تغير الملاك .. والظلم واحد – عمال ( إندوراما ) غزل شبين الكوم عاتبون على الصحافة.

رغم بهجة الانتصار وتراجع  الإدارة .. لم تتبدد مشاعر الغضب المشوب بالقلق بين عمال شركة إندوراما بشبين الكوم.فبعد أن أنهوا إنذارهم لكل من يهمه الأمر بإضراب امتد إثنتا عشر ساعة من مساء السبت الماضى 27 أكتوبر حتى ظهر اليوم التالى وردوا لإدارة الشركة الهندية الصاع صاعين بعثوا عتابا رقيقا للصحافة على تغطيتها لوقائع الأحداث موضحين:أن هناك فرقا بين أسباب إضرابهم وبين الشرارة التى فجرته، فقد أشارت الصحافة إلى أن فرمان مالك الشركة الهندى الخاص بعقوبات التأخير عن بدء العمل هو سبب الإضراب .. بينما الحقيقة هى أنه مفجر الإضراب ومشعل الغضب.·       فلا معنى لفرمان هندى من الإدارة يعاقب من يتأخر عن بدء العمل خمس أو عشر دقائق بخصم ساعة من أجره اليومى الإضافى تزيد إلى نصف يوم  إذا ما تكرر التأخير .. لامعنى لهذا سوى أنه استفزاز و"جر شكل".. وبداية لسحب مكاسب العمال الأخيرة التى انتزعوها فى السنتين الأخيرتين، خصوصا وأن العامل الذى يشتغل سبع ساعات يوميا ليس مسئولا عن سيارات الشركة المتهالكة التى تصل أبواب المصانع متأخرة عن مواعيدها الرسمية ، علاوة على أنه ليس من المنطقى أن يعاقب من يتأخر عشر دقائق بخصم أجر الساعة الإضافية التى هى فى الحقيقة ساعة وربع، خصوصا وأنه يستمر فى نهاية ورديته أمام ماكينته أكثر من ربع ساعة ليسلمها  لزميله فى الوردية التالية.·       وإذا ما اقتصر دور الفرمان على تفجير الغضب فإن أسبابه الحقيقية كامنة فى العديد من الإجراءات التعسفية والممارسات الظالمة تسببت فى ثلاثة إضرابات سابقة فى أكتوبر 2005 .. ويناير وأغسطس 2007 منها:·       أن عمال الإنتاج (الذين يعملون على 25 مردن) يحاسبون بالإنتاج وليس بالساعة وما ينتجونه يتم وزنه ,ولا يعقل أن تستبدل الشركة الخيوط السميكة بأخرى رفيعة يقل بسببها وزن ما ينتجونه  رغم ثبات ساعات العمل فى الحالتين وبذلك يتم خفض أجور معظمهم بمعدل 100 مائة جنيه شهريا من أجرهم الأساسى .. لا يمكن أن يحدث كل ذلك دون أن يكون لهم رد فعل.·       وبرغم أن زمن تعطل الآلات عن العمل يستقطع من زمن الإنتاج إلا أن الشركة تجاهلت هذه القاعدة المحاسبية ولم تطرح زمن تعطل الآلات من زمن الإنتاج فانخفضت أجور العمال.·       ولأن العمال رفضوا قرار الإدارة بأن يكون الأجر ثلاثة جنيهات عن كل ماكينة يباشرها العامل زيادة عن ماكيناته الأصلية  (وهو مايسمى ببدل الوش) فقد استبدلته الإدارة بزيادة سرعة الماكينات بغرض زيادة الإنتاج ومعاقبة للعمال على رفضهم ( لبدل الوش) الذى حددته الشركة مما أسفر عن إنهاك العمال بسبب ملاحقتهم للآلات التى يزداد تعطلها بزيادة السرعة عن الحد المناسب فضلا عن ظهور كثير من العيوب فى الإنتاج وزيادة العادم.