قريتها (بياهمو) زراعة المحصول بهذه الطريقة وتاكدوا من نجاحها، وقامت السيدة نوال بنشر فكرة التجربة عن طريق الندوات والمحاضرات إلى جميع مراكز الفيوم لكن الدولة منعت زراعة الأرز فى المحافظة بأكملها وفى محافظات أخرى منها (الشرقية والقليوبية).
ومن ناحية أخرى توصل د. سعيد سليمان – أستاذ الوراثة بزراعة الزقازيق – إلى استنباط 4 سلالات من الأرز توفر مياه الرى بل و تجود زراعة بعضها فى الأراضى الرملية تحت اسم عرابى 1، 2، 3 ، 4 ).. وقد قام بزراعتها فى عدة محافظات منها محافظة شمال سيناء وأعطت إنتاجا أفضل وأسماها أرز الجفاف ولديه منها رصيد من التقاوى الصالحة للزراعة..
وعرض كل ذلك على المسئولين ولكن دعوته لاقت مصير دعوة السيدة نوال خميس (الرفض القاطع) بل وتعرض الدكتور سعيد لعراقيل شتى وصلت لحد تهديده الجدى والقضاء على مستقبله وربما حياته.
وكل ذلك يعنى حقيقتين: الأولى: أن المسئولين عن الرى والزراعة لا يعبأون بتوفير مياه الرى بالمرة،
والثانية: انهم لايهتمون باحتياجات المصريين من محصولى الأرز والسكر.
بل إنهم لا يعيرون للقضية أدنى اعتبار.. اللهم إلا نشر الهلع بين الفلاحين بخصوص قلة مياه الرى تمهيداً لبيع المياه لهم فى المستقبل القريب.
]]>