بيان من لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى- مصر.. بشأن إعادة محاكمة فلاحى سراندو

 

فى الجلسة الأولى لإعادة محاكمة فلاحى سراندومركز دمنهور بحيرة بناء على طلب الحاكم العسكرى (رئيس الجمهورية) عقدت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بدمنهور جلستها الأولى اليوم 12 إبريل 2008  بحضور معظم المتهمين ( 14 من 18 منهم 6 فلاحات ومحاميهم الأستاذ محمد عبد العزيز).

 

ووسط حشد كبير من فلاحى القرية والمحامين والناشطين الحقوقيين( لجنة شباب المحامين بنقابة المحامين- مركز هشام مبارك للقانون- مركز العدالة للدراسات الاجتماعية والسيلسية- مركز النديم – الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب- مركز الدراسات الاشتراكية – لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى – وبعض مراسلى الصحف والقنوات التيليفزيونية" دريم" ) وحصار شديد من قوات الشرطة التى أحاطت بمقر المحكمة وقاعة المحاكمة ..  طلبت هيئة الدفاع أجلا  للاستعداد وضم أصل قرار الحاكم العسكرى القاضى بإعادة محاكمة من تمت تبرئتهم فى المحاكمة الأولى ( دعوى 5631 /2005 ) ، والاطلاع على محاضر الجلسات فى المحاكمة السابقة ، ومناقشة بعض شهود الإثبات.

 

وقد استجابت المحكمة لطلبات الدفاع وأجلت المحاكمة لجلسة 16 يونيو القادم.

 

هذا وكانت رئاسة الجمهورية قد أصدرت فى 5 مارس 2008  قرارا بالتصديق على أحكام من قضت المحاكمة السابقة بإدانتهم من الفلاحين ( متهمان" 15 سنة" و" 7  متهمين 7 سنوات " ) وطالبت بإعادة محاكمة الثمانية عشر متهما الذين تمت تبرئتهم أمام دائرة أخرى.

 

وهكذا لم يكتف النظام الحاكم بإعطاء ورثة الإقطاعيين وعصابات السطو المنظمة على الأراضى الضوء الأخضر لاغتصاب أراضى الفلاحين ولا بالمشاركة فى التخطيط والتنفيذ فى عمليات القرصنة ولا فى تقديم الفلاحين لمحاكمات بتهم ملفقة ولا  بتقديمهم لمحاكم أمن الدولة التى لا يمكن استئناف أحكامها أو نقضها   ولا بإدانة بعضهم، ولم يخجل من مطالبة الاتحاد الأوربى بإعادة فتح التحقيق فى وفاة فلاحة سراندو نفيسة المراكبى التى يعلم الجميع أنها قضت نحبها بسبب التعذيب بل قام بالاعتراض على تبرئة بعض الفلاحين من تهم سبق أن برأهم القضاء الطبيعى منها عام 2006 بل وبرأهم قضاء أمن الدولة الاستثنائى عام 2007  وأصر على إعادة محاكمتهم .

 

لقد بلغ السيل الذبى كما يقول المثل الشائع إزاء ممارسات  النظام الحاكم  وهو بذلك يؤكد للعالم  وللشعب ألا مهرب من كل هذا الاستبداد والفساد سوى الثورة .

12 ‘بريل 2008

الفلاحون فى مصر.. بين أوهام الحلول القانونية.. وطريق المقاومة.

ملحوظة: عرض موجز المقال فى كلمة لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى- مصر                    بمنتدى القاهرة الدولى الرابع للتحرر فى 28/3/2008. 

لم يترك النظام الحاكم فى مصر للشعب منفذا واحدا للهروب من أوضاع الفقر والقهرالتى يعيشها .. وسد أمامه كل السبل .. ولم يترك له سوى طريق واحد هو طريق المقاومة والثورة.

 

فالعمال والموظفون الحاليون والسابقون تقلصت أجورهم ومعاشاتهم إلى الثلث بفعل التضخم والغلاء.

 

والفلاحون فى أراضى الإصلاح الزراعى  والأراضى المستصلحة القديمة وأراضى وضع اليد التى باعتها الدولة لهم  يتعرضون لنفس الحصار الخانق ويطردون من أراضيهم المملكة ويعانون من البطالة والتشرد.

 

وفلاحو الأوقاف وأراضى الحراسة غادروا أراضيهم ..  بفعل قانون رفع الحراسة وقانون الإيجارات الأخير.. أو خضعوا لمشيئة وزارة الأوقاف وورثة الإقطاعيين برفع الإيجارات إلى عنان السماء.

 

أما فلاحو الائتمان فقد تكفلت بهم – مع بقية الفلاحين- الأسعار الجديدة لمستلزمات الإنتاج الزراعى ( كالأسمدة والتقاوى والبذور والمبيدات والأعلاف ) التى تتصاعد كل يوم بشكل مذهل والتهمت أغلب إنتاج الأرض ولم تترك لهم إلا الفتات.

  وهكذا أطبقت القوانين على رقاب الفلاحين ملاكا ومستأجرين .. قوانين رفع الحراسة ورفع الدعم عن مستلزمات الإنتاج ،وقانون الإيجارات الزراعية.. وقانون إلغاء الدورة الزراعية.. وغيرها، وصارت الزراعة عبئا عليهم لا عونا لهم فسارع بعضهم لتركها وأقدم عدد من الملاك الصغار على بيع أراضيهم تجنبا لهذا العناء خصوصا وأن بنوك القرى قضت على البقية الباقية من فتات الأرض وألقت بكثير منهم فى السجون.وهكذا تحول الريف إلى جحيم لسكانه وفلاحيه فى ظل البطالة وعودة العمالة المصرية من الخليج ولهيب الأسعار.

وقد أسهمت عوامل عديدة فى ذلك التدهور الشديد نذكر منها:

\

·        دور الدولة فى سن وتطبيق السياسات الجديدة وقوانينها التى مثلت ردة كبرى بالنسبة لمعيشة فقراء الشعب.

 

·   دور الهيئة العامة للإصلاح الزراعى فى قيادة وتنفيذ تلك السياسات فى الريف والتى بدأتها عام 1974 بقانون رفع الحراسة عن الأراضى التى سبق التحفظ عليها بقانون الطوارئ فى المرحلة الناصرية ، واستكملتها بدعم قوى لورثة الإقطاعيين وعصابات السطو المنظمة فى اغتصابهم لأراضى "الاستيلاء " التى صادرها قانون الإصلاح الزراعى .