·       كذلك فإن عمال الصيانة والموظفين الذين لم يستفيدوا من حافز المواظبة  فى إضراب أغسطس 2007 كانوا معبئين ضد الإدارة نظرا للتفريق بينهم وبين عمال الإنتاج، ولأن استثناءهم من الاستفادة من هذا الحافز ينتقص من إجازاتهم ما لا يقل عن 14-21 يوما فى السنة ، علاوة على أن الأمن هددهم عقب معاودتهم الإضراب عن العمل واستثنائهم من هذا الحافز مما اضطرهم لإنهائه وسط تصاعد مشاعر الغضب  والرغبة فى رد الضربة.·       ولأن عددا من كبار الموظفين منهم رئيسا القطاعين الإدارى والمالى ينحازون لإدارة الشركة  ضد العمال نظرا لاقتراب انتهاء مدة خدمتهم ورغبتهم فى تمديد خدمتهم .·       وبسبب التفريق الشديد فى المرتبات بين العاملين الهنود والمصريين خصوصا فى ظل تواضع كفاءات بعض الهنود والذى يفاقمه ارتفاع تكاليف المعيشة المستمر ، إضافة إلى رغبة الإدارة ف
ى تسريح أكبر عدد من  العمال للمعاش المبكر باستبدال العمالة الدائمة بأخرى مؤقتة،وشعور المصريين بالمخاطر المتوقعة من هذه السياسات .. بالذات وأن المالك الجديد للشركة الهندى الجنسية قد حصل عليها بثمن بخس بينما هم من بنوها على أكتافهم وحولوها لصرح صناعى قوى فهى لا تقترض تقريبا من البنوك وتحقق أرباحا كبيرة منذ تأسيسها فى الستينات ورغم هذا تتم إزاحتهم خارجها خطوة خطوة.
هذا وترى مجموعة من  قدامى العاملين بالشركة أنه رغم بقاء المزايا القديمة تقريبا دون مساس إلا أن عمليلت الإلتفاف والتحايل المستمر على العاملين  بالشركة تتزايد يوما بعد يوم.بينما يرى بعض آخر أن زيادة بدل الوجبة الغذائية من 18 جنيها إلى 43 إلى 70  فضلا عن حافز الموظبة يسهم فى تجميل وجه إدارة الشركة كما يستهدف الإيحاء بأن بيع الشركة لمستثمر أجنبى يعود على العاملين بها بمزايا عديدة لم تكن موجودة من قبل فى عهد تبعيتها للدولة وبهذه الطريقة تتجمل سياسات الخصخصة ويتم تخدير العمال للموافقة على بيع شركاتهم للأجانب وخصخصتها دون مقاومة.إلا أن أغلبية العمال يؤكدون أن هذه المزايا كبدل الوجبة تم انتزاعها بالإضراب والاعتصام ولم تكن منحة من الدولة أو الإدارة الهندية للشركة أو قدمتها لهم طائعة مختارة ،ناهيك عن أن ما يتم الحصول عليه يبدده الارتفاع الجنونى فى تكاليف المعيشة.ويضيفون أن الثقة منعدمة أصلا فى الشركة القابضة والنقابة العامة للغزل والنسيج   وفى اللجنة النقابية داخل الشركة بل وفى عدد من كبار الموظفين الذين إن تم مد خدمتهم سيكونون بمثابة العصا التى يسوقون بها العمال وسيمثلون عنصر استفزاز دائم وستكون الإطاحة بهم هدفا للعمال لايقل أهمية عن الأهداف الأخرى، وعليه فلا مفر من استخدام سلاح الإضراب والاعتصام سبيلا للحصول على حقوقنا المهدرة.من هنا كان فرمان إدارة الشركة مفجرا للغضب فى 27 أكتوبر الماضى بينما كانت الأسباب الحقيقية تتراكم كل يوم وتملأ الصدور ، ومن هنا أيضا كان عتاب عمال الشركة- رغم شكرهم – رقيقا للصحافة ، فالمسافة واسعة بين الأسباب العميقة وبين القشة التى قصمت ظهر البعير.                    الثلاثاء 31/10/2007               بشير صقر ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،