محكمة دكرنس تلغى قرارا للمحامى العام بطرد فلاحى عزبة مرشاق من أراضيهم .. ومحكمة أشمون تؤجل استشكال فلاحى سمادون

1.     أصدرت محكمة الأمور المستعجلة بدكرنس حكمها فى الدعوى رقم  (870 / 7200 مستعجل دكرنس ) فى جلستها المنعقدة 27 / 01/ 2008  برئاسة المستشار سيد محمد  بإلغاء قرار المحامى العام لنيابات شمال محافظة الدقهلية رقم 2101 /2007  بالنسبة لثمانية فلاحين من عزبة مرشاق مركز دكرنس واعتبار القرار كأن لم يكن.وكان ورثة الإقطاعية زينب الإتربى قد ادعوا قيام عشرة فلاحين من العزبة باغتصاب أراضيهم وبناء عليه أصدر المحامى العام القرار المذكور الذى ألغته المحكمة، وقد تأسس الحكم على عدم صحة ما ادعاه ورثة الإتربى. 2.     من ناحية أخرى أصدرت اليوم 4 /2/ 2008  محكمة أشمون قرارا فى الاستشكال رقم ( 2871 / 2007 )المقدم من فلاحى سمادون  ضد تنفيذ الحكم ( 6183/2006 م.ك شبين الكوم )والذى يستهدف طردهم من الأرض.. بتأجيل نظره إلى جلسة 25 فبراير 2008  وكان أحد المحامين قد ادعى أنه اشترى فى مارس 2002  مساحة 57 فدانا من أحد ورثة إقطاعى ( توفى عام 1925) فى قرية سمادون مركز أشمون بمحافظة المنوفية وحصل على حكم قضائى باستلام الأرض  وتوجه مع الشرطة لطرد الفلاحين منها فى 15/ 12/ 2007 إلا أن الفلاحين احتجوا على ذلك بمظاهرة ضخمة ضمت عدة آلاف منهم مما أوقف عملية التنفيذ بالإضافة إلى تقديمهم الاستشكال المذكور. و كانت الدولة  قد صادرت هذه الأرض من مالكها بقانون الإصلاح الزراعى ( رقم 178 الصادر عام 1952) ووزعتها على فلاحى القرية بالتمليك وتسلمت منهم كامل ثمنها على مدى 40 عاما إلا أنها لم تعطى الفلاحين عقود ملكيتها مما أتاح الفرصة لقيام هذا المحامى وعدد من المسؤولين المتسترين خلفه بتدبيج عقد البيع المذكور والإدعاء بحقهم فى استلام الأرض .لذالك لجأ الفلاحون للحصول على شهادة من هيئة الإصلاح الزراعى – بحق الفلاحين فى الأرض وأنهم يزرعونها منذ 50 عاما ودفعوا ثمنها كاملا – وقدموها للمحكمة التى مازالت تنظر القضية.

4/2/2008                                   بشير صقر

 لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى  

our  committee  e.mail :egyptianpeasantsolidarity@gawab.com  

our committee web site:tadamon.katib.org 

بقرية سمادون .. وفى وضح النهار : محاولات السطو .. على أراضى فلاحى الإصلاح الزراعى فى مصر .. مستمرة.

تمهيد: 

عندما أعطى الرئيس المؤمن أنور السادات الضوء الأخضر لاستعادة أراضى الإصلاح الزراعى من الفلاحين.. تلمظت كل القطط "السمان" على الوليمة المرتقبة وسنت أسنانها.. وفى إثرها تجمعت أسراب أخرى من القطط وقفت على مسافة أبعد قليلا تنتظر نصيبها. كان القانون 69 لسنة 1974  المعروف بقانون رفع الحراسة هو باكورة هذا الضوء الذى فتح الأبواب واسعة – فيما بعد – أمام مختلف إجراءات الاستعادة . لكن أمورا أخرى منعتهم من التهام الوليمة فورا .. فقد كانت قوانين الإيجارات الزراعية آنذاك تحول دون طرد الفلاحين من الأراضى المستأجرة – ومنها أراضى الحراسة التى استأجرها فلاحو الإصلاح الزراعى من هيئة الإصلاح الزراعى- طالما كانوا يدفعون إيجارها بانتظام. وقد بدأ السادات مسار الردة فى المجال الزراعى بهذا النوع من الأراضى ( أراضى الحراسة ) التى ظلت ملكيتها للإقطاعيين وهم الذين وضعوا كثيرا من العراقيل أمام تنفيذ قانون الإصلاح الزراعى  مما اضطر الحكم الناصرى الوليد لإبعاد الكثيرين منهم عن الريف مع التحفظ على الأراضى التى لم يصادرها منهم قانون الإصلاح الزراعى وطبق عليها قانون الطوارئ الذى أبقى على حقهم فى ملكيتها.. بينما أعطى هيئة الإصلاح الزراعى حق إدارة هذه الأراضى وتأجيرها للفلاحين. وبرفع الحراسة عن هذا النوع من الأراضى اصبح مستأجروها من الفلاحين وجها لوجه أمام سادتهم الإقطاعيين مرة أخرىمنذ قيام ثورة يولو 52 لكن انتظامهم فى دفع إيجارها حال دون طرد الكثيرين منهم بعد رفع السادات يد هيئة الإصلاح الزراعى عن إدارة هذه الأرض. وبصدور قانون الإيجارات الجديد 96 لسنة 1992 فى عهد الرئيس مبارك زالت كل الحواجز وانزاحت كل العراقيل التى أرجأت استرداد الإقطاعيين القدامى وورثتهم لأرضى الحراسة، ومعها غادرت فئات أخرى من الفلاحين ( عشرات الألوف) الأراضي التى كانوا يستاجرونها من أصحابها بعيدا عن هيئة الإصلاح الزراعى.. ومن لم يغادرونها.. خضعوا لمضاعفة إيجارها وسلموا بمشيئة الملاك. واستأنفت القطط السمان سن أسنانها .. وكان من بينها – بخلاف الإقطاعيين وورثتهم – كثير من المتنفذين بهيئة الإصلاح الزراعى وموظفين كبار ومتوسطين ومحامون وسماسرة علاوة على أعداد أخرى من المسئولين فى كثير من أجهزة الدولة وعلية القوم. لم تقنع تلك القطط بما طالته وتطوله أيديهم من أراضى الدولة والأراضى المستصلحة وكوردونات المدن الجديدة فمدوا أنظارهم وأيديهم لأراضى الإصلاح الزراعى بنوعيها {( الاستيلاء والحراسة) أى التى تم نزع ملكيتها بقوانين الإصلاح الزراعى أو التى تم التحفظ عليها بقانون الطوارئ} وأراضى الأوقاف.. و يكتفوا بأدوار الوسطاء فى بيع وحدات القطاع العام الصناعى. وهكذا امتدت أيديهم لأراضى قرى معجون وتطون ومنيا الحيط بإطسا بالفيوم، وتمتد اليوم فى قرية سمادون مركز أشمون بالمنوفية مكررة نفس السيناريو مع اختلافات بسيطة فى التفاصيل. 