 

·   ويرجع "الفضل" فى ذلك كله للرئيس المؤمن أنور السادات الذى وضع البذرة الأولى لعمليات الردة فى المجال الزراعى ، وكانت هيئة الإصلاح الزراعى خير معين فى تطبيق هذه الإجراءات بامتناعها وتلكئها فى تسليم الفلاحين سندات ملكيتها والتواطؤ المخزى على طرد مستأجرى أرض الحراسة.

 

·   لقد كان القانون هو وسيلة طرد الفلاحين من الأرض ولذلك قام السادات بتغيير قوام مجلس الشعب مُصْدر القوانين.. وإنشاء ما سماه بمحاكم القيم التى هى أشد خطرا وفتكا بالفلاحين من المحاكم العسكرية.. فالمحاكم العسكرية واضحة وضوح الشمس ففيها يحاكم العسكريون المدنيين ويمكن القول ببساطة أن المتهم فيها لا يقف أمام قاضيه الطبيعى ، أما محاكم القيم التى لم يتنبه لحقيقتها الكثيرون فهى محاكم سياسية كالمحاكم العسكرية تماما وإن تنكرت فى زى مدنى اسمه القيم .. ونصف قضاتها تعينهم الدولة ممن لهم مواقف ثابتة ومسبقة ضد قوانين الإصلاح الزراعى وفرض الحراسة وممن تتحكم فى عقولهم الأفكار المحافظة والرجعية.

 

·   كذلك فقد شاركت جماعة الإخوان المسلمين بنشاطها الدعوى الواسع المعادى لمبدأ الإصلاح الزراعى فى الريف والذى سبق وطالب بأن يكون الحد الأقصى لملكية الفرد من الأرض الزراعية 500 فدان وطالب بأن يقتصر توزيع الأرض المصادرة على أثرياء الفلاحين وليس على فقرائهم ومعدميهم.. شاركت الجماعة بدعاياتها فى خلق نشاط موات لسياسات الردة فى المجال الزراعى.. بل ومشجع على إعادة الأرض للإقطاعيين وورثتهم، وقد أسهم ذلك فى إضعاف مقاومة الفلاحين إبان تطبيق قانون الإيجارات الزراعية الأخير رقم 96 / 1992 ذلك القانون الذى أشعل النار فى الريف وأحال حياة جميع المستأجرين للأرض إلى نار مستعرة.

 

·   من جانب آخر ساعد جهل الفلاحين بالقانون وتدنى وعيهم السياسى والنقابى وتقاعس هيئات الدولة المختلفةعن مدهم بالمستندات التى تدعم موقفهم فى ساحات المحاكم، علاوة على ضعف قدرتهم على مواجهة عصابات السطو المنظمة على الأراضى أو مقاومة ورثة الإقطاعيين فى المحاكم.. بالإضافة إلى تشتتهم وضعف تنظيمهم.

 

    ساعد هذا كله على صدور مئات الآلاف من الأحكام القضائية ضدهم.

 

·   كذلك فقد وقع الفلاحون فى مصيدة الأوهام القانونية التى زرع بذرتها بينهم ورسخها بعض مدعى اليسارية، وظن الفلاحون أن الحقوق المسلوبة بالقرارات السياسية وبالبلطجة يمكن أن تستعاد بالقانون فى ساحات المحاكم .. ناسين أن مجلس الشعب الذى أصدر ويصدر هذه القوانين سيئة السمعة يتم تشكيله منذ تأسيسه حسب الطلب وبانتخابات مزورة تماما.

 

إن واقع الحال فى الريف المصرى يؤكد أن البلطجة بالقانون هى السياسة الوحيدة السائدة الآن  وأن الدولة وهيئة الإصلاح الزراعى وورثة الإقطاع وعصابات السطو المنظمة على الأراضى تستخدم أداتين رئيسيتين مترابطتين لطرد الفلاحين من الأرض هما القانون والعنف.

 

1-  فبواسطة القانون يحصلون على أحكام قضائية نهائية أغلبها صادر من محاكم القيم .. مستخدمين مستندات مزورة وادعاءات كاذبة ووهمية مثل:

 

* استخدام صور ضوئية لعقود بيع إبتدائية ثبت تزويرها وأعدمت الدولة أصولها منذ عام 1966

 

* استخدام قرارات الإفراج عن أراضى " الحراسة " – التى تحفظت الدولة عليها بقانو
ن الطوارئ-  فى اغتصاب أراضى" الاستيلاء " التى صادرها قانون الإصلاح الزراعى.

 

* الادعاء بمصادرة أراضى الزوجات بالتبعية لمصادرة أراضى الأزواج بينما الحقيقة أن كلا منهما صودر بقرار مستقل.

 

*الادعاء بطلاق زوجات الإقطاعيين من أزواجهن، وحسب الشريعة الإسلامية لهن ذمة مالية مستقلة تتم بموجبها استعادة نصف الأراضى المصادرة من الأزواج.

 * اصطناع نزاعات وهمية على الأرض  بين (بائعين ومشترين وهميين) أو بين ( مؤجرين ومستأجرين وهميين) واللجوء للقضاء للحصول على أحكام بتسليم أراضى الفلاحين للمشترين الوهميين .. أو بفسخ عقود الإيجار بين المستأجرين والمؤجرين وبالتالى يتم تسليم الأرض للمؤجرين الوهميين.. بينما كل هذه الأطراف لا علاقة لها بالأر ض التى هى أصلا فى أيدى الفلاحين الذين تباغتهم تلك المؤامرات.

هذا عن الأداة الأولى .. القانون.

 

2- أما عن الأداة الثانية..العنف .. فهو يتم..  إما بتدخل مباشر من الشرطة أو باستئجار المطاريد والمرتزقة والبلطجية أو بالتنسيق بينهما.

