نقاشات وحوارات ساخنة حول قضايا الصحة والبيئة والأرض .. فى المنتدى الاجتماعى لشعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
المنعقد بالقاهرة فى 23 – 25 أكتوبر 2010
عقد المنتدى الاجتماعى لشعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى قضايا الصحة والبيئة والأرض على مدى ثلاثة أيام فى الفترة من 23 – 25 أكتوبر 2010 فى دار الضيافة بجامعة عين شمس وشاركت فيه حركات اجتماعية من المغرب والجزائر وتونس وفلسطين والسودان ودارفور والنوبة وموريتانيا ولبنان واليمنومصر ومسئولين يمثلون عددا من التنظيمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية وصحة الشعوب ، وقد تشارك فى تنظيمه عدد من الهيئات الدولية والمصرية منها شبكة الموئل للأرض والسكن فى مصر وشمال إفريقية، وجمعية التنمية البيئية والصحية، ومركز دعم التنمية والديمقراطية
شهد المنتدى نقاشات وحوارات عميقة وساخنة فى القضايا الثلاث حتى الدقائق الأخيرة منه.
هذا وقد ساهمت لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى – مصر فى فعاليات ورشة العمل الخاصة بالأرض والمياة بعرض لأهداف العولمة الرأسمالية الجديدة فى مصر ودورها فى تجريد فقراء وصغار الفلاحين المصريين من الأرض وكذا تأثيرها على مجمل الزراعة المصرية، وضربت لذلك مثلا بحالتين إحداها من عزبة الهلالية بمنطقة المعمورة بشرق الإسكندرية وتم فيها تجريد الفلاحين من أراضيهم بينما تم اغتيال أحد قادة الفلاحين الذين رفضوا ترك الأرض والانصياع للتعليمات ، والأخرى من قرية جوجر مركز طلخا بمحافظة الدقهلية وفيها تم الاحتيال على الفلاحين تحت لافتة تأسيس مركز للبحوث الزراعية واكتشف الفلاحون أنها لبناء مول تجارى لرجال البيزينس وأرغموا إرغاما على بيع الأرض بخمس ثمنها.
وقد شارك فى عرض الوقائع محمد شندى من المعمورة وأحمد السعيد من جوجر وفيما يلى الأوراق الثلاثة التى تم عرضها فى جلسات المنتدى يوم الأحد 24 أكتوبر 2010 .
و سوف ننشر موجزا لما تم التوصل إليه فى لقاءات ورشة عمل الأرض بالمنتدى فى وقت قريب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزبة الهلالية – المعمورة – الإسكندرية
* أنا اسمى محمد شندى من عزبة الهلالية بالمعمورة بالإسكندرية وباشتغل فلاح
* الأرض دى أرض إصلاح زراعى واحنا بنزرعها إبن عن أب عن جد من أيام الخديوى اسماعيل يعنى من 130 سنة ، وهيه مسجلة فى الشهر العقارى تحت ملكية الإصلاح الزراعى واحنا مستأجرينها منه.
*جه المرحوم السادات وأصدر قرار سنة 1973 إن هيئة الأوقاف تدير الأرض ، يعنى إيه تدير الأرض: يعنى تأجرها للفلاحين وتحصّل منهم الإيجار وبس.. لا أكتر ولا أقل.
* والأرض لأنها ما تبعدش عن شط البحر الأبيض المتوسط أكتر من 150 متر .. سعرها بقى غالى جدا .. يعنى الفدان يزيد تمنه عن الـ 100 مليون جنيه، وعلشان كده الضباط والقضاة طمعوا فيها.
* هيئة الأوقاف ابتدت تبيعها لجمعيات إسكان الشرطة والقضاة حتة حتة بعقود بيع إبتدائية يعنى عقود عرفية بسعر رخيص جدا ( بملاليم ) ، واللى اشتروها مش عارفين يسجلوها لحد النهاردة لأنها ملك الإصلاح الزراعى مش ملك الأوقاف.
* ولأن الأوقاف لا تملك الأرض فالجمعيات المشترية ( الشرطة ، والقضاة ) بعتولنا يساومونا علشان نترك الأرض ، واحنا رفضنا علشان الأرض مورد رزقنا الوحيد ومالناش عمل غير الزراعة.
* وفى قسم شرطة المنتزة إللى احنا تبعه هددونا تهديدات صريحة وكان المرحوم حسن أخويا هو اللى بيفاوضهم ومعاه زميلنا سلامة كريم.
* ليلة 23 سبتمبر سنة 2009 جه تيليفون لحسن أخويا من ناس ما يعرفهمش .. خرج يقابل الناس إللى كلموه.. مارجعش ، وثانى يوم الصبح لقيناه ميت فى الغيط على بعد 70 متر من بيته ومربوط من إيديه ورجليه ومكتوب على ملابسه تهديد بالقتل لسلامه كريم زميله.
* بلغنا الشرطة ؛ والنيابة حققت؛ والطبيب الشرعى عاين الجثة ، وبعد أكتر من 3 شهور صدر تقرير الطبيب الشرعى بيقول إن الوفاة بسبب جرعة مخدرات زايدة ، وعلى فكرة ما كانش موجود فى جثته أى أثر إلا أثر حقنة فى دراعه .. يعنى سمموه والنيابة حفظت التحقيق.
