اغتيال الصحفي السعودي خاشقجي.. بين وعي ومتابعة الجماهير.. وفضح أساليب الحكم والهيمنة
اغتيال الصحفي السعودي خاشقجي بين وعي ومتابعة الجماهير وفضح أساليب الحكم والهيمنة
بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 6028 – 2018 / 10 / 19 – 08:33
المحور: حقوق الانسان
مقدمة :
أثار اهتمامي بمتابعة ” أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ” في القنصلية السعودية باسطنبول انزعاج عدد من الأصدقاء باعتبار أن أطراف الأزمة الرئيسيين هم دول معادية لشعوبها ولقضايا التحرر والتقدم خصوصا في المنطقة العربية فضلا عن أن الضحية هي صحفي مؤيد للنظام السعودي ولمعظم سياساته ومبايعٌ لحكامه. وكان مستشارا لرئيس جهاز المخابرات السعودية وصديقا لأسامه بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل. علاوة على كونه معترضا على موقف بلاده من جماعة الإخوان المسلمين ومن الإسلام السياسي ؛ ويؤكد أن السعودية تأسست استنادا إلى أفكار الإسلام السياسي فكيف لها إذن أن تعاديه ..؟!. باختصار يقول الأصدقاء هي” عركة ” بين قوى ودول ليس لنا بينها صديق أو مصلحة .. فما دخلنا بها ..؟
ولأنني لا أبذل جهدي لتثقيف المثقفين بل أوجهه بالأساس للبسطاء من شعوبنا التي لا ترى المملكة السعودية كما نراها نحن المثقفون ؛ فريف مصر وأقاليمه لا تعرف عن الحريات وحقوق الإنسان إلا النذر اليسير وبشكل محدود ومشوه.
لذا فإن مثل هذا الحدث وكثيرا مثله- والذى أعتقد أن أعدادا هائلة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وقراء الجرائد اليومية وغيرهم يتابعونه – يمثل فرصة ثمينة فى ظل أوضاعنا الراهنة – التي أحجم فيها كثير من المثقفين عن العمل في أوساط هؤلاء البسطاء- لكى يدركوا حقيقة النظام السعودي وكيف يدار والقيم التي تحكمه بعيدا عن كون أرض السعودية قبلة ومحط أنظار ملايين البشر من المسلمين؛ فضلا عن كونها أحد منابع أوهام الحلول الفردية والثراء المحتمل لملايين آخرين من الفقراء من شعوب المنطقة وغيرها. خصوصا وأن بعض ممثلي النظام السعودي يعيثون فسادا في مصر فيسعون للتغلغل فى أوساطه خصوصا أوساط الشباب وتحديدا جماهير ونوادي ومؤسسات كرة القدم. واهتمامي بتلك الأوساط هو سعى لمواجهة الوعى الزائف الذى يخيم على الأغلبية الساحقة في وطننا خلال النصف قرن الأخير ؛ ويدعمه من ناحية أخري ما يبثه الإعلام المصري والعربي الرسمي من تحبيذ وتحالف مع ذلك النظام وقيمه كما تدعمه أيضا الدولة بأساليب وأدوات شتي لا يبصرها أوْ لا يتجاهلها إلا معدومي البصيرة والضمائر. فالجماهير الفقيرة المطحونة والمغيبة لا تتعلم سوى من اثنين: تجاربها الخاصة المباشرة ومثل هذه التجارب العملية كالتي نحن بصددها ( اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشوقجي ).
وما علينا إلا أن نتذكر كيف كانت السنة التي تولت فيها جماعة الإخوان حكم مصر- وقبلها ثورة 25 يناير 2011 – تجربة عملية مباشرة دفعت الملايين لرفض حكمها والاستدارة لها.
روايتان:
روايتان متعارضتان تتناولان مصير الصحفي جمال خاشوقجى منذ تفجرت أزمة اختفائه إثر دخوله قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية.
تتلخص الأولى فى اختفائه داخل القنصلية وعدم خروجه منها .. وتتبناها تركيا.
وتفيد الثانية بخروجه من القنصلية بما لا يجاوز الساعة .. وتسوّقها المملكة السعودية.