 

·   علما بأن الشرطة تخالف القانون فى القيام  بتنفيذ الأحكام القضائية المدنية التى هى من اختصاص المحضرين وتتجاوز صلاحياتها بدعم عمليات التنفيذ غير القانونية بتسترها على تواطؤ وفساد بعض المحضرين  الذين يرتكبون عشرات الجرائم القانونية ومنها تزوير الأحكام والتلاعب فى منطوقها .. ورغم ظهور عشرات المخالفات القانونية التى توجب عليهم وقف طرد الفلاحين والتوقف عن تنفيذ الأحكام إلا أنها تشجع وتدعم كل ذلك وتمتنع عن إثباته و ترفض قبول شكاوى الفلاحين وطعونهم فى عمليات التنفيذ ..  بل تخطط وتشجع وتساعد عمليات البلطجة التى يمارسها المغتصبون من ورثة الإقطاعيين وعصابات السطو على الأراضى التى لا يملك المغتصبون مستندات  ملكيتها..

 

·   ولما كان الحصول على الأحكام القضائية بأى شكل واستخدام العنف هما الطريق الذى يسلكه جميع المغتصبين لأراضى الفلاحين تحت إشراف وتواطؤ أجهزة الدولة فقد أصبحت الأوهام القانونية تمثل خطرا شديدا على الفلاحين بل أشد الأخطار .. لأنها توحى لهم بإمكانية استرداد حقوقهم فى ساحات المحاكم .

 

وهذه الأوهام تعنى إمكانية مواجهة الأعداء والخصوم على أرضهم وبين أنصارهم وتضعف مقاومة الفلاحين  وتقيد أيديهم وتوجههم إلى الاتجاه الخاطئ .. وتؤبد بقاءهم فى المحاكم لسنوات طويلة معولين على أمل كاذب.. كما أنها تستنفذ طاقتهم ووقتهم وتستهلك أموالهم ولا تعطيهم فى نهاية المطاف إلا السراب.

 

·   بينما الطريق الوحيد الصحيح هو الذى أشارت إليه الدولة بأصابعها –  دون أن تقصد- كما أشار إليه كل المغتصبين من ورثة الإقطاعيين وعصابات السطو المنظمة وكل المتلمظين على أراضى الفلاحين، إنه طريق المقاومة الذى جربوه ونفذوه .. فى أكثر من مكان وأدركوا الفارق الشاسع بينه وبين طريق الأوهام القانونية.

 

·   كذلك أدرك كثير من الفلاحين مغزى الدعاوى التى يروجها ال
بعض من أن قانون الإصلاح الزراعى ضد الإسلام ، وأيقنوا أن تلك الدعاوى وأصحابها هم تاريخيا ضد الفقراء من الفلاحين وهم مناصرون دوما للإقطاع ومؤيدون لقانون الإيجارات الأخير.

 

·   وللحقيقة فقد بدأ ت قلة ضئيلة من الفلاحين فى إدراك مخاطر الأوهام القانونية التى لازال يروجها بعض من يدعون انتماءهم لليسار وهم فى حقيقة الأمر يمدون جسورالتعاون مع النظام الحاكم وأصبحوا جزءا منه .. بل ويدافعون عنه.

 لقد بدأ بعض الفلاحين طريق المقاومة ومن الواجب تبصيرهم بأن للمقاومة قواعد وأصول: 

فالمقاومة لا تعنى رص الفلاحين رصا أمام قوات الشرطة وهم عزل بلا سلاح..

  ولا تعنى أيضا وضعهم أمام أجهزة الأمن المتواطئة لتقبض عليهم وتجبرهم على التوقيع بالتنازل عن الأرض أو توجه لهم تهم مقاومة السلطات واغتصاب الحيازة وتكدير الرأى العام .

فلا بد من عدد من الخطوات التحضيرية الهامة يجب توفيرها:

 

1-  فلا يستطيع الفلاحون المقاومة دون اقتناع بأن هذه الأرض هى حقهم الطبيعى. فالأرض لاتزرع بدون جهدهم .. ولو عادت للإقطاعيين لن يستطيعوا  زراعتها دون عمل الفلاحين الذين أحيوها وحولوها لجنات خضراء.. ولذلك قالوا " الأرض دائما لمن يزرعها " .. لمن يجعلها تنتج .. وليس لمن " يسقعها " ويبيعها لأغراض أخرى غير الزراعة.

 

2-  ولا يستطيع الفلاحون المقاومة الحقيقية دون أن يدركوا لماذا يطردون من الأرض ؟ .. ولماذا يتم حصارهم ووضع العراقيل فى طريقهم ليكُفوا عن الزراعة، وفهم أسباب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى والإيجارات الزراعية فلا يتبقى لهم من عائد الأرض ما يسد رمقهم، وكذلك تحديد من هم المتآمرون عليهم؟ وذلك حتى يتمكنوا من إعداد أنفسهم للمقاومة واختيار الطرق المناسبة لها.

 

كما يجب أن يدركوا حقيقة دور الدولة، وهيئة الإصلاح الزراعى،  وورثة الإقطاعيين، وكبار الزراع، والمستثمرين فى مجال الزراعة، والعصابات المنظمة للسطو على الأراضى فى كل مايحدث لهم.

 

3-  وكذلك حقيقة دور الشركات العالمية الكبرى العاملة فى مجال إنتاج وتسويق مستلزمات الإنتاج الزراعى والحاصلات الزراعية.

 

وهنا يطرح السؤال التالى نفسه: لماذا لا تلجأ هذه الشركات العالمية والمستثمرون الكبار إلى الأراضى المستصلحة الجديدة ويتركون الفلاحين فى أراضيهم؟

 

والإجابة هى: أن الزراعة فى الأراضى الجديدة تكتنفها صعوبات ومشاكل جمة سواء فى عمليات البذر أو الخدمة أو الحصاد أو إعداد الحاصلات الزراعية للتصدير أو النقل أو فى التصنيع الزراعى.. وفى توفير العمالة المناسبة بسبب بعدها عن المناطق المأهولة بالسكان وعن منافذالتصدير علاوة على ضعف إنتاجها .

 

إذن فلا مفرأمام هؤلاء من الاستيلاء على الأراضى القديمة التى يزرعها الفلاحون أى لابد من إخلائها منهم سواء كانوا ملاكا أم مستأجرين.. بالإضافة إلى أنها مرتفعة الثمن ومجزية لمن يسعى منهم لبيعها لأغراض أخرى غير الزراعة هذا من ناحية.