·        تبدأ الخطة بالبحث فى أضابير ووثائق هيئة الإصلاح الزراعى عن بعض ورثة الإقطاعيين السابقين.. وتدور المساومة بينهم على نصيب كل منهما فى الكعكة ( الوليمة) المرتقبة التى تم اختيارها بعناية من بين أراضى منتفعى الإصلاح الزراعى. ·        بعد الاتفاق يتم تدبيج ( تلفيق) عقد بيع ابتدائى لبعض هذه الأراضى من أحد الورثة أو أحد أقربائهم للمشترى ( أحد القطط السمان أو بديل عنه لكى يبقى هو بعيدا عن الصورة ) ، ويستند عقد البيع هذا إلى:1- تلكؤ هيئة الإصلاح الزراعى فى تسليم الفلاحين عقود ملكية الأرض التى دفعوا ثمنا كاملا  (سمادون- منوفية) .. 2-    أو إلى عدم تسجيل الفلاحين لعقود شرائهم للأرض من ملاكها  القدامى (معجون- الفيوم) .3-    أو إلى تواطؤ الدولة وإغماض عينيها عن الأراضى التى باعتها للفلاحين فى المناطق المتاخمة للوادى  ( برج العرب والعامرية – الإسكندرية). ·        وتتخفى تلك القطط ( الصيادة ) عادة وراء ساتر متمثل فى أحد المحامين أو ضباط الشرطة السابقين أو أحد البلطجية أو الخارجين على القانون بشرط أن تتوفر فى هذا الساتر بعض المواصفات الخاصةالتى منها: أن يكون من نفس المنطقة التى بها الأرض أو قريبا منها، ويملك القدرة على النفاذ إلى القرية أو مخالطة فلاحيها، علاوة على تمتعه بمعرفة أو خبرة قانونية وعملية تسهل له التعامل مع المحاكم والهيئات القانونية كالمساحة والشهر العقارى والسجل العينى ومصلحة الضرائب العقارية وأقسام ومراكز الشرطة أو على الأقل له صلات بها.. فضلا عن امتلاكه لمستوى من اللزوجة والصبر وانعدام الخجل قلما تجدها فى كثير ممن يحيطون به . ويتقدم المحامى الساتر بدعوى قضائية ضد وريث الإقطاعى تسمى دعوى تسليم بموجب العقد الابتدائى الملفق ليحصل عل حكم قضائى باستلام الأرض ، وبواسطة قلم المحضرين وقوات الشرطة تبدأ إجراءات طرد الفلاحين منها. بهذه الطريقة تدور العجلة فى أغلب عمليات  السطو التى تتم فى وضح النهار وعلى الملأ وبالحيل القانونية وبتواطؤ كثير من أجهزة الدولة الرسمية دونما حياء أو خجل.  

قصة فلاحى سمادون: 

·        فى هذه القرية التابعة لمركز أشمون بالمنوفية تدور نفس القصة مع اختلاف فى بعض التفاصيل:فقد تخير أحد القطط الصيادة أرض هذه القرية لكونها منطقة زاخرة بأراضى الإصلاح الزراعى  من ناحية ، ولأن ورثة مالك الأرض القديم ( منصور باشا يوسف) محتفظون ببعض مستندات ملكيتها قبل أن تباع لمالك آخر ( عبد الحافظ أحمد عمرو ) من ناحية أخرى ، ولكون ورثة الأخير مشتبكين فى نزاع قضائى مع هيئة الإصلاح الزراعى لأن مورثهم هو الذى خضع لقانون الإصلاح الزراعى من ناحية ثالثة ، ولأن إمكانية الحصول على بعض الوثائق  من مالكها الأول متاحة، فضلا عن إمكانية استغلال التشابك فى مستندات الأرض بين مالكها الأول والثانى وهيئة الإصلاح الزراعى من ناحية رابعة، والأهم من كل ذلك أن منتفعى الإصلاح الزراعى من الفلاحين الذين يزرعونها من نصف قرن لم يحصلوا على عقود ملكيتها رغم وفائهم بكامل ثمنها .. من ناحية خامسة. ·        لذلك لجأ القط الصياد لاختيار احد المحامين ( على فهمى شرف ) المقيمين فى قرية قريبة وله صلات ببعض الأهالى فى موقع الأرض لكى يمثل دور المشترى بدلا منه لسبعة وخمسين فدانا من أجود أراضى المنوفية.وعلى الفور قام المحامى الساتر بتدبيج عقد بيع ابتدائى لهذه المساحة فى 22 مارس 2002 من أحد أقارب ورثة مالك الأرض الأول كبائع ( علاء الدين الشورة)؛ كما قام برفع دعوى قضائية ضد الأخيروحصل بصفته مشتريا على حكم باستلام الأرض  من محكمة شبين الكوم ( 6183 / 2006 م. ك )وتوجه لمركز شرطة أشمون لتنفيذ الحكم. ·        ومع احتجاج الفلاحين تفجر الموقف فى عزبة الإصلاح بسمادون واتخذ أبعادا متعددة أفشت كثيرا من التفاصيل التى أريد لها أن تظل طى الكتمان حتى يتم الحصول على الحكم. 

·        وفى صباح 17 مايو 2007 توجه ثلاثمائة فلاح إلى مدينة شبين الكوم للإعتصام أمام ديوان المحافظة  ، واستمع السيد المحافظ لاثنين منهم لمعرفة أسباب غضبهم.. وعرف ان الأرض المذكورة قد وزعتها هيئة الإصلاح الزراعى على آبائهم وأجدادهم بعد مصادرتها بالقانون 178/52 من
مالكها عبد الحافظ أحمد عمرو وأنهم دفعوا كامل ثمنها على أربعين قسطا سنويا بينما الحكم الجارى تنفيذه لصالح المحامى صدر استنادا لعقد بيع ابتدائى من شخص آخر لا صلة له بهذه الأرض.
  ·        وعلى الفور أجرى المحافظ اتصالا بمديرية اإصلاح الزراعى بالمنوفية للتيقن مما ذكره الفلاحون وتأكد من صحته ومن أن الأرض قد وزعت تمليكا على الفلاحين فى منتصف الخمسينات وأنهم دفعوا كامل ثمنها. 