وطيلة سبعة عشر يوما تمسّك الأتراك بروايتهم ؛ بينما اهتزت رواية الطرف السعودي وتحولت لرواية أخرى إثر نشر شبكة ( CNN) الأمريكية خبرا بعد تسعة أيام يفيد ” باقتراب اعتراف المملكة السعودية بوفاة خاشوقجي إثر تحقيق خاطئ ” .
أي ترى الرواية التركية : أن الوفاة جاءت نتيجة قتل مع سبق الإصرار والترصد ؛ بينما ترى الرواية السعودية الجديدة : أن الوفاة نتيجة قتل خطأ.
الرواية التركية تعنى وجود تدبير مسبق يضم محرضين اتخذوا قرار القتل ، ومنفذين قاموا بالاستدراج وإزهاق الروح ومن ثم من الضروري والمنطقي أن يمثلوا أمام القضاء لمحاكمتهم.
والرواية السعودية المعدلة فتحصر ” القتل الخطأ ” على المنفذين الذين سوف تحددهم وبذلك تبت الصلة مع المحرضين ( بعض قادة الدولة السعودية ) وتنقذهم من العقوبات المنتظرة في مثل هذه الأحوال>
ولأن الروايتين متعارضتان في بواعثهما ومساريهما ونتائجهما ظل الصراع بينهما مستمرا وحتي النهاية.
صحيح أن الصراع الدائر عموما بين الدول الثلاث ( تركيا والسعودية والولايات المتحدة ) ليس صراعا على المبادئ بل تبطّنه المصالح بالأساس. فالدول الثلاث تصنفُ كبلدان معادية لشعوبها بدرجات متفاوتة حتى وإن رفعت في بعض الأحوال لافتات مغايرة لذلك كما هو الحال في تركيا والولايات المتحدة ؛ بينما تجسدُ السعودية المثالَ الأنصع لدولة القرون الوسطى في العصر الحديث. لكن في هذا الموضوع تحديدا يتخذ موقف تركيا حتى الآن جانب الحق والصواب.
ورغم ما يكتنف علاقة الدول الثلاث ببعضها من تعقيدات وأزمات متنوعة بل وقنابل موقوتة يمكن أن تتفجر في أية لحظة ، إلا أن المثير في أزمة اختفاء خاشوقجى قد كشف للمواطن البسيط كيف تتعامل السعودية والولايات المتحدة مع شعبيهما وكيف تدوسان علي المبادئ في أية لحظة انحيازا لمصالحها الضيقة وأنانيتها المفرطة.
والمدهش في قصة الاغتيال هو السذاجة والخفة والعنجهية التي طبعت سلوك المملكة السعودية وحكمت خطتها وتفاصيلها في اغتيال الصحفي؛ والذي انقلب رأسا على عقب في الأيام الستة الأخيرة – وخصوصا بعد تفتيش منزل القنصل- ليصبح حالة من الهلع والهوان للدرجة التي دفعتها لإرسال وزير خارجيتها عادل الجبير للسفر سرا إلى قطر- عدوها اللدود- بحثا عن حليف للأتراك قد يمكنها من العثور على حل وسط يحفظ ماء وجهها في جريمة الاغتيال. وكذلك إرسالها مائة مليون دولار إلى الإدارة الأمريكية فور تكليف بومبيو وزير الخارجية بلقاء قادة المملكة للتعرف على تقديرهم للأزمة وتقديم النصائح لهم والتنبيه للمحاذير المفترض عدم تجاهلها. وقد جرى ذلك من جانب المملكة دون الحرص علي تجنب تفسير ذلك – إرسال الـ100 م دولار- من جانب المتربصين لترامب وحكومته في الكونجرس بأنه رشوة مباشرة تتعلق بأزمة خاشوقجي حتى وإن تم عنونة المبلغ المرسل بعناوين كودية.. هذا على المستوى الخارجي .
