رسالة من لجنة التضامن.. إلى فلاحى كفر يعقوب بمحافظة الغربية

Normal
0

false
false
false

MicrosoftInternetExplorer4

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

 

يهم لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى – مصر أن تتقدم لأهالى وفلاحى كفر يعقوب مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية خصوصا الذين تعرضوا لعدوان الشرطة فى الشهر الماضى  بالتوضيحات الآتية :

 

– الأرض التى يسعى تاجر الموز عمرو أبو يوسف للاستيلاء عليها من أصحابها ليست "محفظة " يمكن نشلها وتبديد ما فيها من نقود ، وليست زجاجة عصير أو قطعة لحم يمكن إخفاؤها فى ثلاجة أو فى بطن أحد أصحاب الكروش ، ولا سيارة يمكن سرقتها وتحويلها إلى أجزاء صغيرة وقطع غيار وبيعها فى وكالة البلح، وليست منزلا يمكن هدمه، بل وليست بئر بترول له عمر محدود .. يجف بعده .. وينفد ما فيه من زيت.

الأرض يا إخوتنا ثروة طبيعية تنتج وتأتى بالخير لمن يعطيها الجهد ويصونها ويدافع عنها ويزرعها ، ولأنها ( أى الأرض ) وفيّة ولا تنكر الجميل و لاتعرف الغدر فهى تشعر وتحس مثل البشر ولذلك لا تعطى إلا من يعطيها  .. إنها كالزوجة المُحبة الوفية مهما جار عليها الزمن ومهما توالت عليها المصائب ومهما فرّقوا  بينها وبين زوجها لفترة من الوقت لن تكون إلا لمن تحترمه وتحبه وترضى به ولعلنا جميعا نذكرجيدا فيلم الزوجة الثانية.

باختصار الأرض موجودة فى مكانها لا يمكن نقلها لمكان آخر وهى فى قريتكم .. فى زمام كفر يعقوب ولا يمكن نقلها من مكانها.

وما على الفلاحين إلا المقاومة والإصرار والصمود والصبر .. والتأكيد لكل الناس ولكل الجهات أنها أرضهم وأنهم الذين قاموا بإصلاحها منذ كانت بركا ومستنقعات وقاموا برعايتها حتى صارت خصبة تنتج ، وأنهم لو تركوها كما كانت منذ 60 أو سبعين عاما لكانت نساء القرية اليوم يرمين فيها ماء الغسيل والفضلات ونواتج كنس المنازل والطيور والحيوانات النافقة .. وبالتالى لما طمع فيها الطامعون، لكن الجهد الإنسانى الذى بذله فيها الفلاحون هو الذى حولها لأرض خصبة وجعلها مطمعا للآخرين لذا لزمت حمايتها.

كما يجب أن يدركوا أن آباءهم وأجدادهم الذين " طفحوا الكوتة " فيها حتى اخضرت.. سيتقلبون على الشوك فى قبورهم إذا ما تركتموها لمن يسرق منهم تعب السنين و" شقا العمر ".

لذلك فإن استمرار الفلاحين فى الدفاع عنها فى ساحات القضاء وبكل الأساليب الممكنة هو الذى سيبقيهم فيها ويحافظ على إطعام أطفالهم منها.

أما اليأس وقصر النفس والتهور والخوف فنتيجتها الخسران والضياع ، لأن من يفرط فى أرضه .. يفرط فى عرضه ومن يتنازل عن حقله اليوم يتنازل عن زوجته غدا ، ولا ننسى الموال الشعبى المعروف ( عواد ساب أرضه .. يا ولاد .. شوفوا طوله وعرضه.. يا … )

يا سادة عندما يتم القبض على أى مواطن لا بد من سبب يبرر القبض عليه، ولأن من تم القبض عليهم يومى 28 ، 29 بيسمبر 2009 لم يعتدوا على الشرطة ولم يحرقوا المخزن .. فسوف يتم الإفراج عنهم إن آجلا أو عاجلا، ولا يمكن الإبقاء على مواطن فى الحبس ( فى مركز الشرطة أو فى السجن ) على ذمة التحقيق إلا فترة محدودة حددها القانون يتم بعدها إطلاق سراحه ، فالقانون الجنائى يقول ذلك، والفلاحون الذين اكتسبوا الخبرة فى قرى كثيرة يعرفون هذا جيدا.

فمنذ عدة أيام تمت تبرئة عدد من فلاحى قرية بهوت مركز نبروه بمحافظة الدقهلية كانوا قد قدموا للمحاكمة بتهمة حرق مخزن أحد أعضاء مجلس الشورى ، واغتصاب حيازة بعض أبناء  الإقطاعيين السابقين ومقاومة السلطات أى نفس التهم الموجهة للمقبوض عليهم من كفر يعقوب ،وقد تكالبت عليهم كل الجهات الأمنية والإقطاعية وغيرها.. لكنهم فى النهاية حصلوا على البراءة ، وهو نفس ماحدث فى قرية سراندو مركز دمنهور.

لذلك نؤكد لفلاحى كفر يعقوب أن من تم القبض عليهم سيفرج عنهم .. وربما يكون ذلك على ذمة قضية ، لكنها ستكون قضية فاشلة وضعيفة لأن المقبوض عليهم جميعا فى 28 ، 29 بيسمبر 2009  كانوا فى مركز كفر الزيات فى  قبضة الشرطة قبل حرق المخزن بمدة تتراوح بين 5 – 24 ساعة وهذه نقطة فى صالحهم تماما بل ستكون أهم نقطة فى القضية.

المهم ألا يتراجع الفلاحون أو يخضعوا للضغوط أو للتهديدات أو ييأسوا ، ويجب أن يمتنعوا عن التوقيع على أية أوراق  أو تنازلات ، وإذا كان هناك من أصحاب الأرض من تم القبض عليه ويشك فى أنهم فى مركز الشرطة أو فى أى مكان آخر أجبروه على توقيع أية أوراق لا يعرف محتوا
ها سوى أوراق التحقيق فعليه أن يخطر المحامين للتقدم بشكوى للمحامى العام أو للنائب العام لقطع الطريق على كل من يحاول الحصول على تنازل الفلاحين عن الأرض.

ويجب أن يدرك الفلاحون أن الهدف الأساسى من حملة الشرطة يومى 28 ، 29  ديسمبر2009 لم يكن إعادة تسليم الأرض لعمرو أبو يوسف – لأنهم سبق أن سلموها له فى الصيف الماضى( 8 يونيو 2009 ) –  بقدر ما كان القبض على الفلاحين وتلفيق قضية لهم بمقاومة السلطات لكى يستخدموها فى الحصول على تنازلهم عن الأرض، ولذلك إذا ما بلع الفلاحون الطعم انتهى كل شئ تماما ، أما إذا لم يتنازلوا عن الأرض وتم  تقديمهم  لقضية فسوف يحصلون على البراءة بمشيئة الله وبدفاع المحامين وبتعاطف كل أهالى القرية والقرى المجاورة معهم.

وإلى أن نلتقى لكم منا كل التقدير والمحبة.

 

الجمعة 15 يناير 2010  

 لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى – مصر