 

ومن ناحية أخرى فإن تسويق الشركات العالمية لبضاعتها من مستلزمات الإنتاج الزراعى كالبذور والأسمدة فى الريف المصرى يتطلب نظاما جديدا من الزراعة الواسعة الكثيفة لا يقدر عليه إلا كبار الزراع بينما نمط الزراعة السائد فى مصر هو النمط الفلاحى الصغير  ولذلك لابد من تغييره بإخلاء الأرض من الفلاحين .

 

4-  أيضا لابد أن يدرك الفلاحون كيف يتعامل معهم المغتصبون؟ فقد تعلم المغتصبون أن يواجهوا أعدادا صغيرة من الفلاحين وتجنبوا مواجهة المجموعات الكبيرة أو مواجهة قرى بأكملها، لذلك وجب على الفلاحين أن يظلوا دائما مترابطين ويتجنبوا التشتت والانفراط.

 

5-  ولأن الصراع حول الأرض يدور منذ سنوات طويلة .. فلا يمكن حله فى شهور معدودة فالصراع سيشتعل و سيستمر لسنوات قادمة .. لذلك لابد من أن يُشْرك الفلاحون أبناءهم فى المقاومة ليفهموا ويتعلموا ويتدربوا على أساليبها وفنونها .. فلا مقاومة حقيقية دون  فهم ودون وعى ودون تدريب، ولا مقاومة دون أن يعرف الفلاحون من هو عدوهم..  وماذا يريد..  وما هى أسلحته؟

 

إن كل المتلمظين على أراضى الفلاحين لا يهمهم تشريد الفلاحين ودفعهم للتسول على أرصفة الشوارع فى المدن .. وربما يستعينون ببعضهم كأنفار وتملية فى النظام الزراعى الجديد ( نظام المزارع الواسعة الكثيفة ) ، بل يهمهم أن يبقى الفلاحون مجموعة أصفار لا دور لهم ولا وظيفة.. بينما يكافح الفلاحون من أجل أن يبقوا أولا على قيد الحياة وثانيا أن يكون لهم وزن وحيثية فى مجتمع بنوا ثلاثة أرباعه بعرقهم ومعاناتهم

6-  ولذلك لابد للفلاحين من أن يتجمعوا فى روابط .. فى كل حوض وكل زمام وكل قرية  حتى وإن كان ذلك بأعداد محدودة .. لأن هذه الروابط ستكبر مع الأيام وتقوى مع خوض المعارك واستمرار المقاومة  وتوالى الانتصارات لتتحول إلى نقابات فلاحية قوية تضم معظم فلاحى مصروتتولى أمورهم:

 

·        بحشد الفلاحين وتوحيدهم ورفع وعيهم للدفاع عن الأرض ضد أى مغتصب.

 

·   والقيام بالمفاوضة الجماعية باسم الفلاحين فى توفير وشراء مستلزمات الإنتاج الزراعى كالأسمدة وغيرها بأثمان مناسبة ووقف المتاجرة بها فى السوق السوداء.

 ·   والتعاون فى بيع المحاصيل والمنتجات الحيوانية لحساب الفلاحين بأثمان مجزية فلا يحتكرها التجار والسماسرة.

·   ودعم وتقوية وحدة الفلاحين وتحويلهم إلى قوة لها وزنها فى المجتمع متماسكة وفعالة .. لا أن يظلوا أفرادا مشتتين مبعثرين.

 

7-  ولا بدأن يدرك الفلاحون أن كفتهم هى الأرجح " إذا ما تماسكوا واتحدوا"  وهى الأقوى أمام المغتصبين لسبب بسيط هوأنهم موجودون على الأرض ويزرعونها، وأنه لو تم تسليمها للمغتصبين اليوم فسيستعيدونها غدا.]

 

8-  وألا ينسوا أن لجوءهم للمحاكم يكون فقط لإبطال مفعول ما يتخذه المغتصبون من إجراءات، وأن يعتبروا هذا اللجوء بمثابة الحجر الذى نضعه خلف السيارة التى تصعد منحدرا.. ولا وظيفة له سوى منعها من التراجع إلى الخلف.. لأن هذا الحجر أو قضايا المحاكم لن تدير موتور السيارة ولن تدفعها إلى الأمام أبدا.

 

ولعل الفلاحين يدركون من أعداد القضايا المرفوعة أمام المحاكم.. والتى خسروها  مقارنة بعدد القضايا التى كسبوها.. أن المحاكم ليست هى الميدان الذى يصارعون فيه كل من يسعوا للسطو على أراضيهم سواء بطردهم بالعنف أو بوضع العراقيل أمامهم وجعل حرفة الزراعة بالنسبة لهم مستحيلة وبالتالى يحصلون عليها بلا عراك.

 فحذار من هذه الأوهام .. أوهام قدرة القوانين الحالية على رد الحقوق فتلك القوانين قد تم سنها لانتزاع حقوق الفلاحين فى الأرض والزراعة والحياة. 

          11مارس 2008     

 لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى- مصر                                                              بشير صقر

الثلاثاء 29 إبريل 2008 جلسة النطق بالحكم فى قضية شاهندة مقلد بمحكمة استئناف مدينة نصر بالعباسية

فى جلستها التى عقدت الثلاثاء 4مارس 2008 لنظر القضية المرفوعة من أسرة الفقى ضد شاهندة مقلد بشأن كتابها الصادر من دار ميريت للنشر بعنوان (من أوراق شاهندة مقلد) حجزت محكمة استئناف مدينة نصر بالعباسية الدعوى للحكم فى جلسة 29 إبريل 2008  وكانت محكمة أول درجة قد أصدرت حكمها بمصادرة الكتاب وبحبس شاهندة 6 أشهر وبغرامة وفى نفس الوقت برأت معدة الكتاب وناشره.

