بعد مرورعام على الحادث : إغتيال حسن شندى .. شهيد فلاحى المعمورة.. لم يحقق أهدافه
الموجز فى عناوين:
أمن الإسكندرية يستأنف محاولاته للضغط على الفلاحين
مطاردات وتهديدات وعمليات قبض على أقارب الشهيد
تقوم بها أجهزة المباحث فى منطقة أبيس وبرج العرب
غيوم الغضب تتجمع .. وقد يكون موعد انفجارها الانتخابات القادمة
فلاحو المعمورة وأهل الشهيد يتصدون لمحاولات السطو على أراضيهم الزراعية
المستندات تؤيد حق الفلاحين والتحقيقات تميل لصالحهم
وتدين عدوان هيئة الأوقاف وجمعيات الشرطة والقضاة على أراضى الفلاحين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفادنا فلاحو الهلالية بمنطقة المعمورة بالإسكندرية ظهر اليوم بقيام ضابط مباحث قسم شرطة الرمل ثانى مساء أمس بالقبض على عبد الرحمن جويدة العوامى (61 سنة ) وشهرته رحومة ، وابنه حامد ( 29 سنة ) المقيمان بمنطقة أبيس 4 ( الناصرية ) بسيارتهما دون توجيه أية اتهامات لهما مع لفت نظرهما لموقف أقاربهم من عائلة شندى بالمعمورة الرافض لتسليم اراضيهم الزراعية للجمعيات التى اشترتها من هيئة الأوقاف.
هذا وقد ذكر المقبوض عليهما ألا صلة لهما بهذا الموضوع من قريب أو بعيد وليس فى إمكانهما التدخل فيه.
وإزاء احتجازهما بقسم الشرطة دون اتهام محدد أو إحالتهما للنيابة واستفسارهما عن سبب الاحتجاز وتوقيت الإفراج عنهما .. رد عليهما الضابط : عليكم باستحضار قطعة سلاح من منطقتكم ليتم الإفراج عنكما.
وكانت شرطة برج العرب قد قامت فى وقت سابق بالقبض على الصافى هيبة ماضى وهو أيضا من أقارب عائلة شندى بالمعمورة لنفس الأسباب إلا أنها أفرجت عنه فيما بعد.
يذكر أن فلاحى المعمورة يستأجرون أرضا تمتلكها هيئة الإصلاح الزراعى كان أجدادهم يزرعونها منذ عصر الخديوى إسماعيل (عام 1880) ولم يغادروها يوما واحدا ؛ وحيث قامت هيئة الأو قاف بإدارتها نيابة عن هيئة الإصلاح الزراعى منذ عهد السادات بناء على قرار إدارى، وبسبب تواطؤ هيئة الإصلاح الزراعى باعت الأوقاف أجزاء من هذه الأرض لعدد من جمعيات الشرطة ( أمن الدولة – ضباط شرطة كفر الشيخ – ضباط شرطة الإسكندرية ـ مستشارى محكمة النقض – مستشارى وزارة العدل.. إلخ ) ، كما قامت أجهزة الشرطة بالتصدى للفلاحين المستأجرين وإرغامهم على ترك الأرض؛ وقد انصاعت أعداد من الفلاحين واستجابت لتلك التهديدات بينما رفضها آخرون ومنهم عائلة شندى بعزبة الهلالية؛ لذلك تلقى كبيرهم حسن شندى وزميله سلامة كريم حمد تهديدات صريحة بالقتل لكنهما لم يأخذاها على محمل الجد ولم يعيراها انتباها.. إلى أن تم استدراج العم حسن شندى واغتياله فى 23 سبتمبر 2009 وإلقاء جثته بالقرب من منزله إمعانا فى تهديد عائلته وبقية الفلاحين الذين يتخذون موقفه.
المهم انتهت التحقيقات بالحفظ بعد أن ذكر تقرير الطبيب الشرعى أن الوفاة نتجت عن جرعة هيروين زائدة.، وهو ما أثار استياء الكثير من فلاحى المنطقة لمعرفتهم الأكيدة باستقامة الفقيد والتزامه الأخلاقى والاجتماعى وسمعته الناصعة فى المنطقة التى وضعته على رأس عائلته وأهل عزبته.
بعدها لم يقم أهله عزاء له ولم يتقبلوا مواساة من أحد.. وهو ما يعنى يقينهم من اغتياله خصوصا وأن جلبابه كان مدونا عليه بخط مقروء تهديدا صريحا لزميله سلامة كريم حمد؛ كما يعنى إصرارهم على الانتقام له والثأر لكرامة الفلاحين واغتصاب مورد رزقهم.
والواضح أن الشرطة كانت تنتظر حتى يبرد الحادث لتستأنف التضييق على أهله وإكراههم مجددا على ترك الأرض وفى هذا السياق:
1- لجأت إلى اتهام بعضهم منذ ستة أشهر بالبناء على الأرض دون ترخيص فأفادهم الفلاحون بأن ذلك كان ادعاء قديما تم تفنيده أمام المحكمة قائلين : فلتبحثوا عن حجة أخرى أكثر مصداقية بدلا من البحث فى دفاتركم القديمة عن قصص ليست لها قيمة.
2- ثم استخدمت أسلوبا جديدا يتخذ من الضغط على أقاربهم فى برج العرب ومنطقة أبيس طريقا لدفعهم لترك الأرض ؛ وهو ما يجرى الآن فى قسمى شرطة الرمل ثانى.. وبرج العرب.. التابعين لمديرية أمن الإسكندرية.
وعلى ما يبدو أن هذه السياسة ستدفع أهالى المنطقة إلى اتخاذ مواقف متشددة ضد الدولة أقربها فى انتخابات البرلمان القادمة وهو ما يتجاوز النظرة الضيقة لقيادات الأمن بمحافظة الإسكندرية .. لكن على ما يبدو أنهم فى واد آخر.
لذلك لجأ الفلاحون ظهر اليوم للمحامى العام بالإسكندرية لوقف مثل هذه الانتهاكات المستمرة.. خصوصا وأنهم يحوزون عددا من الوثائق والمستندات تثبت حقهم فى استمرار تأجير الأرض والأهم أنها تثبت بطلان كل عمليات بيع هذه الأرض التى أبرمتها هيئة الأوقاف مع جمعيات إسكان الشرطة والقضاة وغيرهم .. لأن هيئة الإصلاح الزراعى هى المالك الحقيقى للأرض وليست هيئة الأوقاف.. وهو ما اكتشفه مؤخرا بعض مسئولى محكمة النقض ذوى الصلة بهذا الموضوع.. ووضعهم – كهيئة مهمتها إقرارالعدل بين الناس – فى موقف شديد الحرج.
الإثنين 18 أكتوبر 2010 لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى – مصر