·        فض الفلاحون اعتصامهم وعادوا لقريتهم متصورين أن المسئولين قد تفهموا الحقيقة لكنهم فوجئوا يوم السبت 15 ديسمبر 2007 بمجموعة من سيارات الأمن المركزى تقتحم العزبة فى اتجاه المساحة المذكورة وأدركوا أن الشرطة قادمة للتنفيذ، وفى التو واللحظة تجمع أهل العزبة ( عدة آلاف ) وساروا فى مظاهرة ضخمة رفعت الفؤوس والمناجل والعصى وقطعت الطريق الواصل بين مدينة أشمون وقرية جريس وحرقت البوص النامى على جانبى الطريق وحاصرت مقر جمعية الإصلاح الزراعي بسماد ون وبلغ الغضب عنان السماء. 

 ·        وفى لحظات حضر مدير منطقة الإصلاح الزراعى بأشمون ووعد الفلاحين بمساعدتهم فى الحصول على عقود تملك الأرض وأشار إلى أن مديرية الإصلاح الزراعى بشبين الكوم قد تلقت فاكسا من رئاستها بالقاهرة فى 6 يونيو 2007 يفيد باستمرار اتخاذ إجراءات  تسجيل الأرض للفلاحين. ·        لم يفضّ الفلاحون تجمهرهم إلا بعد أن أكد لهم رئيس مباحث أشمون بأن تنفيذ الحكم لن يتم وطالبهم بضرورة العودة لمنازلهم.. وتعهد بأنه سيرسل تحرياته لرؤسائه بحقيقة الوضع وتحرياته عن المحامى الذى يلعب دور المشترى.  ·        عاد الفلاحون إلى منازلهم لكنهم ظلوا قلقين وعسكروا على رؤوس حقولهم ثلاثة عشر يوما متصلة تحسبا لأية مباغتات  لا يتوقعونها، كما تقدموا لقاضى التنفيذ باستشكال فى تنفيذ الحكم أرجئ لجلسة 4 فبراير 2007 . 

قصة الأرض:  

فى العام 1925 توفى منصور باشا يوسف تاركا أرضا زراعية فى عدة محافظات منها المنوفية قدرها ألفان وستة أفدنة وعدد من المنازل الفخمة فى الأسكندرية ومساحات كبيرة من الأراضى الفضاء المعدة للبناء .. وإلى جانبها  ترك ديونا تتجاوز المائة ألف جنيه لعدد من البنوك وشركات الرهن العقارى، وقد قسمت تركته بالعقد ( 1105 / 1927 محكمة الاسكندرية المختلطة ) على أبنائه وبناته السته بما فيها الديون. ·        وقد أدار ناظر العزبة عبد الحافظ عمرو هذه الأرض لسنوات طويلة تمكن خلالها من فك رهن أرض المنوفية وتسديد ديونها للبنوك وشركات الرهن اعتبارا من عام 1935 ( مكلفات أرقام    1741 / 2890 / 1954 ، 7996 / 1935) وبذلك حل ناظر العزبة مالكا لها بدلا من ورثة مالكها الأصلى منصور باشا يوسف. ·        وبنفس الطريقة تغير اسم العزبة التى تتوسط الأرض من عزبة (منصور يوسف ) إلى عزبة ( عمرو) حتى قامت ثورة يوليو 52 وصادرت حوالى 393 فدانا بقانون الإصلاح الزراعى 178/52 من مالكها عبد الحافظ عمرو ووزعتها على مائة وثلاثة وأربعين فلاحا وبذلك تغير اسم العزبة إلى عزبة ( الإصلاح الزراعى) بسمادون.  ·        قامت مديرية الإصلاح الزراعى بالمنوفية بتحديد نوعية المحاصيل التى يزرعها الم

محاولة جديدة لطرد فلاحى ميت شهالة: تعثر مباغت فى إجراءات طرد خمسة منتفعين فى آخر لحظة.

أخطر مركز شرطة الشهداء بمحافظة المنوفية هذا الأسبوع خمسة من فلاحى قرية ميت شهالة وهم :أحمد عبد النبى عبد الرحيم الفقى ، محمد محمد أبو الفتح عامر، ورثة عبد العزيز على صبّاح ، عبد النبى عبد العزيز الفقى ، إبراهيم عبد الحفيظ جاد الله  ..  بحصول أحد أهالى قرية شمياطس مركز الشهداء على حكم قضائى (2995 / 2006 م.ك  شبين الكوم ) بأحقيته فى استلام خمسة أفدنة يزرعونها منذ منتصف عقد الستينات من القرن الماضى ،ونبه عليهم بضرورة التواجد فى موقع الأرض صباح اليوم الأربعاء 16 يناير 2008  لتسليمها له. هرع الفلاحون للاستغاثة بكل من يمكنه مساعدتهم . وقد تبين للجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى التى علمت بالخبر من فلاحى القرية أن هذه الأرض كانت ضمن مساحات أخرى تخص محمد عبد الله الفقى أحد الإقطاعيين الصغار فى قرية كمشيش المتاخمة وقد حصل عليها أجداد الفلاحين الذين يزرعونها حاليا باستئجارها من هيئة الإصلاح الزراعى التى كانت تدير الأرض آنذاك و تحصّل إيجارها منهم سنويا . وبعد وفاة الإقطاعى تكالب على الإدعاء بأحقيتهم فى وراثته العديد من أفراد عائلة الفقى .. لكنهم لم يستطيعوا تقديم أى سند بملكية الأرض لذلك لجأ بعضهم لاستخدام الألاعيب والحيل للحصول عليها أو على ثمنها ، واستغل هؤلاء  تشابه الأسماء مع الإقطاعى المتوفى  وقاموا  ببيعها لآخرين وإعادة شرائها بعدد من العقود الإبتدائية التى لم يستطيعوا تسجيلها  لافتقادهم سند الملكية. ويرى بعض فلاحى ميت شهالة أن المشترى المذكورقد اشترى الترام .. بينما يرى بعض آخر أن شراء  الأرض  كان صوريا وبالإتفاق مع أفراد أسرة الفقى الذين ادعوا وراثتهم للإقطاعى دون وجود أى إعلام وراثة يثبت ادعاءاتهم. وحيث انتشر الخبر فى القرية تجمعت أعداد متزايدة من الفلاحين فى الأرض منذ الصباح الباكر استعدادا لقدوم مُحضر التنفيذ وقوات الشرطة .. وطال انتظارهم حتى تجاوزت الساعة الثانية عصرا.. وأخيرا عرفوا أن تعثرا إداريا قد حدث وأرجأ التنفيذ.يذكر الفلاحون أنهم موجودون فى الأرض بشكل دائم لأن محاولات طردهم من الأرض تكرر لكنها عادة ما تفشل.  وأكدوا أنهم حصلوا على عدة أحكام لصالحهم ( 116/2003 م.الشهداء ، 861/2004 م.مستأنف شبين الكوم ، 194/2005 م.الشهداء ،376/2006 م. مستأنف شبين الكوم ) ضد محاولات طردهم منها..علاوة على وجود دعوى ( 4548/2007 م.ك.  شبين الكوم ) منظورة أمام المحكمة بشأنها، علاوة على قيامهم باستشكال فى التنفيذ الأخير يتم نظره فى 13/2/2008 .جدير بالذكر أن كثيرا من الأراضى التى رفعت عنها الحراسة لايملك لها الإقطاعيون وورثتهم أية مستندات ملكية – لأنهم حصلوا عليها بطرق غير مشروعة –  مما دعا الكثيرين منهم لاستخدام البلطجة والخارجين على القانون والمطاريد لاغتصابها من الفلاحين الذين يزرعونها من عدة عقود كما حدث فى سراندو/ بحيرة وصُرَد / غربية .. وبفشلهم فى استردادها لجأوا لبيعها لآخرين عادة ما يكونون من ذوى النفوذ لاستخدام نفوذهم فى الحصول عليها وهو ما حدث مؤخرا فى سراندو حيث باع الإقطاعى صلاح نوار الأرض – التى كانت مسرحا لمعارك 4 مارس 2005 – باعها لعدد ممن  يشغلون مناصب قانونية حالية أو سابقة. هذا وقد أنهى  فلاحو ميت شهالة حديثهم للجنة بقولهم " يا آخد قوتى .. يا ناوى على موتى ." 16 يناير 2008                                             لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى 

