فلاحو البحيرة يدشنون الفصل الثانى من الثورة المصرية الحديثة
•• فلاحو العمرية و البرنوجى و عاكف يتصدون لذيول العهد البائد
• حملة ترويع مسلحة يردها الفلاحون على أعقابها
• مديرية الاصلاح الزراعى بالبحيرة و الجمعية الزراعية تزور قرارات إفراج
عن أرض – صودارت بقانون الاصلاح الزراعى – لصالح ورثة الاقطاع
و ضباط أمن الدولة و الشرطة يغتصبونها بعقود بيع بالاكراه بأسماء نسائهم
• حملات ترويع و بلطجة ضد فلاحين فى قرى أخرى تنتهى باستعادة الأرض المغتصبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عديدة هى المطالب التى حددتها انتفاضة الشباب فى أهم ثورات مصر الشعبية فى تاريخها الحديث ، وكثيرة هى الشكوك التى تملأ صدور المصريين من استكمال هذه الثورة نظرا لانعدام الثقة فى عهود الحكم السابقة , و عريضة هى الآمال المعقودة عليها لإنهاء- ليس عشرات السنين من القهر و الاستبداد – بل عشرات القرون من الجمود أوقفت حضارة الفراعنة عند حدود بناء الأهرامات و لذا اختلفت الحوارات و الأحاديث ..حول الوعود باستكمالها و ضمانات تنفيذها.. و تنوعت .
لكن فلاحى محافظة البحيرة الذين شاهدوا فقط أحداث الثورة على شاشات الفضائيات ..قرروا استئنافها بشكل عملى و فتح صفحة جديدة لمدّ جذورها وتعليمنا كيف تتخلق ضمانات الاستمرار و النجاح فى رحم الأرض .
و بدأوا فصلا جديدا وموجة أخرى منها .
لقد لعبت ذيول الاستبداد التى لم يتم القضاء عليها رغم قطع رأس الحية- حتى و هى مختفية عن عيون الشعب و الفلاحين – و أرادت أن تذكرنا بأن إسقاط رأس النظام لا يعنى القضاء عليه حيث بدأت برفع رأسها و إطلاق الرصاص على الفلاحين فى أول عملية إرهاب وترويع تجرى بعد ثورة 25 يناير 2011 .
* كان هذا فى قرية العمرية التابعة للوحدة المحلية لقرية نديبة (التى يسكنها أهم وأكبر الاقطاعيين السابقين فى محافظة البحيرة) و تبعد عن مدينة دمنهور 11 ك م .
• ففى الرابعة من مساء الاثنين 14 فبراير 2011 .. داهم العمرية ثمانية أفراد مسلحين ببنادق كلاشنكوف فى أربع سيارات ( شيروكى و ملاكى و نصف نقل ) و اعتلوا شرفات قصر رئيس مباحث أمن الدولة بالبحيرة ( طارق هيكل) المبنى بالمخالفة لقانون الزراعة 53 /1966 ، و يتوسط 4 أفدنة اغتصبها فى يونيو الماضى 2010 من عائلة شهاب ، و شرعوا فى إطلاق الرصاص فى كل أتجاه قائلين : نحن هنا .. و ظنوا ان إطلاق الرصاص يدفع الفلاحين فى الحقول الى الاختفاء و ملازمة المنازل كما هو الحال فى المدن ، لكن الرصاص كان أنذارا من ذيول العهد البائد للفلاحين بأن المستبدين موجودون و أقوياء، وكان تذكيرا لهم بأنهم لم يشاركوا فى ثورة الشعب سوى بالمشاهدة ، و تحول الرصاص إلى جرس يستجمعهم من كل صوب و عزبة فى اتجاه مصدره .. حول قصر طارق هيكل رئيس مباحث أمن الدولة و أهم رموز الاستبداد و القهر و الفساد بمحافظة البحيرة
• لقد حاصرت جيوش الفلاحين من قرى العمرية و العزب المحيطة (حنا ، يونس، البريدى ، العوايضة ، و عاكف ) مجموعة المعتدين و أطبقت عليهم ليجد المعتدون أنفسهم فى مأزق بات الخروج منه هو الهدف العاجل ، و حتى لايعودوا لسيدهم كالفئرن المذعورة لم يجدوا سوى إشعال النار فى القصر وسيلة للانسحاب منه وراء ساتر الدخان و طلقات الرصاص المفزوعة من سيارتهم ، فأصابوا شابا من القرية ( عماد محمد مسعود الخويلدى.. 25 سنة) يرقد حاليا بالرعاية المركزة بمستشفى دمنهور العام
• هجم الفلاحون بعدها على الأرض التى أغتصبها منهم ( 4 أفدنة من عائلة شهاب منذ 6 شهور، و 17 فدانا من عائلتى الخويلدى و عبد الاله منذ 5 سنوات ) و أزالوا سورا من الطوب كان قد بنى حول ناصيتها ورووا الجزء الذى يخلو من الزراعة و زرعوه ، و هاجموا مخزنا للبوتاجاز يملكه رمز الفساد على بعد 500 متر من القصر .
• تحول المساء فى العمرية و القرى المحيطة إلى ما يشبة ليلة العيد بعد أن بدأ كئيبا و عابسا بسحب الدخان و طلقات الرصاص و ألسنة اللهب التى أرتفعت فى السماء ليشاهدها الناس من مسافات بعيدة.
