بيــان من لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى- مصر … عن الثورة المصرية .. المأزق الراهن .. والمخرج المحتمل..

بعد إزاحة مبارك من الحكم فى 11 فبراير 2011 واصل الشعب المصرى انتفاضته لتحقيق أهدافها التى لخصتها الشعارات التى رفعتها خلال الثمانية عشر يوما الأولى.                                            

ورغم أن الانتفاضة شملت عديدا من المدن المصرية وتركزت فى بعض المدن الكبرى كالقاهرة والسويس والإسكندرية والمنصورة التى كانت بمثابة بؤرة الثورة ومركزها ؛ فقد تخافض زخمها وقوتها بشكل متدرج فى بقية عواصم المحافظات ؛ ولم يشهد الريف مشاركة حقيقية فى الثورة خصوصا فى القرى والعزب والنجوع  التى شكلت المحيط الأكثر سكونا وبرودة فى المجتمع.                                                

لذا كان الحفاظ على  قوة اندفاع الانتفاضة يتطلب عدم اقتصارها على مركزها فى المدن الكبرى بل كان يحتاج إلى رفع محيطها الريفى بشكل مستمر إلى مستوى زخمها وقوتها فى المركز.

كما كان يحتاج من ناحية أخرى إلى دعم المجموعات التى فجرتها – وشاركت فى إدارتها – بالعديد من الخبرات العملية  السياسية والتاكتيكية التى تفتقر إليها  خصوصا بعد تلمظ  الكثيرين ممن لم يشاركوا فيها على الاستئثار بثمارها.

وإيجازذلك التشخيص هو: أن الثورة بدأت فى المركز  وبات على المحيط أن يدعمها بمستوى متصاعد من القوة والزخم والخبرة.

وكان على من يرون  أنفسهم مؤهلين لذلك الدور من القوى السياسية المؤمنة حقا بأهداف الثورة كاملة وليست المستخدمة لها أن يدركوا أن استمرار الثورة ونجاحها لن يتحقق دون  إحياء محيطها الساكن ودون حماية مركزها ؛ وأن مقتلها هو فى تركه وحيدا فى مواجهة قوى الثورة المضادة القديم منها والمستحدث ودون مدد متنوع من الخبرات السياسية والعملية .

لكن الجزء الأعظم من التراث المدخَر لكثير من هذه القوى السياسية لا يدفع فى هذا الاتجاه حيث طبعها النظام الحاكم فى عهوده المتتالية بطابعه الذى قصر النضال السياسى على المؤتمرات الخطابية والكرنفالات الاحتفالية بعيدا عن الصلات العضوية الكفاحية بفئات الشعب المطحونة والمقهورة والمبعثرة.

لقد كان على لجنة التضامن مع الفلاحين التى ترى ذلك منذ إسقاط رأس النظام ألا تكتفى بنشر تقديرها هذا بل أن تشرع فى تنفيذه  فى المجال الذى تنشط فيه.

لذلك أسهمت فى تبسيط تلك الرؤية لكثير من الفلاحين .. حيث شاركت فيما أسمته الفصل الثانى من الثورة المصرية الذى بدأ فى 14 فبراير 2011 فى عدد من قرى محافظة البحيرة باسترداد  فلاحيها لأراضيهم المغتصبة وكانت باكورتها فى قرية العمرية مركز دمنهور؛ وتلاه استرداد آخر فى عزبة الهلالية بالمعمورة ؛ وثالث بالدقهلية ؛ علاوة على احتجاجات محسوبة ومحكمة ومحددة المطالب فى القاهرة لعدد آخر من فلاحى المحافظات ؛ ومبادرة لاستعادة زراعة الأرز فى محافظة الفيوم بعد الاستناد على حكم قضائى ضد وقف زراعته.

وعليه تهيب لجنة التضامن مع الفلاحين بهذه القوى السياسية الحريصة على استمرار مسيرة الثورة وعلى تحقيق كامل أهدافها وعلى شمول ثمارها لكل فئات الشعب المصرى دون تمييز أن تشرع فورا فى العمل بين صفوف الفلاحين والعمال والفئات المهمشة فى الأقاليم لتشكل خط دفاع حقيقى عنها وأن تمد مركزها بكل ما تستطيع من خبرات وأفكار وتاكتيكات عملية لتخرجها من المأزق الراهن وتبعدها عن مرمى نيران قوى الثورة المضادة بكل تلاوينها.

 الأحد 31 يوليو 2011