يذكر أن كتاب شاهندة – الذى نشرته دار ميريت للنشر وأعدته شيرين أبو النجا – كان يستعرض بعض ذكرياتها  السياسية والشخصية وجزءا من تاريخ قريتها كمشيش كما تعرض لأحداث اغتيال زوجها المناضل صلاح حسين وأشار لعدد من الدروس الهامة فى نضال فلاحى القرية ودور صلاح حسين فى بث الوعى السياسى فى صفوف الفلاحين ،ولأن التعرض لذلك التاريخ يصيب عديدا من القوى السياسية فى مصر بالأرتكاريا و الفزع  فقد استشاط بعض أفراد عائلة الفقى الإقطاعية غضبا من نشر الكتاب ورواجه ونفاد طبعته الأولى من الأسواق فى بحر أسابيع  قليلة وتناول العديد من الكتاب والمفكرين والمثقفين والصحفيين من مختلف التيارات السياسية له بالتعقيب والمناقشة وأصبح حديث العديد من الدوائر السياسية والفكرية والثقافية، لم تطق بقايا الأسرة الإقطاعية ذلك فعاجلوا شاهندة بالقضية الحالية وزجوا فيها بكل من الناشر ومعدة الكتاب.

وقد برأت محكمة أول درجة الناشر والمعدة وأدانت شاهندة وقضت بمصادرة الكتاب .

وتشير بعض الدوائر القانونية باستغراب شديد إلى أن إدانة شاهندة فى تهمة السب والقذف فى حق عائلة الفقى لايتسق مع تبرئة الناشر والمعدة لأن المذكرات لم تصبح كتابا منشورا على الملأ إلا بطباعته وعليه كان من المنطقى  أن تتم تبرئتها خصوصا وأن المذكرات تعتبرنوعا من  مناقشة التاريخ التى هى حق كفله الدستور.

بينما تشير دوائر قانونية أخرى إلى أن الحكم فى هذه القضية هو حكم سياسى بالأساس نظرا لمشاركة شاهندة فى مقاومة وفضح عمليات طرد فلاحى الإصلاح الزراعى وغيرهم من أراضيهم خلال السنوات الأخيرة.

بيان حول الهدف .. من تجريد فلاحى جنوب الإسكندرية من أراضيهم.

لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعي – مصر

 

حيث لم يسلم صغار وفقراء الفلاحين فى الريف المصرى من المحاولات الدءوبة لتجريدهم من أراضيهم فى العقود الأخيرة فى:

 

·        أراضى الإصلاح الزراعى.

 

·        و الأوقاف.

 

·        و بعض الأراضى المستصلحة القديمة.

 

·        و حتى أراضى واضعى اليد التى باعتها الدولة لهم ويزرعونها منذ القرن الثامن عشر.

 

ونظرا لتعدد تلك المحاولات واستمرارها.. فقد تيقن كثير من الفلاحين والمراقبين من إدراك المغزى الذى ترمى إليه تلك المحاولات .. المتمثل فى تغيير نمط الملكية الزراعية فى مصر من نموذج الإنتاج الصغير إلى نموذج الزراعة الواسعة الكثيفة، بل وتحديد أصحاب المصلحة فى ذلك وهم: الرأسمالية الزراعية الكبيرة ، والمستثمرون، والشركات العملاقة العاملة فى مجالى إنتاج وتسويق( الحاصلات الزراعية ومستلزمات الإنتاج الزراعى) .

 

كما أدركوا أنه برغم تعدد واختلاف طرق التحايل لانتزاع الأرض وأساليبها ومبرراتها المعلنة فإن الهدف واحد .. وهو  طردهم منها ، خصوصا وأن كل هذه الأنواع من الأراضى قد ملكتها الدولة لهم فى عهود سابقة.. و تعمل الآن على إزاحتهم خارجها دون النظر لمستقبل أسرهم أو إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية و الأخلاقية الناجمة عنها.ويتضح ذلك جليا من مما يحدث مع فلاحى المنطقة المحيطة بمدينة الإسكندرية والتى تتضمن بعض الأراضى المستصلحة القديمة فى العامرية وأراضى واضعى اليد التى بيعت للفلاحين فى برج العرب.

 

ولما كان هدف المستثمرين والمصدرين- للحاصلات الزراعية والمنتجات الصناعية – المتعاملين مع الأسواق الخارجية خصوصا الأوربية هو إنشاء مزارع واسعة وتصنيع منتجاتها تكون قريبة من موانى التصدير، ولأن الإسكندرية ( أقدم مدن مصر وحوض البحر المتوسط ) تمثل أهم وأقرب الموانى من المناطق الزراعية فى دلتا النيل ، وحيث قام الكثير منهم ومن رجالات الدولة الحاليين والسابقين والعديد من المتنفذين من الضباط والجنود ورجال القانون بالاستيلاء على مساحات هامة من الساحل الشمالى (من الإسكندرية وحتى مطروح) لذلك توجهت أنظار العديد منهم إلى الأراضى الواقعة جنوب مدينة الإسكندرية والساحل الشمالى ( واجهة مصر ومنفذها على أوربا  ) لتكون ظهيرا استثماريا لهم فى الزراعة  والصناعة .

 

ولما كانت منطقة العامرية لا تبعد سوى 25 كيلومترا عنها تليها منطقة برج العرب بعشرة كيلومترات.. ولأن كلا المنطقتين زاخرة بأراض زراعية سبق استصلاحها أو مهيأة للزراعة وتم تمليكها لسكانها فقد تفتقت الأذهان عن أن هذه الأراضى تمثل صيدا سهل المنال محدود التكلفة وافر الأرباح إذا ما تمت إزاحة زراعها من الفلاحين خارجها خصوصا وأن بعضهم من واضعى اليد ( برج العرب) كما أن كثيرا منهم لم يحصل على عقود ملكيتها حتى رغم تسديده لثمنها (البرج والعامرية).. لذلك لجأ هؤلاء الكبار إلى استخدام عدد من الحيل منها:

 

·        رفع دعاوى قضائية مفتعلة بين أشخاص – ليسوا من المنطقة ولا علاقة لهم بالأرض – يلعب بعضهم دور ملاكها  ويلعب الآخرون دور مستأجريها، أو دور بائعيها ودور المشترين لها والحصول على أحكام نهائية بفسخ عقد الإيجار أو عقد البيع بعدها يت

العدوان مستمر على أراضى الفلاحين ببرج العرب: جهاز المدينة يشرع فى تغيير معالم الأرض ..الشرطة تعاونه فى تلفيق التهم للفلاحين

النيابة تأمر بالتأكد من صحة شكاوى الفلاحينرسم توضيحي لمنطقة الاعتداء على أراضي فلاحي برج العرب

 

 

رسم توضيحي لمنطقة الاعتداء على أراضي فلاحي برج العرب

 

 

 

 

 

 