محاضرة عن .. الفجوة القمحية فى مصر

محاضرة الدكتور عبد السلام جمعة بصالون ابن لقمان الثقافى بالمنصورة .

قام العالم المصرى د. عبد السلام جمعة الرئيس الأسبق لمركز البحوث الزراعية والذى شغل عدة مناصب علمية مرموقة فى مصر والخارج والملقب ب أبو القمح لاستنباطه الكثير من سلالات القمح عالية الإنتاج .. قام بإلقاء المحاضرة التاليةفى الصالون مساء الجمعة 28/12/2007 نعرضها بشكل موجز .. كما سنورد فى الأيام القليلة القادمةرأى اللجنة فيما دار فى المحاضرة فى مقال مستقل:

موجز المحاضرة:

الجزء الأول

الزراعة دعامة أساسية للبنيان الإقتصادي والاجتماعي المصري خصوصا في ارتباطها بعديد من الأنشطة التى يمارسها أكثر من نصف السكان.وتتعاظم أهميتها في الوقت الراهن بسبب الفجوة الغذاية التي لازالت تؤثر في الاقتصاد القومي خصوصا في محاصيل الحبوب الرئيسية (القمح والذرة الصفراء). وتمثل قضية تأمين الغذاء واحدة من أهم الأوليات الموجبة للإهتمام بغرض تضييقها وتحجيمها خصوصا وأن طموحات المجتمع أصبحت لاتقنع إلا بتحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح بإعتباره نمط الغذاء الشعبي السائد.ولن يتأتى لك إلا من خلال: ·        تحقيق أقصى انتاجية .·        وأكبر معدل تنمية لموارد الزراعة المتاحة حاليا أو المحتملة من الأرض والمياة.الوضع الراهن للزراعة المصرية تتلخص مشاكل الزراعة في ثلاثة محاور اساسية: أولا: ما يتعلق باستخدام الموارد الزراعية ويتمثل ذلك في: 1-     رقعة زراعية ضيقة لا تتوازن مع النمو السكاني المتزايد.2-     حيازات زراعية صغيرة تزداد تفتتا مما يزيد الفاقد منها ويعوق استخدام التكنولوجيا الزراعية بكفاءة  ويسر.3-     بعثرة محصولية لا تسمح بإنتاج الكفاف وليس لكفاية السوق.4-     زراعة تقليدية تعتمد فقط علي جهد الإنسان والحيوان ولا تسفيد بالقدر الكافي من التكنولوجيا العلمية وتشغل 75% من المساحة المحصولية.5-     شغل مساحة محاصيل العلف (البرسيم أساسا) لحوالي 30% من مساحة  الأرض الزراعية.6-     قصور الانتاجية الزراعية مقارنة بما تنتجه الأساليب العلمية والتكنولوجية.7-     الإسراف في مياة الري وسوء توزيعها وعدم احتساب الماء كعامل من عوامل التكلفة الإقتصادية في الإنتاج. 

