بعد انتشار الفشل الكلوى بقرى شبراخيت بحيرة : مرض جلدى جديد يصيب سكانها جراء الرى بمياه الصرف الصحى ،مقترح بحل عملى لا يتكلف أكثر من 100 ألف جنيه .. يقى الفلاحين ويرفع إنتاج الأرض ويوفر للدولة أضعاف المبلغ
اعتبارا من السبت الماضى 23 مايو 2015 يهرع العشرات من فلاحى قرى الخمسين وعزبة الأشراك وأبو خراش والأشراك البلد مركز شبراخيت إلى مستشفيات المنطقة بسبب إصابتهم بمرض جلدى تتمثل أعراضه فى [ بقع حمراء على الجلد ( بقطر1- 4سم ) ، وحساسية مفرطة وهرش شديد ] ، نرجح أنه بسبب الرى بمياه الصرف الصحى التى يستخدمها فلاحو القرى من مصرف شبراخيت العمومى نظرا لصعوبة حصولهم على المياه العذبة للزراعة والرى ، ولأنه فى مواسم العمل الكثيف يستمر الفلاحون فى الحقول طيلة اليوم ولأنهم فى البحيرة يزرعون محصولى الأرز والذرة فى هذه الأيام وتلامس أطرافهم مياه الرى الملوثة لساعات متواصلة .. نعتقد أن السبب فى هذا المرض.
فمنذ ست سنوات وأصوات الاستغاثات تتعالى من هذه القرى ليس فقط بسبب عمليات الإفقار التى يتعرضون لها بفعل فاعل بل وبسبب انتشار الفشل الكلوى الذى أصاب المئات منهم وأفضى لموت عدة عشرات نتيجة رى الأرض بمياه الصرف الصحى الملوثة لسنين ممتدة.
ربما لا يتنبه زائر هذه القرى للمرة الأولى لكل هذه المشكلات التى تمثل حقوقا أساسية للفلاحين ( اجتماعية واقتصادية) ولا للمعاناة التى تشمل الجانب الأعظم من سكانها ؛ لكن المتابع الدقيق لأوضاعها يكتشف أن ما يعانونه يقف وراءه سبب واضح لا يختلف عليه اثنان.. هو الرى بمياه مصرف شبراخيت التى تحمل نواتج الصرف الصحى لمئات القرى التى يمر بها المصرف على امتداد عشرات الكيلومترات.. من مدينة شبراخيت وحتى مدينة الرحمانية.
والقرى الأربعة التى نعنيها لا يمدها بماء الرى العذب – من زمام آخر غير الذى تقع فيه – سوى مصدر واحد وحيد يتمثل فى أنبوب ( ماسورة ) رى معدنى طوله 16 مترا وقطره متر واحد ، وهذا الأنبوب يعبر فوق مصرف شبراخيت السابق ذكره.
وبتلف هذا الأنبوب أو إتلافه عمدا تُحرَم هذه القرى وزراعاتها وسكانها من ماء الرى العذب. بمعنى أنه إذا ساهم إهمال أجهزة الرى المختصة فى تلف الأنبوب أو انتهى عمره الافتراضى توقف الماء العذب عن الوصول للأرض الزراعية وللقرى المشار إليها، وإن تم إتلافها عمدا كما يحدث ويتكرر .. حدث نفس الشئ.
والجدير بالذكر أن صوت الفلاحين قد بُحّ من الشكوى ومناشدتنا للأجهزة المعنية قد تكررت وأوضحت جملة الأخطار التى يتعرضون لها والخسائر التى يتكبدونها بل وتتكبدها الدولة جراء عدم وصول الماء العذب للأرض والقرى .. ولا أحد يتحرك ، كذلك فقد وصلت لأجهزة الصحة العامة والعلاجية بمحافظة البحيرة البراهين المتتالية على إصابة الفلاحين بأمراض الفشل الكلوى من خلال أعداد المترددين على مستشفياتها أو من سجلات الوفاة للكثير من سكان تلك القرى ؛ ونعتقد أن علاج هذه المشكلات من جذورها يعفى سكان تلك القرى من معظم هذه المعاناة سواء فى رى الأرض بالماء العذب أو فى وقايتهم من أمراض الكلى.. ويوفر للدولة وأجهزتها المعنية التكاليف التى تنفقها لاستقبال المرضى أو علاجهم ويرفع الإنتاج الزراعى إلى أكثر من ضعفى ما تنتجه الأرض المروية بمياه الصرف الصحى.
وفى تقديرنا فإن علاج هذه المشكلة لا يتجاوز مائة ألف جنيه ( تكلفة إقامة أنبوبين يستخدم أحدهما ويبقى الآخر لحالات الطوارئ أوالإصلاح ؛ على أن تغلف بداية الأنبوب ونهايته بغلاف خرسانى يحول دون العبث به ) .
وقد يتساءل البعض .. وإذا ما كان الحل سهلا إلى هذا الحد .. و لاتتحرك الأجهزة المعنية بالعلاج فما الذى منع الفلاحين فى القرى المذكورة من القيام بهذه العملية من خلال التبرعات ..؟
وهنا نصل إلى عقدة الموضوع الأساسية وهى كالتالى:
• لأن المنطقة تغلب عليها أراضى الإصلاح الزراعى .. ولأنها مليئة بالمشاكل والصراعات بين الفلاحين من ناحية وبين العديد من ذوى النفوذ والأغنياء الطامعين فى طرد الفلاحين والحصول على أراضيهم وتربطهم علاقات وثيقة بكثير من الأجهزة والمرافق الحكومية فلا مصلحة لهم فى علاج المشكلة بل إن مصلحتهم فى استمرارها وتفاقمها ودفع الفلاحين إلى اليأس. وإذا ما شرع الفلاحون فى علاجها و( إصلاح الأنبوب المذكور ) عمد هؤلاء إلى إفشال ذلك أو إيقافه أو إتلافه ليعود الأمر كما كان .. فى بحر أيام قليلة ؛ وهذا ما يدفعنا للقول بضرورة أن تقوم الدولة بالعملية وتضع عليها حارسا حكوميا تساهم الجمعية الزراعية بجزء من أجره وذلك ليمكن مساءلته ومحاسبته وقت اللزوم.
• وعليه فإن التكلفة المفترضة ( 100 ألف جنيه ) لإقامة الأنبوب المزدوج لنقل ماء الرى العذب بالعبور فوق مصرف شبراخيت بمقدمته ونهايته الخرسانية وحراسته بشكل دائم سيحول دون إصابة المئات من الفلاحين والفلاحات بأمراض الكلى ويقلل معدل الوفيات بسبب المرض ويرفع الإنتاج الزراعى ويحسنه ويعفى أجهزة الصحة والرى والزراعة من مشاكل لا حصر لها.
أم أن هناك حلا آخر..؟!
الثلاثاء 26 مايو 2015 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحى – مصر