 منذ صباح الخميس 21 فبرلير 2008 والعدوان على أراضى فلاحي برج العرب قائم على قدم وساق .فبعد أن أوقف الفلاحون لوادر وبولدوزرات جهاز المدينة عن استمرار العدوان على أراضيهم بإقامة العديد من أكوام الرمل أمامها التى تحول دون تقدم هذه المعدات أو استمرارها فى دهس زراعات الشعير .. لجأ الجهاز لأسلوب لتغيير معالم الأرض وطبيعتها حيث :

 

 

 ·                قام بتحويل مسارات السيارات التى تنقل الأتربة المستخرجة من عمليلت حفر نادى سموحة الجديد ببرج العرب لإلقائها بأراضى الفلاحين من ورثة هاشم يونس رزق العقارى( الكائنة قبلى سكة حديد بهيج) وقد منع الفلاحون ظهر اليوم الشاحنة رقم 100720 نقل القاهرة ماركة سكانيا من إلقاء هذه الأتربة. ·                               وإلقاء جملة مخلفات ورش المدينة من السيارات القديمة والآلات المكهنة والخردة.

 

·                وإلقاء سيارات الصرف الصحى للمدينة لحمولتها بالأرض الزراعية مخالفة بذلك أبسط القواعد الصحية وكل قوانين المحافظة على البيئة.

 ·                وتعليق لافتات فى وسط الأرض المزروعة مكتوب عليها " الأرض ملك جهاز المدينة" بالمخالفة للحقيقة ولقوانين الحيازة والملكية.. حيث يملك الفلاحون الأرض بموجب المستندات التى يحوزونها.

·                               وتكليف عدد من خفراء الجهاز بحراستها.

 

·                علاوة على مد سلك كهربائى ودفنه فى أتربة الأرض بالمخالفة لكل قواعد السلامة المهنية واستهتارا بأرواح وسلامة الفلاحين والمترددين والمتعاملين مع هذه المنطقة، وذلك لإضاءتها ليلا والتعجيل بعملية تغيير معالم الأرض.

 كما لجأ جهاز الأمن بالمدينة  لتلفيق تهم لملاك الأرض بالبلطجة وإعاقة عمل العاملين بالجهاز كما حدث فى الساعة الثالثة والنصف عصر اليوم الخميس أول مارس 2008 .. حيث انتهز فرصة قيام رمضان خالد هاشم ( أحد ورثة  وملاك الأرض) بالاعتراض على إلقاء الأتربة ( نواتج الحفر) فى الأرض الزراعية وتقدم ببلاغ  للشرطة يتهم فيه رمضان هاشم باستدعاء بلطجية ووقف تنفيذ أعمال الجهاز فى الارض .

وفى السابعة والنصف مساء انتهى تحقيق النيابة حيث حفظت شكوى جهاز المدينة فيما يتعلق بالتهم الموجهه لرمضان هاشم , وأمرت بتشكيل لجنة فنية من الزارعيين للتحقق مما قام به الجهاز من عدوان على أراضى الفلاحين التى أثبتها رمضان هاشم فى اقواله بتحقيقات النيابة .

 

كذلك قام الفلاحون بارسال فاكسات لعدد من المسئولين ( رئيس الجمهورية , رئيس الوزراء ، وزير الاسكان , المحامى العام بالاسكندرية ) يطالبون فيه باثبات قيام جهاز مدينة برج العرب بتغيير معالم الارض المعتدى عليها .. ومخاطر هذه الاجراءات على مستقبل وحياة الفلاحين ويطالبون بحمايتهم من هذا التعسف الذى يمارسه الجهاز والشرطة .

 ويذكر هشام العقارى أحد الفلاحين بالمنطقة أن هذا العدوان يكمل ما سبقه  على أراضى فلاحى برج العرب وأراضى قرى النهضة بالعامرية .. حيث نعرف جيدا ان هناك من يقفون خلف الستار لالتهام كوردون الاراضى المحيطة بمدينة الاسكندرية بعد أن استولوا على كل مناطق الساحل الشمالى .

ويؤكد أن فلاحى برج العرب الذين يزرعون هذه الارض منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 سيدافعون عنها مهما كانت التضحيات .

 الخميس اول مارس 2008  لجنة التضامن مع فلاحى الاصلاح الزراعى 

   رسم توضيحي لمنطقة الاعتداء على أراضي فلاحي برج العرب

بعد مستشفى الشاطبى ومقر جامعة الإسكندرية: محاولة سطو جديدة على أراضى فلاحى العامرية.

دفع الفلاحون للدولة ثمن الأرض

 

ثم صدرت أحكام قضائية بتسليمها لآخرين

 

فمن يقف خلف الستار ؟!

 

لعبة جديدة لكنها مكررة لتجريد صغار الفلاحين من أراضيهم  تشهدها هذه المرة قرية (طيبة 2 / النهضة) بمنطقة العامرية شمال غرب دلتا النيل المتاخمة لمدينة الإسكندرية، أبطالها سيدة تدعى زهيرة على بيومى وابناها على ومحمد حسن.. ويتحدث باسمهم نصر إبراهيم محمد المحامى بالإسكندرية.

 

ويظهر الثلاثة أمام الفلاحين مدعين ملكية أرض اشتراها الفلاحون من الدولة ودفعوا كامل ثمنها وحصل كثير منهم على عقود ملكيتها،لكن ما يظهر أمام الفلاحين يشير بوجود آخرين يقفون خلف الستار يدبرون فى الخفاء.

 

والغريب أنه فى نفس التوقيت يقوم جهاز مدينة برج العرب جنوب غرب الإسكندرية بشن تجريدة تلو أخرى على فلاحى البرج لطردهم من الأرض التى يزرعونها مما قبل الحملة الفرنسية على الإسكندرية عام 1798 فهل حدث هذا التزامن فى العامرية وبرج العرب  مصادفة؟!

 

الواضح أن هذه المنطقة قد جاء دورها للاستيلاء عليها من قبل عديد من المتلمظين  بعد أن فرغوا من احتلال الساحل الشمالى للبحر المتوسط.. لاستخدامها كظهير استثمارى لمواقع سكناهم على الساحل.