ثانيا: مشاكل اقتصادية وزراعية مثل: 1-     غياب الرؤية الحقيقية لدور القرية في الإنتاج، وعلاقات انتاجية متخلفة لا تشعر المواطن بدوره  في التنمية ولا توفر المناخ الملائم للمشاركة فيها.2-     هجرة مستمرة للقوى العاملة المنت
جة والقادرة من الريف للمدينة أو لدول الخليج.
3-     ضعف الكفاية الإنتاجية للعامل الزراعي وضيق حيز العمل المزرعي مقارنا بحجم القوى العاملة في الزراعة.4-     ارتفاع في تكاليف الإنتاج لا يتناسب مع الناتج كما ونوعا.5-     أسعار غير مجزية للمحاصيل مما يفقد المنتج للحافز حيث يتدنى العائد منها مقارنا بالعائد في الأنشطة اقتصادية لأخرى.6-     عدم الأخذ بأسلوب التنمية الريفية الشاملة كحل حتمي للنهوض بالزراعة.7-     تدهور واضح في المرافق العامة بالريف (طرق، مياة شرب، صرف صحي، كهرباء). ثالثا: مشاكل مرتبطة باستراتيجيات التنمية وهي: 1.     قصور السياسة السعرية عن تحقيق عائد مجزي للزراع خاصة لمستأجري الأرض الزراعية.2.     قصور الكفاية التمويلية عن إقراض الزراع  بسعر فائدة مناسب تخلق شروطا مؤهلة للإنتاج والتسويق.3.     قصور نظام التسويق واستشراء المستغلين والوسطاء.4.     قصور الهيكل التشريعي الحاكم لقواعد التنمية عن مسايرة المتغيرات الهائلة اقتصاديا واجتماعيا في القطاع الزراعي.5.     احتياج تخطيط التنمية الزراعية والتركيب المحصولي بالذات لمراجعة من قبل المسئولين عن الزراعة وكبار الزراع.6.     عجز برامج التوسع الأفقي عن توفير فرص للعمالة الزراعية عن ملاحقة الزيادة السكانية.7.     العدوان الدائم على الرقعة الزراعية بالبناء والتجريف وقصور الإجراءات المانعة لهما.8.     العجز الدائم لسياسات التصنيع عن المساهمة الجادة في تطوير وتحديث الزراعة وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي بالقدر والتكلفة المناسبة. وهذا يعني أن تطوير الزراعة المصرية لا يتعلق بعامل واحد كالتركيب المحصولي بل بعوامل اقتصادية واجتماعية ومؤسسية متفاعلة ويصبح أي حل جزئي قاصرا عن مواجهة تحدياتها والمتغيرات المحيطة بها ولا يحقق الأمن الاجتماعي للمجتمع كافة وللفلاحين بشكل خاص. ونوجز ما سبق في أن الثورة الزراعية المطلوبة تكمن في: تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستثمار بالاستغلال الأمثل للموارد الزراعية والطبيعية بأحدث الطرق والأساليب الاقتصادية كما وكيفا، نسبيا وعلى وجه الإطلاق، سلعيا ونقديا، داخليا وخارجيا وبشكل مكثف أي للكيف قبل الكم.  وبتعبيرات أخرى: إنتاج أكبر محصول من أقل مساحة، والحصول على أعلى عائد من وحدة المياة، وأكبر إنتاج حيواني بأقل كمية أغلاف، أى أكبر عائد ممكان بأقل تكلفة ولن يتأتى ذلك إلا بتطبيق المبادئ الساسية الثلاثة:

·        الاستغلال الأعظم  maximum.·        الاستغلال الأنسب optimum.·        الاستغلال المتعدد multiple use.

 وهي تجيبنا عن الأسئلة الثلاثة المقابلة:   · ماذا نزرع؟·  كيف نزرع؟· أين نزرع؟

 والإجابة المفصلة عن الأسئلة الثلاثة تتضح مما يلي:س: ماذا نزرع؟جـ: في نهاية السبعينات كان السائد هو تعظيم الإنتاج الزراعي من خلال التوسع في زراعة محاصيل غالية الثمن لتصديرها واستيراد ما يحتاجه المجتمع  للإستهلاك من عائد تصديرها، لكن مع بداية العولمة ووضع شروط معجزة أمام  التصدير استدعى ذلك إتباع سياسة تنويع الإنتاج مما أدى إلى أن أصبح الزارع حرا يزرع ما يشاء.. مما أفضى إلى ظهور سلبيات شتى منها التوسع في زراعة محاصيل هامشية مثل "لب البطيخ" في مساحات كبيرة (150 ألف فدان) بينما لم تزرع الذرة الصفراء في أية مساحة.. وهى التي  كنا نستورد منها ( 6 – 5 مليون طن ) لتأمين صناعة الدواجن.لذلك يلزم أن يكون التركيب المحصولي (كيف نزرع؟) موازنا بين الموارد الأرضية والموارد المائية والمحافظة على البيئة بما يؤدي إلى زيادة معدل الإعتماد على الذات إلى حد الاكتفاء الذاتي خاصة من القمح.. وفي نفس الوقت يؤمن تصدير بعض المنتجات كالنباتات الطبية والخضروات والفاكهة التي لمصر فيها ميزة نسبية. التنمية الزراعية في مصر مرت بعدة مراحل واعتبارا من الخمسينات حكمها التطبيق الاشتراكي والتخطيط المركزي حيث تدخلت الدولة وحدث تطور واضح في نمط الإنتاج الزراعي مقارنا بما قبله، ومنذ السبعينات واجهت نظما عالمية تقوم على التكتلات الإقتصادية كالسوق الأوروبية الموحدة، والسوق المشتركة لدول أمريكا الشمالية حيث سادت العولمة المرتكزة على الحدود الدولية المفتوحة ومبادئ الحرية الاقتصادية وخضعت المنتجات الزراعية لآليات السوق ونظرية العرض والطلب والمنافسة الحرة.وقد أدت هذه المتغيرات على الصعيد الداخلي والعالمي إلى توجيه نمط وأساليب الإنتاج الزراعي إلى مسار جديد مما جعل الدولة تعد له تخطيطا جديدا وإلا واجهت صعوبات واختناقات تحصرها في واد ضيق لذا استندت التنمية الزرعية منذ ذلك الحين إلى ثلاثة محاور اساسية: 

1-     تطوير التركيب المحصولي بما يحقق أقصى حد من الإكتفاء الذاتي من القمح والمحاصيل التصديرية والتصنيعية.2-     رفع كفاءة الموراد الزراعية (الأرض، المياة) بالتوسع الرأسي.3-     التوسع الأفقي باستصلاح الأراضي البور والصحراوية إلى 3.4 مليون فدان حتى عام 2017. المحور الأول: تطوير التركيب المحصولي:          الذي يرتبط بمسألة التخطيط الإقليمي والقومي وقضية التخطيط التأشيري التي دخلت الزراعة المصرية من أوسع الأبواب.         والمشكلة الرئيسية هى ضيق المساحة الزرعية للوفاء بنوعين من الزراعة ( الغذائية لسد الإحتياجات السكانية ) ( والتصديرية والتصنيعية).         علما بوجود خلل جوهري في حساب الحد الأقصى لإنتاج وحدة من الأرض ألا وهو إغفال حساب عنصر مياه الري في تقييم جدوى عملية الحساب.. حيث أنه في حالة عدم إغفاله ستتغير حدود الميزة النسبية لكثير من المحاصيل التي نزرعها.         بالإضافة إلى ضرورة الوضع في الحسبان مخاطر التسويق الخارجي وظروف العرض والطلب وتذبذب الأسعار العالمية لا سيما أن كثيرا من تكلفة إنتاج عدد من المحاصيل الزراعية أعلى من أسعارها العالمية أي الأسعار التي نستوردها بها كالقمح والذرة والسكر واللحوم والزيوت النباتية.         وهذه الأسباب عموما وعلى وجه الخصوص تذبذب الأسعار العالمية مستلزمات الإنتاج الزراعي  تحول دون وضع تركيب محصولي أمثل وثابت.. وتحول دون التنبؤ بهذا التذبذب.. كما هو الحال في القطن.يضاف إليها أن كون  الكثير من المحاصيل الزراعية متعددة الغرض يعقد حسابات التخطيط في اختيار التركيب المحصولي.. كما أن الأمن الغذائي يُعد واحدا من أهم المبادئ التي تتدخل في ذلك الاختيار. هذا ويعرّف الأمن الغذائي:  بأنه قيام القطاع الزراعي بتوفير التوازن والتكافؤ في ميزان الصادرات الزراعية والواردات الزراعية.. بحيث تغطي قيمة الصادرات الخام والمصنعة قيمة المستورد من الغذاء لأقصى حد ممكن كما كان الحال حتى أوائل السبعينات ..  وبذلك تخرج الزراعة من وصاية وتمويل البترول والسياحة وقناة السويس لتغطية عجزها.

