توضيحات لما جرى يوم 26 مايو فى عزبة العرب بالمعمورة / الإسكندرية

فى العاشرة من صباح الثلاثاء 26 مايو 2015 حاصرت قوات أمن الاسكندرية عزبة العرب وداهمت باللوادر والبولدوزرات تسعة منازل وقامت بهدمها وتدمير أمتعة الفلاحين وأغراضهم لصالح الشركة الوطنية لأعمال الأوقاف وهى شركة مقاولات هندسية تابعة لهيئة الأوقاف.
هذا وقد اصطدم الفلاحون بالقوات المهاجمة ومعدات الإزالة ؛ وأسفر الصدام عن عدد من المصابين بعضهم فى حالة خطرة و لم يتم استجوابهم منذ ساعة الهجوم وحتى الآن .

من ناحية أخرى لجأ بعض الفلاحين لتحرير بلاغات بالواقعة بقسم شرطة ثانى المنتزة فجرى القبض عليهم باعتبارهم متهمين بالتصدى لقوات الأمن والاعتداء عليها واغتصاب حيازة الغير دون تحرير البلاغات .
كذلك تمت إحالتهم للنيابة التى أجرت التحقيق وأفرجت عنهم بكفالة ( ألف جنيه للفرد ) وهو ما يعنى أن الإفراج تم على ذمة محاكمتهم- فيما بعد – بالتهم المشار إليها.

والجديد فى الأمر أن قريحة هيئة الأوقاف تفتقت عن فكرة ” نيّرة جديدة “تحتفظ بها هيئة الأوقاف بالأراضى المسجلة باسم هيئة الإصلاح الزراعى والمملكة لفلاحى عزب المعمورة منذ عام 1960بشرق الإسكندرية بدلا من ” بيعها ” لجمعيات إسكان ضباط الشرطة والقضاة.

وبعد أن أبرمت الأوقاف بروتوكولا مع محافظة الإسكندرية عام 2008 حصلت بموجبه المحافظة على جزء من الأرض مقابل طرد الفلاحين وإدخال المرافق لبقية المساحة التى تضمنها البروتوكول.

ولأن الأوقاف كانت – منذ توقيع البروتوكول عام 2008 – فى حاجة لدعم الدولة فى اغتصابها لأراضى هيئة الإصلاح الزراعى المملكة للفلاحين منذ عام 1960 وفى حاجة لشريك فى الجريمة ( مستفيد ) فقد باعت جزءا من الأرض لجهات سيادية يخشى كثير من الفلاحين الاصطدام بها وتمثلت فى جمعيات إسكان( أمن الدولة ، شرطة اسكندرية ، شرطة كفر الشيخ ، القضاء الشرطى ، قضاة محكمة النقض ومستشارى وزارة العدل ) إضافة إلى محافظة الإسكندرية.. لتحويلها إلى مساكن ونوادى ومولات أو المتاجرة فيها ، وإن تصادموا بها فمصيرهم الخضوع أو الاستسلام فضلا عن خسارة الأرض ( مصدر رزقهم ) والمنازل ( مأواهم ) والتشرد .. وربما فقدان الحياة.

وبعد أن تعرض الفلاحون للعديد من الحملات الأمنية خلال السنوات السبع الأخيرة واستشهِدَ كبيرُهم ( حسن شندى ) فى 23 /9/2009 فى عزبة الهلالية ، وقوضت بولدوزرات المحافظة مساكنهم فى عزبة النجارين ، وإزاحتهم من أراضيهم فى عزبة العرب – وقبلها فى منطقة طوسون – وأدرك الجميع أن هذا المسلسل الذى اتبعته الدولة ( ممثلة فى هيئة الأوقاف ومحافظة الإسكندرية وأجهزة الأمن ) لن يتوقف وجدت هيئة الأوقاف أن الوضع صار ممهدا للاحتفاظ ببقية الأرض لنفسها بعد أن ” بدّدت ” جزءا منها بالبيع للجهات السيادية .. فـ ( جحا أوْلى بلحم توره) .

لذلك قامت بشراء إحدى شركات المقاولات الهندسية ” المحمودية العامة للمقاولات ” وغيرت اسمها إلى ” الوطنية لأعمال الأوقاف ” ومن خلالها استأنفت طرد الفلاحين مما تبقى من الأرض .. وفى هذا السياق جرت التجريدة الأخيرة فى 26 مايو فى عزبة العرب الكبرى لهدم جزء من منازلها .
باختصار يتم قضم أراضى الفلاحين قطعة قطعة وهدم مساكنهم كتلة وراء كتلة وإضعاف مقاومتهم معركة بعد معركة وهكذا.
وما دار خلال الشهر الأخير فى عزب المعمورة هو جزء من سياق كامل لتجريد الفلاحين من أراضيهم ومنازلهم سبقه – وخلال 4 أشهر – ما حدث فى المراشدة / نجع حمادى ، السلامونى/ إخميم بصعيد مصر وسرسو / طلخا ، وعزبة الأشراك/ شبراخيت ، وميت شهالة /الشهداء بدلتا النيل .

فهل فى مثل هذا المناخ تمكن مواجهة الإرهاب وإعادة البناء واجتثاث الفساد واسترداد الولاء واستعادة سيناء ..؟؟!
أشك كثيرا

الجمعة 29 مايو 2015 لجنة التضامن الفلاحى – مصر

ملحوظة :

للاطلاع على ما سبق نشره عن أراضى المعمورة يمكن قراءة المقالات المعنونة ” اللورد بلفور ما زال يعشش فى هيئة الأوقاف المصرية ” بالدخول إلى الموقعين :

www.ahewar.org/m.asp?i=1625
&
لجنة التضامن الفلاحى – مصر
www.falaheenmesr.net