بينما على المستوى الداخلي :
فقد تم استدعاء الإدارة السعودية للقنصل محمد العتيبي من اسطنبول قبيل ساعتين من موعد تفتيش محل إقامته بواسطة وفد التحقيق المشترك (التركي السعودي) ليسافر إلى الرياض .. في إجراء لا يحمل إلا معنى واحدا هو خوفهم من القبض عليه أو احتمال لجوئه إلى السلطات التركية تحت تأثير الضغوط والهلع.
وكذلك ” تعميم بلاغ “من الديوان الملكي على العديد من المسئولين وأفراد العائلة الملكية بعدم السفر للخارج دون التنسيق مع الديوان الملكي .. تجنبا للمساءلات القانونية ” ، فضلا عن منح موظفي الديوان الملكي إجازة مفتوحة.
ذروة التخبط والإحباط :
ووصل التخبط الملكى أقصاه عندما نشرت صحيفة إيلاف السعودية واسعة الانتشار تصريحا لمصدر أمنى إسرائيلى نصه [ لا نثق بتحقيقات الإدارة التركية وإنما بالتحقيقات السعودية .] وفى نفس الآونة تداولت الصحافة العالمية تصريحات منسوبة لمصادر إسرائيلية مفادها أن ( إسرائيل سارعت بالاتصال بواشنطون سعيا لحماية ولى العهد السعودي من آثار اغتيال خاشوقجى).
هذا ولا يخفي على كثير من المطلعين والمراقبين مغزى ما نشرته الـ ( CNN) بشأن ” قرب إصدار الإدارة السعودية بيانا يفيد بوفاة جمال خاشوقجي بالقنصلية السعودية .. لكن نتيجة تحقيق خاطئ” في أعقاب تصريح لترامب ( أبلغني الملك سالمان بعدم علمه بقصة خاشوقجي ) وأضاف ( وعليه فإن قتلة مارقين.. هم الذين قاموا بها).
جرى ذلك في ظل الحملة الإعلامية الدولية التي واكبت قصة اختفاء خاشوقجي والتي تزعمتها صحيفتا الواشنطون بوست والنيويورك تايمز في الولايات المتحدة والجاريان والتايمز والإيكونوميست و الفاينانشيال تايمز البريطانية ورفعت شعار ( ابن سالمان قاتل ولا يمكن التعامل معه ) وأن ما تسعي له المملكة السعودية هو البحث عن كباش فداء تجنّب ابن سالمان المصير المحتوم. علاوة على إدانات كثير من الدول الأوربية لاختفاء الصحفي السعودي والتي رافقها عقد اجتماعات بين الـ 7 دول الكبري بأمريكا و أوربا للبحث عن بديل لولى العهد السعودي مثل الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود.
فضلا عن الإعلان عن تصريحات متعددة لوزراء ومسئولين ورؤساء شركات أوروبيين وأمريكيين باعتذارهم عن حضور المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في أواخر شهر أكتوبر 2018 ( دافوس الصحراء ) بشأن مشروع ولي العهد السعودي ورؤيته عام 2030 .. بسبب أزمة خاشوقجي.