وبهذا تكتمل صورة إعادة تخطيط التركيب المحصولي بالمحاور الأربعة الآتية:  

     

       1- التكثيف.      2- التسويق.         3- التصدير.         4- التصنيع. التي يمكن ترجمتها إلى أن التكثيف هو بلوغ الحد الأقصى التوسع الرأسي، والتوجه لتسويق المحاصيل النقدية التجارية بدلا من محاصيل سد الاحتياجات الغذائية المحلية، وتوجيه هذه المحاصيل للسوق العالمي لتصريفها بأسعار مجزية، وتحويل الخامات الزراعية لمنتجات مصنعة عالية القيمة وتوسيع فرص العمل والحد من تصديرها خاما. وهذا يتطلب: أ- محاصيل للإستهلاك المحلي:بالتوسع في زراعة محاصيل الغذاء خصوصا ما يحتاجها الإستهلاك المحلي وتمثل عجزا في إنتاجها بحيث:·        يزيد المنزرع قمحا مليون فدان لتصل مساحته إلى 4 مليون فدان.. تمكن من سد  80 % من الإحتياجات المحلية التي تتزايد (لأن الزيادة السكانية 1.2 مليون نسمة سنويا تتطلب زيادة سنوية 70 الف فدان).·        وزيادة مساحة الذرة الصفراء: (لعلف الماشية والدواجن) تدريجيا في حدود نصف مليون فدان ثم إلى مليون فدان لتصل جملة المنزرع منها إلى 3 مليون فدان، بالإضافة إلى مليون فدان ذرة بيضاء.·        وزيادة مساحة الحبوب الزيتية في الأرض القديمة والجديدة (بزراعة محصول الشلجم= الكانولا ) كمحصول شتوي والبدء في زراعة عباد الشمس وفول الصويا.. لزيادة نسبة الزيت فيهما علاوة على ملاءمة الأخيرين كمحاصيل صيفية وإمكانية زراعتهما مُحمليْن على محاصيل أخرى كالذرة.. خصوصا وأنها ثنائية الغرض (زيت- كسب) والمستهدف منهما نصف مليون فدان.·        زيادة مساحة بنجر السكر خصوصا لانخفاض احتياجاته من ماء الري مقارنا بقصب السكر الذي تتجة السياسة الزراعية لتجميد المساحة المزروعة منه علاوة على أنه شتوي يمكن نشره في الأراضي الجديدة في حدود 300 ألف فدان تغطي ¾ العجزفي استهلاك السكر الحالي.

·        زيادة المنزرع من العدس والفول بمائة ألف فدان بصفة مستديمة خصوصا والعجز في العدس حوالي 80 % من الإستهلاك.

 

ب- محاصيل تصنيعية وتصديرية:

 هامة للصناعة والتجارة وتزيد القيمة المضافة وتستوعب العمالة الزراعية في مراحل زراعتها وإعدادها وتصنيعها مثل:·        إعادة زراعة محصول القطن بمليون فدان.. ورفع كفاءته الإنتاجية كما ونوعا على حساب المساحة المنزرعة أرزا في المحافظات الشمالية.·        التوسع في زراعة المحاصيل الطبية العطرية ومحاصيل الزهور والخضر والفاكهة بغرض التصدير حيث إنتاج الفدان منها يتجاوز في قيمته التصديرة عشرة أفدنة من المحاصيل الحقلية. المحور الثاني: التوسع الرأسي: برفع الكفاءة الإنتاجية لعوامل الإنتاج ويتمثل ذلك بضرورة التحول التكنولوجي في مجال الزراعة ورفع كفاءة الزراع في استخدامه بما يعود عليهم وعلى الإنتاج الزراعي بمزايا عديدة وينعكس على مجالات النشاط الاقتصادي الأخرى. المحور الثالث: التوسع الأفقي (استصلاح الأراضي): لزيادة المساحة المنزرعة بحوالي 3.4 مليون فدان حتى عام 2017 بشرط أن يتحقق ذلك بالدقة والشمول والإتقان والحرص في محيط من الأمانة والمراجعة والتقييم وذلك بغرض:1-     خلق قاعدة إنتاجية جديدة لمزيد من إنتاج الغذاء.2-     إيجاد فرص عمل جديدة بالذات في الريف.3-     تخفيف الضغط السكاني عن المناطق المأهولة بالسكان.4-     تجنب تفتت الأراضي القديمة بنقل عدد من صغار الحائزين للأراضي الجديدة وتجميع المساحات المتناثرة في وحدات إقتصادية تكفل مستوى مناسبا من الإنتاج والدخل.5-     إعداد الأراضي الجديدة لتصير مصدرا للإنتاج الضخم من الصادرات الزراعية وتستخدم التكنولوجيا الزراعية المتقدمة لإنتاج التقاوي والسلالات الجديدة. الحالة الراهنة لإنتاج الحبوب الرئيسية وهي القمح والأرز والذرة البيضاء والصفراء والرفيعة والشعير وتعتبر ذات أهمية كبيرة في نمط الغذاء السائد وهي تكمل بعضها في سد الفجوة الغذائية.والمنتج منها هو: 

               الإنتاج            المستهلك          السنة               العجز 

               8.0 م طن     
14.م طن        1981             6.5 م طن

                16.0            24.0            1995             8.0

                  

              18.0            28.0            2003            10.0

ويستورد 5 م طن  ذرة صفراء،  6 م طن قمح بينما يفيض من إنتاج الأرز مليون طن.الحالة الراهنة والستقبلية لإنتاج القمح: وتعتمد الوزراة في خطتها لتحقيق الإكتفاء الذاتى منه على المحاور الآتية:التنمية الرأسية – التنمية الأفقية – ترشيد الاستهلاك والحد من الفقد – السياسة السعرية لما يتم إنتاجه. 

                    نهاية الجزء الأول

Statement by the Solidarity with Land Reform Farmers Committee – Egypt.

Bohout's peasants referred to the court for confronting  authorities.