 

ولم لا .. ؟! إذا كانت مدينة الإسكندرية أقدم وأعرق مدن وموانى مصر والبحر المتوسط  وأشهرها قد دخلت كوردون مطامع الكثيرين من ذوى النفوذ ومتعددى الولاءات ومزدوجى الجنسية.. فقصة إخلاء مستشفى الشاطبى ومقر جامعة الإسكندرية- تمهيدا "للتكويش" عليهما سائرة على قدم وساق.

 

ولنبدأ القصة من أولها:

 

ثلاثة وثلاثون ألف فدان استصلحتها الدولة وأدارتها القوات المسلحة فى الستينات جنوب مدينة الإسكندرية، وفى عام 1970 قامت الهيئة العامة للمشروعات والتعمير بتأجيرها للفلاحين، وفى عام1975 صدر قرار وزير الزراعة رقم 59 ببيعها لمن يستأجرونها ..

 

هذا وقد أنابت الهيئة فى عملية البيع المراقبة العامة للتعاونيات بالوزارة التى حددت أسعار الأرض تبعا لموقعها وخصوبتها وقامت بتحصيل أقساط ثمنها التى تراوحت بين مائتى وثلاثمائة جنيه للفدان سنويا.

 

من جانب آخر قامت الجمعية الزراعية بالقرية ( طيبة2/ النهضة) بإمداد الفلاحين بمستلزمات الإنتاج (تقاوى ،أسمدة،مبيدات.. إلخ) كما تولى بنك التسليف الزراعى عملية إقراضهم.

 

واستمر هذا الوضع منذ عام 1970 حتى فوجئوا فى 3 أكتوبر 2006 بقوة من شرطة تنفيذ الأحكام القضائية بالإسكندرية بصحبة أحد المحامين ومُحضر تنفيذ من محكمة الإسكندرية يطالبونهم بتسليم الأرض لصدور حكم قضائى نهائى لصالح سيدة وابنيها ليسوا من المنطقة ولا يعرفونهم ولم يسمعوا أسماءهم من قبل.

 

قام الفلاحون ( منهم إسماعيل عبد العزيز زلط ، وعصام على محمد ، وإسماعيل حسن مرسى، وورثة عبد العزيز البوغى وآخرين ) باستشكال الحكم وتوجهوا لمركز شرطة العامرية للاستفسار فأفادهم بأن الحكم نهائى وصدر لصالح مدعى ملكية الأرض الثلاثة.

 

توجه مائة فلاح لمديرية أمن الإسكندرية فى حالة بالغة السخط .. وحسبما يذكر أحدهم (السيد أبو شعيشع ) قاموا بعرض تفاصيل الموضوع كاملة  فهدّأ مسئولو الشرطة من روعهم ونصحوهم باللجوء إلى القضاء.

 

وأمام الدائرة الثالثة لمحكمة الإسكندرية للأمور المستعجلة رفع الفلاحون فى أوائل عام 2007 دعواهم ( رقم2529  تنفيذ ) التى تطالب بعدم الاعتداد بالحكم المطلوب تنفيذه.

 

قصة الحكم القضائى الذى أطار النوم من عيون الفلاحين:

 

وقد اتضح من أوراق الحكم المذكور أن السيدة (زهيرة) وابنيها ادعوا أنهم يملكون هذه الأرض وأنهم قاموا بتأجيرها لشخص (وهمى) اسمه أحمد محمد السيد  بعقد إيجار ( صورى)، كما ادعوا أنه لم يسدد القيمة الإيجارية  للأرض التى تضمنها العقد ومن ثم طالبوا بفسخ عقد الإيجار وطرده من الأرض .

 

وقد استجابت المحكمة لطلباتهم وأصدرت الحكم المذكور .. ولأن القصة كلها مدبرة لم يستأنف المستأجر الوهمى الحكم بل ولم يستشكل وبذلك أصبح حكما نهائيا.

 

وتوجه محاميهم لقلم المحضرين ولمركز شرطة العامرية ليقوم بتنفيذ الحكم باستلام الأرض .

 

وأدرك الفلاحون حقيقة الأمر جيدا فتوجهوا إلى السجل العينى ( وهو الهيئة التى تحتفظ بسجلات أراضى المنطقة وأسماء ملاكها) واستفسروا عن المساحة المدونة تحت رقم 1064 وتأكدوا من أنها تابعة للمشروع ( 13/ إصلاح )  وهذا يعنى أن الموضوع ملفق من أساسه، فاستخرجوا شهادة (تأشير وقيود ) بتلك المعلومات وقدموها للمحكمة.

 

تم تداول الدعوى فى عدة جلسات كانت آخرها يوم 25 فبراير 2008 وقدم محامى الفلاحين مستندات تسديد كامل ثمن الأرض وصورة رسمية من أصل محضر تسليم الأرض للفلاحين عام 1970 بينما لم يقدم محامى الملاك الوهميين أية مستندات تثبت صحة ادعاءاتهم بملكية الأرض، هذا وقد تم حجز الدعوى للحكم بجلسة 31 مارس 2008.

 الخميس 28 فبراير 2008          لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى.

Bulldozers break into peasants' land in Borg el-Arab / north west Nile delta

                     PEASANT SOLIDARITY COMMITTEE –EGYPT.                                                         P.S.C                                                                                                                                                           

Bulldozers break into peasants' land in Borg el-Arab / north west Nile delta

  

For the second time in three months, the executive body of Borg el-Arab City used bulldozers and tractors to destroy peasants' crops of maize and wheat for the purpose of paving a new road.

 

Although residents of Borg el-Arab area were taken aback by the event, they resisted the force, which has to retreat after an hour of the beginning of the campaign. Yet a part of peasants' crops was destroyed.

Moreover, peasants formed plies of sand and camped in the cultivated land over the past four days to prevent bulldozers from moving forward.

 

It is worthy of mentioning that the Alexandria security forced launched a similar campaign three months ago under the pretext of establishing a new road, upon a decision by the former Housing Minister Mohammed Ibrahim Soliman stipulating that peasants' possession of the land should not be registered. A group of peasants were then detained.

 

Peasants, whose grandparents resisted the French Campaign of 1798, say that they have been cultivating this land for two centuries. They asserted that they had bought the land from the State. On 18 February 2008, they contributed in a meeting discussing their right to the land with government officials, but the executive body of Borg el-Arab seeks to create new facts on the ground via seizing the land. It should be indicated that a group of officials including some working in the city's executive body, stand behind such assault as they want to use the land for their own purposes. 

