مازن أبو غزالة شهيد معركة تياسير/ طوباس.. بالضفة الغربية 1968

كان مازن طالبا بكلية الهندسة بشبين الكوم منذ عام 1967 ضمن مجموعة من الطلاب الفلسطينيين فى المدينة، وكان واحدا من الطلاب الفاعلين فى النشاط السياسى الذى يقوم به الطلاب الفلسطينيون فى المدينة بعد هزيمة 1967 .
فى أعقاب النكسة كان جو الهزيمة مخيما على البلاد ؛ وكان الشعب يتساءل متى نتمكن من إزاحة هذه الغمة التى حطت علينا وانعكست على كل أوجه الحياة ..؟
• لم يبدد هذا الجو نسبيا سوى معركتين.. الأولى معركة رأس العش التى دارت فى أول يوليو 1967 بين مجموعة قليلة العدد من قوات الصاعقة المصرية وسرية دبابات إسرائيلية مدعومة بمجموعة من المشاة الميكانيكية والعربات المصفحة وردتها على أعقابها ولم تمكنها من دخول مدينة بور فؤاد.
• وتلتها معركة أخرى فى 21 أكتوبر 1967 بين زوارق البحرية المصرية والمدمرة الإسرلائيلية إيلات التى تم إغراقها أمام بورسعيد.
• وفى مارس 1968 اندلعت معركة كبرى بين الجيش الإسرائيلى من جانب و قوات الصاعقة الفلسطينية وبعض وحدات الجيش الأردنى من جاني آخر استمرت حوالى 16 ساعة تكبد فيها العدو الإسرائيلى خسائر كبيرة وانسحب تاركا خلفه خسائره من الجنود والعتاد والأسلحة.. ومنذ ذلك التاريخ بدأ صوت المقاومة الفلسطينية يعلو ويفرض نفسه نظرا لاستخدامه نظام حرب العصابات فى مواجهة جيش العدو النظامى .
بانتهاء العام الدراسى 1967/ 1968 سافر مازن- كعادة طلاب البعثات العربية التعليمية فى مصر إلى بلدته فى الضفة الغربية – على أمل أن يرجع لجامعته فى بداية العام الدراسى التالى .. لكنه اخباره انقطعت .. ولم يره زملاؤه منذ الحين.
ويحكى زملاؤه فى الدراسة أنه شارك فى عملية فدائية فى قرية تياسير بمحافظة طوباس ورغم نجاح العملية إلا أن العدو تمكن من إرسال قوات إضافية لمحاصرة الفدائيين منفذى العملية، وفيها طلب مازن من رفاقه التسلل فى هدوء بعيدا عن ميدان المعركة على أن يتولى تغطية انسحابهم .. وبالفعل انسحب أغلبهم وظل هو يناوش قوات العدو من أكثر من اتجاه موحيا لهم بوجود عدد كبير من زملائه .. وعندما قاربت ذخيرته على الانتهاء .. رفع لهم يديه متظاهرا بالاستسلام وكان قد أمسك فى قبضتيه قنبلتين يدويتين ( نزع صمام أمانهما وضغط بأصابعه عليهما حتى لا تنفجرا) وبمجرد اقترابهم منه على هيئة نصف دائرة فجر القنبلتين فقتل وأصاب عددا من جنود العدو .. واستشهد فى نفس اللحظة.
كما استشهد من أبناءالقرية كل من محمودصالح الحلبي ونزيه أحمد القصراي وأحمدصالح محمد وجبر أبو محسن .
هذا ولا زال طلاب هندسة شبين الكوم ممن رافقوه فى نشاطه السياسى يذكرونه ويرددون عنه تلك القصة كلما تجمعوا .. ومنهم محمد شلبى ، ويوسف المشايخ ، ومحمد فرج ، وصلاح المنسى ، ومصطفى الخولى ، ومحمد قزامل ، وأسامة صقر وغيرهم.