 Similar to the situation in Sarando, Damanhour, although in a comic manner this time, ten peasants from Bohout village, Nabarouh district, Daqahliyya governorate, have been referred to the court for resisting authority. This measure was taken after the heirs of Wafaaa Abdel Maguid Badrawi, supported by security forces, attempted to evacuate a group of peasants from their land in Bohout two months ago.·        It is worthy of mentioning here that the land in concern had been expropriated by the law of agrarian reform (military decree no. 140, 1961) from the deceased Abdel Maguid al-Badrawi, the father of the deceased Wafaa. The land had been distributed among peasants who continued to cultivate it since then. The general prosecutor of Mansoura decided that ten peasants be evacuated from the land. The peasants are:*Abdel Tawab Shehab, 86 years old                    * Eid al-Maghazi,45 *Ahmend Mahmound Sharif,  72   *Mohammed Mahmoud al-Tantawi  *Salah Mohammed Qaraqeesh,54  *Al-Moghazi Salem,                  65 *Mohammed Nabieh Badawi,  36  *Gamil Sal. Moghazi  (government employee inwaterdepartment).*Wahid Tawfeeq,                      50    *Samir Mohammed                  54 ·        It should be indicated that two of the peasants suffer from paralysis and a third suffers from cancer. Among the defendants is a government employee who has nothing to do with land or agriculture.·        . Talkha Court decided that the hearing session of the case no. 5531 will be on 18 January 2008. The defendants appealed to Mansoura Prosecution and the case will be heard by the court on 24 January 2008.   ·        It is clear that heirs and relatives of former landlords are powerful enough to influence concerned authorities. This was obvious in the case of Mershaq village in Dekernes, when the general prosecutor of Mansoura decided in 2007 that heirs of Zainab el-Etreby, who belong at the same time to al-Badrawi family, to get back the land confiscated by the law of agrarian reform and sold to peasants who paid the price in the form of installments. But the General Authority of Agrarian Reform refrained from offering the peasants the documents showing their possession of the land. What seems so strange is that some of those to whom the general prosecutor's decision came in favour have nothing to do with cultivation, and some of them passed away 10 years ago, while others are public figures. The decision was based upon police and prosecution investigations which included a deceased man among those targeted by the compliant, a situation that induced the villagers to file a lawsuit against the decision.·         In 24 th_ December 2007, heirs of former landlord Aziz al-Fiqi slammed the manager of legal affairs in the Interior Ministry in Sout al-Umma newspapers for he refrained from evacuating villages of Meet Shahala from their land upon a forged ruling, and asked the General Authority of Agrarian Reform to offer the papers in relation to the case.   ·        On 31 December 2007, the court of Ashmoun heard the appeal by peasants of al-Islah village in Samadoun against a court ruling evacuating peasants from 393 feddans they had bought from the General Authority of Agrarian Reform. The court postponed the hearing to 4 February 2008. ·        Shahenda Maqlad, a Tadamon member has been referred to the court upon a lawsuit filed against her by heirs of al-Fiqi family under the pretext that she tarnished their reputation in a book she wrote in 2006 on the struggle of the peasants of Kamshish village. The case will be heard by the Abbasiya court of appeal on 8 March 2008. Tadamon committee                                     31 December 2007     our  committee  e.mail :egyptianpeasantsolidarity@gawab.com  our committee web site:tadamon.katib.org     

نص التعقيب على مقال : " نضالات الفلاحين الدائمة التجدد ..عودة إلى النظام البائد فى الأرياف المصرية" المنشور بجريدة اللوموند

صحيفة اللوموند  ديبلوماتيك               باريس

 السيد الأستاذ                             رئيس التحرير  

                                 بعد التحيــــــــــــــــــــة 

مرفق نص التعقيب الذى اتفقنا عليه وهو حوالى 2100 كلمة.

                                                                                        بشير صقر 

                          

 ،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 نص التعقيب :

       توضيحا وتصحيحا لبعض ما تم نشره فى صحيفة اللوموند ( العدد 22 ، صً20- 24 ) فى شهر أكتوبر 2007 تحت عنوان" نضالات الفلاحين الدائمة التجدد ..عودة  إلى النظام البائد فى الأرياف المصرية" بتوقيعى وتوقيع الزميل بهانجوف تارسير، أود التأكيد على شكرى للصحيفة ولكل من ساهم فى إعداد المقال بلغاته المتعددة للنشر برغم ماشابه من اختلافات مع النص الأصلى الذى طلبته الصحيفة. 

كانت الاختلافات مع النص الأصلى المكتوب بالعربية تتعلق :  

* ببعض التعبيرات السياسية وعدد من المعلومات التى تضمنها النص المنشور .

* وبتميع (اختفاء ) الحدود بين نوعين من الأراضى التى انتزعها من الإقطاعيين نظام الحكم الجديد فى مصر بقانون الإصلاح الزراعى وقانون الطوارئ ( أراضى الاستيلاء، وأراضى الحراسة) وهى معلومة ضرورية وشارطة لفهم كل ما ينبنى عليها بعد ذلك من تقديرات.

* وبالصياغة التى تسببت فى إفقاد النص تدفقه وانسيابه وتماسكه وأحيانا تسلسله الزمنى. ولذلك سيتناول التعقيب التالى كل هذه الأمور فى سياقها. 

·       بداية .. أؤكد أن ريف مصر قبل ثورة الجيش التى قامت فى عام 1952 كانت تسوده تشكيلة إقتصادية إجتماعية تمزج بين النظامين الإقطاعى والرأسمالى فى نسيج واحد ، حيث كانت مساحات شاسعة من الأراضى (الوسايا) مملوكة لأعداد محدودة من الملاك العقاريين (الإقطاعيين) – ومنهم الملك – الذين يستغلونها بتسخير الفلاحين للعمل فيها نظير منحهم قطعا محدودة من الأرض يزرعونها – بحق الانتفاع فقط وليس التملك – ولا يكفى إنتاجها لمعيشة الفلاحين البائسة .. فى نفس الوقت الذى تتجاور معها أراض أخرى أقل منها كثيرا فى المساحة يملكها فلاحون صغار ومتوسطون وتتضح فيها معالم علاقات الإنتاج الرأسمالية بشكل أكبر مما هو الحال فى أراضى الملاك العقاريين الكبار (الإقطاعيين). 

·       وكانت الأرض جميعها تباع وتُشترى وترهن وتمنح بل وتغتصب كأى سلعة أخرى فى مجتمع رأسمالى، وكانت السيطرة السياسية كذلك  لخليط من ملاك الأراضى والشركات الرأسمالية، وكان الوضع السياسى فى المجتمع يميل تارة لصالح ملاك الأرض إبان فترات المد الرجعى .. وتـارة أخرى لصالح الرأسماليين فى فترات النهوض الشعبى .  