كيف عالجت تركيا أزمة خاشوقجي ..؟
كان الملفت للنظر هو الحرفية العالية التي تعاملت وأخرجت بها السلطات التركية أزمة الصحفي السعودي. ونظرا للعلاقات المركبة التي تحكم علاقة تركيا بعدد من دول العالم المتنفذة ومنها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والسعودية والتي كما قلنا لا تخلو من قنابل موقوتة ، ولأنها شعرت من قراءتها لواقعة خاشوقجي أن السعودية تتعامل معها باعتبارها دولة صغيرة فقد اعتمدت الخطة التالية:
•التحوط من صدام مباشر مع السعودية – باعتبار أن الأخيرة ستبحث عنه ( أي الصدام ) حتما لتتخذه ساترا تعرقل به مسعى تركيا للبحث عن حقيقة مصير الصحفي وتمنعها من إجراء تحقيق شفاف وسريع . تحوطت تركيا لذلك.. بالامتناع عن إطلاق تصريحات رسمية تتعلق بقصة اختفاء الصحفي باستثناء تصريحين لأردوغان في بداية الأزمة أولهما: ( الكاميرات رصدت خاشوقجى وهو يدخل القنصلية في اسطنبول ولم ترصده إبان خروجه ، وعليكم إثبات أنه خرج) . والثاني : في أعقاب رد القنصلية بأن ” الكاميرات معطلة ؛ ثم عدلته إلي.. أن الكاميرات تصور ولا تسجل ” وكان نصه التصريح التركي: ( السعودية تملك أحدث أنواع الكاميرات ..والتي تلتقط أي طائر أو حتى بعوضة ).. هذا من ناحية .ومن ناحية أخري فقد فضلت إبلاغ الإعلام الدولي بكثير من المعلومات ليقوم هو بمواجهة النظام السعودي وهذا ما دفعها لتسريب عدد من الأخبار والمعلومات التي تظهر صدقها وكذب الادعاءات السعودية. وهو ما برهن على إفلاس السعودية وافتقارها لسيناريوهات متعددة وردود تبدو مقنعة عن أسئلة متوقعة – من الدوائر السياسية والإعلامية الدولية- إذا ما تم الإبلاغ عن غياب الصحفي وعدم خروجه من القنصلية. وهو ما يؤكد من جانب آخر منطق السذاجة والخفة و العنجهية التي نفذت بها السعودية العملية.
•وأتاحت تلك الخطة للسلطات التركية وللدوائر الشرطية والقضائية إمكانية سد الثغرات التي تظهر لها من ردود الفعل السعودية إزاء التسريبات؛ مثل الحديث عن مجموعة الاغتيال المكونة من 15 فردا( أسماؤهم ، وظائفهم ، مواقعهم ، وصلتهم بالديوان الملكي السعودي ).
فعلى الرغم من تسمية الـ 15 فردا أعضاء المجموعة، فقد اتضح أن أسماء بعضهم ليست صحيحة ولو تحولت التسريبات إلي تصريحات رسمية لما تمكنت الدوائر التركية من التراجع أو من تحديد المتهمين المؤكدة أسماؤهم واستبعاد من لم تتمكن من تحديد أسمائهم.
ولمَا تمكنت من إضافة أحد أهم العناصر لقائمة المتهمين وهو ما نعَتهُ الإعلام بـ “منسق الجريمة ” والذى قام بتأجير الطائرتين باسمه ( ماهر عبد العزيز مطرب).. وقام بـ19 اتصالا تليفونيا في ذات اليوم منها 4 اتصالات بمكتب ولى العهد.
كذلك سدّت السلطات التركية ثغرة هامة لم تظهر إلا في أعقاب ما نشرته شبكة الـ ( CNN) عن أن السعودية تستعد للاعتراف بأن ( وفاة خاشوقجى حدثت من تحقيق خاطئ ) بمعني أن الغرض لم يكن قتله بل اختطافه. ولو كانت التصريحات التركية الرسمية قد نطقت بما أعلنته التسريبات من أن (خاشوقجى قد حُقق معه من ولى العهد السعودى وتم تعذيبه ثم قتله) .. لو حدث هذا لما تمكنت من تكذيب ما قيل من رواية السعودية المعدلة والتي تدعى أنه أثناء التحقيق معه قد توفى ” وفاة خاشوقجي إثر تحقيق خاطئ “.ولذلك أفادت التسريبات التركية التالية بأن ( خاشوقجى لم يُحقق معه بل قتل فى بحر سبع دقائق من دخوله حجرة القنصل).
عيوب انتابت المعالجة التركية لمعرفة مصير خاشوقجي :
•طالبت كثير من الدوائر السياسية العالمية السلطات التركية بالتسجيلات والفيديوهات التي حصلت عليها إبان وجود الصحفي السعودي داخل القنصلية والتي توضح ما جرى خلال اغتياله. إلا أن تركيا حتى الآن لم تستجب ، وتقديرنا أن ساعة ( I WATCH ) الخاصة بالضحية والتي أفادت السلطات التركية بأنها كانت وسيلتها في الحصول التسريبات ربما لم تتمكن من نقل كل ما دار بالداخل ، وربما كان لتركيا داخل القنصلية عيون من العاملين الأتراك ، أو تكون قد زرعت داخلها بعض الكاميرات التي مكنتها من معرفة كثير مما حدث بالقنصلية .. وهو ما يمكن أن يمنعها من الكشف عنها.