  Informed legal sources in Alexandria said that establishing a new road is a mere pretext to seize the land whose price is expected to witness a considerable rise in the near future. The sources say that the road could be established far away from peasants' land. It should be indicated that most of the peasants have receipts proving that they paid the land's price but they do not have contracts proving their possession of the land. This situation encourages the executive body of Borg el-Arab to attempt to create new facts on the ground before the peasants get possession contracts. 

24 February 2008

  Solidarity with Land Reform Farmers Committee   Web site :Tadamon.katib.orge.mail   ; egyptianpeasantsolidarity@gawab.com 

بولدوزرات جهاز مدينة برج العرب .. تجتاح أراضي الفلاحين

            بيان لجنة التضامن مع فلاحي الإصلاح الزراعى – مصر

 

 بولدوزرات جهاز مدينة برج العربتجتاح أراضي الفلاحين

 للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، واستمراراً لسياسة الإستيلاء على أراضي صغار الفلاحين وتجريدها من زراعها.. شن جهاز مدينة برج العرب صباح الخميس 21 فبراير الجاري تجريدة وحشية باللوادر والجرارات والبولدوزرات لشق طريق (شارع) بعرض خمسين مترا وبطول ثلاثة كيلو مترات في أراضي الفلاحين المزروعة قمحا وشعيرا.فوجئ أهالي منطقة برج العرب.. بهذا المشهد المروع.. وتصدوا لمقاومة التجريدة بالقوة وألزموها بوقف انتهاك الأرض المزروعة بعد ساعة من بدء التجريدة التي أتلفت حقول القمح والشعير بطول ستين مترا وعرض خمسين.وحتى لا تتمكن معدات جهاز المدينة من استئناف دهس المزروعات أقام الفلاحون مجموعة من أكوام الرمال أمام المعدات لمنعها من التقدم.. وظلوا معسكرين في الأرض ليل نهار طوال الأيام الأربعة المنصرمة.يذكر أن قوات أمن الاسكندرية كانت قد قامت بتجريدة سابقة منذ 3 أشهر لنفس الغرض المعلن (شق الطريق) استنادا إلى قرار لوزير الإسكان السابق إبراهيم سليمان يتعلق بعدم تقنين حيازة هذه الأراضى .. وقامت بالاعتداء على الفلاحين والقبض على عدد منهم.. لكن المقاومة أوقفت التجريدة مؤقتا إلى أن استؤنفت يوم الخميس الماضي.ويفيد الفلاحون: أنهم يزرعون هذه الأرض منذ أكثر من مائتي عام (وأن أجدادهم) شاركوا في مقاومة الحملة الفرنسية عام 1798 -إبان غزوها لمصر من مدينة الإسكندرية- من هذه المنطقة وتلك الأراضي. وأكدوا أنهم قد اشتروا هذه الأرض من الدولة بعد ذلك وشاركوا يوم االاثنين 18 فبراير 2008 في اجتماع مع الجهات الرسمية بمدينة القاهرة يتعلق بهذه الأراضي.. إلا أن جهاز مدينة برج العرب يسعى لإجهاض مسعاهم رغم إخطار رئاسة الجمهورية ووزارة الإسكان بالأمر، ويستهدف جهاز المدينة فرض أمر واقع جديد عليهم بالاستيلاء على هذه الأراضي من خلال شق بعض الطرق والشوارع فيها وحقيقة الأمر أن هناك مستفيدون من هذا العدوان على أراضيهم بعضهم من مسئولى جهاز المدينة. من ناحية أخرى تفيد بعض الدوائر القانونية المطلعة بمدينة الإسكندرية أن شق هذا الطريق أو الشارع ليس إلا مبررا شكليا يمثل مقدمة للإستيلاء على هذه الأرضي المتاخمة لمدينة برج العرب والتي سترتفع أثمانها في المستقبل القريب.. وأن في الإمكان إنشاء هذا الطريق أو الشارع (المذكور) بعيدا عن أراضي الفلاحين المزروعة.. لكن شق الطريق في هذا المكان يرتب بعد ذلك استيلاءات جديدة على ما يجاوره من أراضي خصوصا وأن الفلاحين يحوزونها حيازة هادئة مستقرة خالية من النزاع منذ أكثر من مائة عام علاوة على أن أغلبهم قد قام بشرائها من الدولة.. لكنهم رغم حصولهم على إيصالات سداد شرائها لم يحصلوا على عقد ملكية الأرض وهذا ما يدفع جهاز مدينة برج العرب إلى محاولة فرض أمر واقع جديد بشق هذا الطريق قبل أن يحصل الفلاحون على عقود ملكيتها.

.24 فبراير 2008  

موقع لجنة التضامن            مع فلاحى الإصلاح الزراعى – مصر

Tadamon.katib.org                                        

 

  e.mail   ; egyptianpeasantsolidarity@gawab.com

Dekernes court annulled the decisionto expel peasants of Mershaq village&Ashmoun court postponed the hearing of peasants samadon

1-On 27 January 2008, the court annulled the decision by the general prosecutor of Daqahliyya expelling eight peasants from Mershaq village from their land. The problem started when the heirs of Zeinab al-Atreby filed a lawsuit against ten peasants on the grounds that the peasants seized their land.

2-On 4 February 2008, Ashmoun court postponed to 25 February 2008, the hearing of the appeal filed by peasants of Samadon village against a ruling expelling those peasants from their land.  The problem started when a lawyer claimed that he bought 57 feddans from an heir of a landlord (who died in 1925) in Samadon village, Ashmoun district in Menoufiyya governorate. After he managed to get a ruling to take the land, he accompanied a police force in an attempt to expel the peasants on 15 December 2007. Yet thousands of peasants demonstrated in protest and managed to prevent putting the ruling into effect. It is worthy of indicating that the State had confiscated this land in accordance with the law of agrarian reform of 1952. The land was distributed among peasants who paid its price in the form of installments over 40 years. Yet the government did not give the peasants contracts proving that they bought the land, a situation that gave the heirs of the landlords an opportunity to try to get back the land.

  fourth. February 2008

The Solidarity with Land Reform Farmers Committee

                                 Basheer Sakr  

Featuring WPMU Bloglist Widget by YD WordPress Developer