فى عيد الفلاح 9 سبتمبر: القبض على أكثر من 2500 فلاح بمحافظة البحيرة لتحصيل ضريبة الأطيان (تتراوح بين 20 و 50 حنيها ) للفرد

بمناسبة شهر رمضان الكريم : الدولة تقدم للفلاحين هدية العيد 

إعتبارا من الثانى من رمضان 2008وحتى العاشر منه.. وفى صورة طبق الأصل لما جرى فى شهر مايو الماضى 2008 قامت مديرية أمن البحيرة بتجريدة ترويعية جديدة لفلاحى محافظة البحيرة بعد أقل من 4 أشهر من التجريدة السابقة [ أنظر المقال بالضغط على رقم 4 فى نهاية الصفحة أو على عبارة  (أخبار) فى جدول ( تصنيفات على يمين الصفحة) ] ، ألقت فيها القبض على أكثر من 2500 فلاح بدعوى امتناعهم عن دفع ضريبة الأطيان الزراعية عن السنة الزراعية التى تنتهى فى أكتوبر 2007 ، وتنفيذا لأحكام حبس غيابية فى حقهم كعقوبة لذلك الامتناع.

 

يذكر أن قيمة ضريبة الأطيان المطلوبة من كل فلاح تتراوح بين 20 إلى 50 جنيها عن المدة المذكورة، وأن تحصيلها منهم يتم بعد انتها السنة الزراعية وهو عرف سائد فى الريف المصرى منذ مئات السنين.

 

الجدير بالذكر أن التجريدة تفتقر إلى أبسط قواعد المنطق ويشوبها مزيج من انعدام الحكمة وانعدام الجدوى الاقتصادية، فهى تكلف الدولة من المصروفات ما يتجاوز قيمة ما تحصله التجريدة من ضرائب فضلا عما يتكلفه الفلاحون من مصروفات سواء فى رفع دعاوى قضائية للمعارضة فى أحكام الحبس الغيابية التى صدرت فى حقهم ومن خلف ظهرهم دون سابق إنذار، أو فيما يتكبدونه من تكاليف وما يقاسونه من معاناة جراء القبض عليهم لعدة أيام يقضونها محتجزين لدى الشرطة .

 

هذا فضلا عما تسببه تلك الإجراءات من إزعاج شديد  للنيابة العامة وللقضاء للنظر فى تلك الإجراءات والحكم فى قضاياها.. رغم إمكانية تفاديها بشكل كبيروفى نفس الوقت تحصيل الضرائب المقررة على الفلاحين.

 

فلو أن محصلى تلك الضرائب من موظفين عموميين مروا على منازل وبيوت من تم القبض عليهم وخيّروهم بين الدفع الفورى لها وبين القبض عليهم وتعرضهم للإهانة وتبديد الوقت والجهد وإهمال لمزروعاتهم وأعمالهم.. لحصّلوها منهم دون عناء ودون تكلفة ودون ضجيج  أو فضائح تتعرض لها أجهزة الأمن التى تتكفل بتلك المهمة بدلا من أجهزة مصلحة الضرائب العقارية. ولكن لأن الغرض الحقيقى من مثل هذه التجريدات ليس هو تحصيل قروش الضرائب من الفلاحين وليس شغل وقت فراغ قوات الأمن " العاطلة " عن العمل .. ولا رفع اللياقة القانونية لرجال النيابة العامة والقضاء فى شهور العطلة القضائية.. بل هو الترويع المباغت .. والدورى للفلاحين .. وتذكيرهم بأن السلطة لا زالت موجودة وقوية والنظام الحاكم ما زال كلى الجبروت  وهى رسالة لكل الآخرين من الفقراء مفادها " أن الفضائح  التى تتوالى عليه بدءا من أحكام عبارة الموت السلام 98 إلى المحاولة المسلحة لاقتحام سجن أسيوط إلى اغتيال سوزان تميم إلى تصدير الغاز لإسرائيل بأقل من ثمنه العالمى إلى أحداث الدويقة .. هذه كلها لم تضعفه ولم تفت فى عضده ولا يجب أن تمثل دعوة لمقاومته والتمرد عليه.

 

الخميس 11 سبتمبر 2008