• كل هذا حدث بينما رئيس مباحث أمن الدولة هارب ممن ظلمهم و قهرهم واغتصب مصدر رزقهم الوحيد .. و يشيع الكثيرون أنه مختف طرف المقاول محمود الأعصر الذى بنى له قصره ( عضو مجلس الشورى )، و لا يعيش بمنزله فى دمنهور و لا فى قصره بالعمرية .
• و كان الفلاحون منذ أيام قد أخطروا ممثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالبحيرة فى شكوى بممارسات طارق هيكل ضدهم وقد ذكر لهم المسئول العسكرى أن وظيفة القوات المسلحة هى حمايتهم و طالبهم بالاستمرار فى أراضيهم و بتجهيز مستنداتهم ، و قد أكد بعض المجندين الذين يعملون مع المسئول العسكري أنهم سبق و شاركوا فى حملات ترويع متكررة ضد الفلاحين كان يشنها طارق هيكل .
• ولم يقتصر استبداده على العمرية فقد شمل الكثير من شعب دمنهور الذى قام أثناء أيام الثورة بإشعال النار فى مقرات الاستبداد( مبنى أمن الدولة – مركز الشرطة- الحزب الوطنى – المحكمة ) بينما كان حسنى مبارك قد قام بتكريم المدعو طارق هيكل منذ عام فى عيد الشرطة باعتباره ضابطا متميزا. *وفي قرية البرنوجى تمكن الفلاحون يوم الاحد 13 فبراير 2011 باستعادة جزء من الارض (50 فدان ) التى طردوا منها غصبا منذ سنوات (400 فدان) ويلعب ضابط شرطة القرية دورا في دعم الأسرة الإقطاعية التى اغتصبت الارض فيما سبق .
• وفى الثانية و النصف ظهر اليوم 15 فبراير قام فلاحو عزبة عاكف المجاورة للعمرية باسترداد خمسة أفدنة كان أحد المتنفذين بالمنطقة ( مسعد السنتريسى) قد اغتصبها منهم بدعم أجهزة الأمن ، وفى الصدام أحترقت حظيرة المواشى التابعة له و غطى الدخان سماء القرية وبدا وضحا من على بعد .
يذكر أن المسافة التى تفصل عزبة عاكف عن العمرية هى كيلو و نصف ، بينما تبتعد الأخيرة عن البرنوجى و سراندو 6 ك م.
هذا وقد حضر أحد ضباط الجيش اليوم 15 فبراير إلى العمرية لاستطلاع أبعاد ما حدث و عرض عليه الفلاحون تفاصيل الأحداث.. و كيف أن هيكل لا يفهم سوى لغة العنف التى طالما استخدمها معهم .. لكنهم تمكنوا هذه المرة من وقفها و استعادة أرضهم المغتصبة .
• من جانب آخر قام العميد شرطة عبد الرحمن العكازى فى وقت سابق باغتصاب 14 فدان متاخمة لما اغتصبه طارق هيكل فى العمرية وأكره الفلاحين على تحرير عقد بيع أبتدائى باسم زوجته شادية محمد عبد العزيز .. كما فعل هيكل تماما حيث وضع الأخير اسم والدته فى عقود شراء (اغتصاب) أرض عائلات الخويلدى ، وعبد الالهة ، و شهاب ، لكن الفلاحين قاوموا العكازى و لم يسلموه الارض و هناك حوالى 20 دعوى قضائية بشأنها ينظرها القضاء بينما يستعين العكازى على الفلاحين بحملات ترويع و بلطجة و تلفيق قضايا متنوعة بشكل دورى .. حصل الفلاحون فيها جميعا على احكام بالبراءة
• و الصراع الذى حدث فى العمرية يدور حول مساحة 75 فدان صادرتها الدولة فى الخمسينيات بقانون الاصلاح الزراعى 178/1952 ضمن مساحة أوسع 23س ،11ط ، 500 ف ( استيلاء ) من الإقطاعى أحمد ابراهيم نوار لتصير ملكا للدولة حيث وزعتها على الفلاحين بنظام التمليك المقسط ، لكن ورثته بمساعدات بعض رجال الشرطة و موظفى مديرية الاصلاح الزراعى بالبحيرة لفقوا قرار إفراج مزور لهذه المساحة ( 75فدان) على أنها أرض مفروض عليها الحراسة ، و بالتالى تحول الفلاحون الذين يزرعونها من ملاك لها يدفعون أقساط تملكها .. الى مستأجرين يدفعون إيجارا سنويا .. و قد لعبت الجمعية الزراعية للاصلاح الزراعى التى تتبعها الارض دورا مهما فى عملية الاحتيال على الفلاحين و تغيير صفاتهم من ملاك إلى مستأجرين ، وبعد صدور قانون العلاقة بين المالك و المستأجر ( 96 /1992 ) قاموا بطرد الفلاحين منها ورفع إيجارها إلى أن تمكن الحكام الجدد للمنطقة من ضباط أمن الدولة و الشرطة و الجزارين و المقاولين من أغتصابها قطعة قطعة .. لكن الفلاحين كان لهم هذه المرة رأى آخر حيث رددوا خلال مظاهرتهم فى القرية ابتهاجا بوصول ممثل القوات المسلحة :
الأرض أرض الفلاحين / ولا حدش قد الفلاحين
الجيش و الشعب إيد واحدة
إلا أرضى .. إلا رزقى .. إلا حقى
الثلاثاء 15 فبراير 2011 لجنة التضامن مع فلاحي الإصلاح الزراعى – مصر