•التركيز والتعويل على منزل القنصل السعودي باعتباره مدفن جثة الصحفي المغدور ، والذى ثبت خطؤه بعد التفتيش الذى رغم كشفه عن قرائن ودلائل هامة – حسب تصريحات المدعى العام التركي- حيث أن السلطات التركية لم تتحرك في الساعة الأولى للاختفاء حيث لم يكن قد بلغها النبأ .. وإلّا لكانت قد تابعت السيارة التي تحركت من منزل القنصل وتوجهت إلى المنطقة الآسيوية من اسطنبول واختفت عن الأنظار لعدة ساعات ثم ظهرت لتعود أدراجها إلى منطقة (القنصلية / منزل القنصل ) وهو ما أتاح للسعوديين نقل الجثة وإخفاءها . حيث من المحتمل أن يكون دفن الجثة قد تم في احدى الغابات أو في أرضية منزل مستأجر حديثا لهذا الغرض.
أو نقلت من سيارة القنصلية – التي حملته بعيدا إلي الجزء الآسيوي من المدينة بعد أن اطمأنت أنها خالية من الرقابة – إلى سيارة خاصة لأحد السعوديين المقيمين باسطنبول ، أو إلى إحدى قنصليات الدول الحليفة . بالذات وقد تحولت الجثة إلى مجموعة أكياس يسهل التحرك بها..
أو ربما تكون قد ألقيت في البحر باستئجار لنش للنزهة.
وربما تكون الجثة قد نُقلت إلي سيارة خاصة وضعت خصيصا بجانب السفارة وظلت بها حتى تحركت السيارات الديبلوماسية الست وبعد ساعة مثلا تحركت السيارة الخاصة إلى مكان الإخفاء في اتجاه آخر معاكس.. ومن ثم ظلت حتى حلول الظلام لتقوم بالمهمة.
خاتمة :
يعتبر اكتشاف جثة الضحية في مثل هذه القضايا بمثابة الفوز بالضربة القاضية في مباريات الملاكمة أو لمس الأكتاف في مباريات المصارعة ، ولا يخفى علينا أن تركيا في ” تلك المباراة ” تريد الفوز بالقاضية أو لمس الأكتاف ولا يقنعها الفوز بالنقاط رغم أنه بكل المعايير وفى كل الأحوال فوز مؤزرٌ معترفٌ به.
وحيث كشفت السلطات التركية الجريمة وأوضحت للعالم أنها ليست هفية وكسبت احترام وإعجاب كل من تابع المشهد ، ولأن الصحفي السعودي المغدور لا يشكل لها أهمية كبيرة ، وحيث أنها تعانى من عديد من المشكلات الداخلية والاقتصادية ومشاكل أخرى على الحدود . واستنادا إلى مواقف الرئيس أردوغان التي عاصرناها خلال السنوات الأخيرة ومعرفتنا بعلاقته بالولايات المتحدة وبإسرائيل وبجماعات وتنظيمات الإسلام السياسي المتنوعة في المنطقة ومواقفه المتعنتة المعروفة إزاء الأكراد عموما وأكراد تركيا بشكل خاص ومواقفه من الأزمة السورية وتنظيمات الدولة الإسلامية وشبيهاتها وكون تركيا ظلت على مدى السنوات الست الأخيرة معبرا لمسلحي تلك التنظيمات باتجاه سوريا والعراق .. ولأنه يتمنى رضي الولايات المتحدة الأمريكية ويسعى له بكل الطرق لا نتوقع أن يظل علي موقفه الراهن في قضية جمال خاشوقجى وسيسعى شأنه شأن الكثير من الحكام لتوظيف فوزه بالنقاط على ” الخصم” السعودي للحصول على حصته المادية من هذا الفوز بعد أن انتزع حصته الأدبية والمعنوية من فوزه على خصم جاهل ومغرور وغبى.
االجمعة 19 أكتوبر 2018