* وعلى فكرة روحوا اسألوا عن سمعة حسن أخويا فى المعمورة كلها علشان تفهموا حكاية جرعة المخدرات .
* طبعا موت حسن أخويا بالطريقة دى وإلقاء جثته فى الحقول والتهديد إللى مكتوب على ملابسه كانت رسالة لكل الفلاحين إللى فى المعمورة وفى غيرها .. إن إللى حيرفض يترك الأرض دى حتكون دى نهايته.
* فى الشهر الأخير استأنفوا الضغط على قرايبنا فى مناطق ثانية علشان نتنازل عن الأرض. واحنا عاوزين قضية الأرض تستمر فى المحكمة علشان إحنا معانا مستندات بتقول الأرض مش ملك الأوقاف وإن عمليات البيع كلها باطلة ، وهما عاوزين ياخدوا الأرض قبل المحكمة ما تحكم ببطلان عقود البيع وبحقنا فى الاستمرار فى زراعة الأرض .. وتفضحهم.
* وعلى فكرة إحنا قلنا للمشترين لو عرفتم تسجلوا الأرض فى الشهر العقارى .., إحنا حنتركها لكم ..ليه ؟ لأننا عارفين إنهم ما يقدروش يروحوا ناحية الشهر العقارى لأن العقود مزورة.
* خلاصة الكلام همه عاوزين يصيفوا على البحر ويسكنوا ويتفسحوا وعلشان كده بيطردونا من البيوت اللى ساكنين فيها مع اولادنا.. ومن الأرض اللى بنزرعها من أيام الخديوى ومالناش مورد رزق غيرها ولا لينا شغلة سوى الزراعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوجر- مركز طلخا- محافظة الدقهلية
أنا إسمى أحمد السعيد من قرية جوجر مركز طلخا محافظة الدقهلية.
– الأرض دى فى مدخل مدينة المنصورة على الطريق السريع مباشرة مساحتها 50 فدان وسعر الفدان فيها بين 3,5 – 4،8 مليون جنيه وحيرتفع أكثر وهى مورد رزق الفلاحين الوحيد.
– دخل علينا المحافظ ونائب رئيس المدينة بقصة إنهم حينشئوا على الأرض مركز بحوث زراعية حيعود على الفلاحين والزراعة بالخير.
– واكتشفنا إن القصة دى مختلقة ، والحقيقة إنهم عاوزين يبنوا عليها مول تجارى لبتوع البيزينس ويخدم الناس الأغنياء ولن يعود على الفلاحين بأى فائدة سوى إنه حيحرمهم من الأرض.
– الفلاحين مش عاوزة تترك الأرض وخايفين من المحافظ والدولة والتهديد محاصرهم من كل اتجاه .. خصوصا لما سمعوا إن الموضوع يخص رياسة الجمهورية إللى همه سياد البلد والكل خدامين عندهم.
– المهم.. المسئولين فى المحافظة وفى المدينة أجبروا كثير من الفلاحين على البيع وأغلبيتهم باعوا القيراط بـ 21 ألف جنيه يعنى الفدان بنصف مليون جنيه؛ والقليل منهم باع بأكتر من كده شوية لكنهم عدد محدود جدا.
– إحنا عارضنا ورفضنا نبيع ( ملاك 4 أفدنة ) ؛ فحاولوا يغتصبوا الأرض ويعتدوا عليها ويمنعونا من زراعتها وينزلوا فيها بالقوة فمنعناهم وتدخلت الشرطة.. ونظرا لأن موقفنا القانونى قوى وفاهمين لم يتمكنوا من إجبارنا على بيع أرضنا ولا من الحصول على كامل الأرض المطلوبة.
– المهم أن المساحة المحددة للمول 15 فدان بينما تم الاستيلاء على 46 فدان ومصرين على استكمالهم 50 فدان.
– استمر مسلسل التهديد والإشاعات ضدنا ( ستتم مصادرة الأرض؛ سيتم نزع ملكيتها ، حيقبضوا على الممتنعين عن البيع .. إلخ) ولوقف هذا الضغط لجأنا لبعض اللجان التى تدعم الفلاحين ونشرنا الموضوع فى الصحافة الإلكترونية ، ولجأنا للمحامى العام وتقدمنا بشكاوىبمحاولة الاعتداء على أرضنا ، لذلك لفقوا لنا عدة تهم ( منها الاعتداء عليهم ، ومنعهم من القيام بعملهم ، وسرقة العلامات المحددة للأرض المباعة إلخ) لكنهم فشلوا فى ذلك وأفرجت النيابة عن المتهمين..
– آخر الشائعات هى نزع ملكية الأرض … ولأننا عارفين إن نزع الملكية لا يكون إلا للمصلحة العامة وللمشروعات العامة ولأن هذا المشروع خاص ولمصلحة خاصة
ولا يخدم إلا عدد محدود من رجال الأعمال والفلاحين مش حيستفيدوا منه ، وعارفين إنه يحتاج لقرار جمهورى ويتم تعويض الملاك بثمن الأرض الحالى مش بثمن جزافى وعشوائى فالموضوع معقد واحنا لن نستجيب لتهديداتهم ومصرين على المقاومة ولا زال الوضع مجمدا .. والجو متوترا والبلد داخلة على انتخابات ومحدش عارف إيه اللى حيحصل.
الأحد 24 أكتوبر 2010