حول مباراة مصر والجزائر ( 2 ) .. المحنة المصرية الجزائرية : محو الذاكرة الوطنية.. وطمس التاريخ المشترك .. وإفساد التعليم.. شرط ضرورى لتمزيق الشعبين وإعادتهما لمعسكر الأعداء
Normal
0
false
false
false
MicrosoftInternetExplorer4
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
sakrbash@yahoo.com
الحوار المتمدن – العدد: 2845 – 2009 / 12 / 1
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع Bookmark and Share
لأننا نفهم شعبي مصر والجزائر.. ونعرف جيدا مشاعر السواد الأعظم منهما تجاه بعضهم الآخر… ونقدر بالتالي حجم المهمشين فيهما (من الحِتيسْتْ والصيّع والمزاليط والبلطجية) وندرك الأسباب التي أنبتت فى صفوفهما ظاهرة العنف وجذّرتها طيلة الثلاثين عاما الأخيرة في البلدين.
ولأن ما بناه الشعبان كل على حدة أو معا طوال تاريخ عريض من الكفاح المشترك والدعم المتبادل خصوصا في أوقات الشدة والكرب، وما يربطهما من الأخوة العميقة.. لا يجب أن يتبدد في غمضة عين.. تحقيقا لرغبات ومصالح حكام قصار النظر فاقدي البصيرة أو تنفيذا لأوامر مسئولين معدومي الضمير في أجهزة الدولتين من الساسة والإعلاميين والرياضيين لا يفقهون شيئا عن التاريخ.. ولا عن الجغرافيا.
– ولأن كثيرين ممن فاجأتهم الأحداث الأخيرة التى جرت في مصر والجزائر والسودان ( في الملاعب والشوارع والمنازل والمنشآت).. مذهولون من هول ما حدث.. ومن تداعياته المتتابعة في سرعة تخطف الأبصار.. ويتساءلون لم وقع ما وقع.. وكيف وقع.. وما النتائج التي انتهت إليها.. ومتى يتوقف؟
– ولأن هناك حتى الآن من يواصلون النفخ في النار.. وصب الزيت عليها في الجانبين.
– ولأن العقلاء هنا وهناك قلة.. ويتبدد صوتهم وسط ما خلفته الأحداث من ضجيج وصخب.. كما لو أنهم يحدثون صُمّا.
– ولأن الحلول الناجعة لهذه المحنة لا تأتي من النصائح المجردة أو الأحاديث التي تتجنب الخوض في عصب المشكلة وتجليات الوقائع.. أو تقتصر على استعراض التاريخ المشترك والحث على تذكّر الماضي.. بل تتحقق:
– بمواجهة صادمة لمثيري الفتن[بالأسباب والدوافع الحقيقية التي وقفت وراء ما اقترفوه من جرائم في حق الشعبين.. بل وفي حق الكثيرين ممن بلعوا الطعم وضللتهم تلك الدعاية وهذا التحريض.. وانساقوا وراءهم دون تفكير].. بهدف كشف أغراضهم الحقيقية.. هذا من ناحية.
– ومن ناحية أخرى.. بالتعرض للأسباب التي ساهمت في تفاقم ( ظاهرة البلطجة) وزيادة أعداد المهمشين فى الجانبين.. وحولتهم إلى احتياطي لأجهزة السلطة الأمنية التي تخطط – أو تقوم بشكل غير مباشر- بالعمليات القذرة دون أن تتورط فيها.. كتزييف الانتخابات.. وقهر المعارضين والتخلص منهم وترويع القطاع الأكبر من الشعب المسالم وإرهابه وشل فاعليته.. وسجنه في المنازل.
لقد شرع النظام الحاكم في البلدين في إفساد التعليم كخطوة أولى ضرورية لتجهيل الشعب ومحو ذاكرته الوطنية.. والتعتيم على تاريخه المشرف وأبطاله، ورغم عدم تزامن نقطة البدء في البلدين واختلاف معدلات السير في عملية الإفساد والطرق التي سلكتها والأساليب التي استخدمتها إلا أن النتائج التي تحققت تبرز نجاح الدولة في مشروعها في البلدين حيث:
• جرى خلق مدرسة موازية للتعليم الحكومي تتمثل في الدروس الخصوصية علاوة على المدارس والجامعات الخاصة والأجنبية…
• وتعديل المناهج الدراسية وإخفاء أو تقليص أدوار أبطال وطنيين وأدباء لعبوا دورا مرموقا في نضال الشعبيين وفي إلهاب حماسهما وتثقيفهما مثل [عبد القادر الجزائري، بن مهيدي (الجزائر)، عمر المختار (ليبيا)، أحمد عرابي، عبد الله النديم، جول جمال، جواد حسني (مصر) عبد القادر الحسيني (فلسطين)، أبوالقاسم الشابي، والفيتوري ، البياتى و بدر شاكر السياب ، محمود درويش وتوفيق زياد وغيرهم كثيرين] فضلا عن استبعاد كل ما ناضل الشعب الفلسطيني من أجله من مناهج التاريخ في مصر واستبداله باسم دولة اسرائيل.. واتفاقية السلام وغيرها.
• إهما ل الدور التربوي للمعلم.. وإضعاف إعداده، وإفقاره.
• القضاء نهائيا على عملية التقييم وجودة التعليم بالتدخلات السياسية المسبقة فى نتائج الامتحانات وانتشار ظاهرة الغش الجماعى.
• إغلاق الأبواب أمام المتفوقين من أبناء الفقراء – أو بمعنى أدق معاقبتهم على تفوقهم- فى الالتحاق بوظائف عامة يقصرونها على أبناء علية القوم والمسئولين – بدعوى انعدام أهليتهم الاجتماعية – مما يدفعهم للإنتحار كما حدث مع (عبد الحميد شتا) أحد خريجي كلي