 ·       وكانت ثورة الجيش عام  1952 تستهدف تنحية الملاك العقاريين وعلى رأسهم ملك مصر عن السلطة السياسية  فى محاولة للتخلص من بقايا العلاقات الإقطاعية الموجودة فى الريف ، وفى هذا السياق صدر قانون الإصلاح الزراعى (178 ) فى سبتمبر 1952 مستهدفا القضاء على سلطة كبار الملاك وعلى النظام الملكى الخاضع للإحتلال البريطانى ، والتخلص من الأسس الاقتصادية لهم ومحاولا خلخلة نفوذهم الإدارى والاجتماعى المتغلغل فى أجهزة الدولة والمجتمع . 

 ·       شاب قانون الإصلاح الزراعى الأول كثيرا من العيوب منها سماحه للملاك العقاريين بالتصرف فيما زاد عن الحد الأقص للملكية الذى حدده القانون (200 فدان للفرد ،300 فدان للأسرة) فى بحر 5-7 سنوات ،وحقهم فى الحصول على تعويضات ذات فوائد مصرفية ،علاوة على تسرب أخبار القانون قبل صدوره من داخل مجلس قيادة الثورة مما أتاح لكثير من الإقطاعيين تهريب مساحات كبيرة من أراضيهم ، وتهرب كثير منهم من تطبيق القانون حتى صدور قانون الإصلاح الزراعى الثانى عام 1961 ، فضلا عما شاب تطبيق القانون من تواطؤ  الأجهزة الإدارية مع الإقطاعيين .. بل وتواطؤ أجنحة داخل مجلس قيادة الثورة. 

·       وقد أدت هذه الأمور كلها إلى كثير من المشاكل للنظام الجديد مما دفعه لاتخاذ إجراءات جديدة لوقف نشاط كبار الملاك العقاريين الذين صودرت أراضيهم بينما أغلب ثرواتهم لم تمس وقد تمثلت هذه الإجراءات فى التالى: 

 1-   انتزاع أجزاء أخرى من أراضيهم والتحفظ عليها بقانون الطوارئ و تأجيرها لفقراء الفلاحين وتحصيل إيجارها وإعادته للملاك العقاريين حيث ظلت هذه المساحات ملكا لهم لكن إدارتها تقوم بها الدولة ممثلة فى الهيئة العامة للإصلاح الزراعى.

 2   عزل عدد منهم عن المناصب الإدارية فى الريف وإبعادهم خارجه تماما. 

 3-   تطبيق العزل السياسى على العديد منهم. وبذلك أصبح الفلاحون  المنتفعون بأراضى الإصلاح الزراعى نوعين: 

الأول: هم المستفيدون بالأراضى المصادرة بقانون الإصلاح الزراعى 178 /1952 وهؤلاء يتملكون الأرض بعد أن يدفعوا ثمنها على 40 قسط سنوى يحصلون بعدها على وثائق الملكية ، وتعرف هذه الأراضى بأراضى الإستيلاء. 

والثانى: هم الفلاحون المستأجرون للأرض المنتزعة من الملاك العقاريين بقانون الطوارئ رغم بقائها ملكا لهم من الناحية القانونية وتقوم الدولة بإدارتها وتأجيرها للفلاحين الذين يظلون منتفعين بها طالما يدفعون إيجارها للدولة فى مواعيده و تسلمه بدورها للملاك العقاريين ،وتعرف هذه الأراضى بأراضى الحراسة.. أى التى وضعت تحت الحراسة بقانون الطوارئ.

 ·       هذا ولأن أراضى أسرة الفقى الإقطاعية بكمشيش بمحافظة المنوفية بوسط الدلتا قد تمت مصادرتها جميعا بسبب تهرب الأسرة من تطبيق قانون الإصلاح الزراعى طيلة المدة من 1952 وحتى 1961 فقد اشتعلت المعارك المسلحة بين الفلاحين والإقطاع سقط فيها القتلى والشهداء وعشرات الجرحى  علاوة على إلقاء عشرات المقبوض عليهم من الفلاحين فى السجون حيث قام أنور السادات عضو مجلس قيادة ثورة الجيش الذى كان متواطئا مع الأسرة الإقطاعية باعتقال العديد من فلاحى القرية إبان ذلك الصراع المسلح مع الإقطاع .

 ·       وقد أسهم صلاح حسين (الطالب الجامعى آنذاك) مع عدد من زملائه الطلاب والفلاحين فى تصعيد المقاومة وكشف تهرب الأسرة الإقطاعية من قانون الإصلاح الزراعى بتثقيفهم للفلاحين وقيادتهم فى كل المعارك المسلحة التى نشبت مع الإقطاع فتمكنوا من السيطرة على الجمعية التعاونية الزراعية فى القرية والتف حولهم كل الفلاحين وتم عزل الإقطاعى عن منصب العمودية ( الإدارة المحلية) ، بل وإبعاد رءوس الأسرة الإقطاعية عن المحافظة وعزلهم سياسيا. 

·       لكن ما حدث فى كمشيش كان استثناء لما حدث فى مصر كلها ، حيث أن ثورة الجيش هى التى صادرت أراضى الملاك العقاريين  (الإقطاعيين) .. بينما الفلاحون فى موقع المتفرجين سواء بالنسبة لإجراءات مصادرة الأراضى أو إجراءات التحفظ عليها. 

 ·       وما حدث بالنسبة للإصلاح الزراعى  الذى طبقه النظام الجديد فى الريف  حدث فى الإجراءات الثورية عام 1961 فى المدن بالنسبة لتمصير الممتلكات الأجنبية أو تأميم الشركات الصناعية الكبرى للقطاع الخاص التى صارت نواة القطاع العام بعد ذلك وقد سماها النظام الجديد بالإجراءات الاشتراكية .. حيث تم كل ذلك بواسطة الدولة بعيدا عن مشاركة الجماهير.

 ·       وبسبب عدم مشاركة الجماهير فى تقويض الأسس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لكبار ملاك الأرض العقاريين وبسبب وقوفها موقف المتفرج من إجراءات 1961 الثورية .. كان من السهولة بمكان الإٌرتداد عنها وإعادة الأرض لملاكها الكبار السابقين  ، وكذلك بيع القطاع العام فيما بعد للقطاع الخاص بعشر ثمنه. 

 ·       فبعد وفاة عبد الناصر قام أنور السادات بإصدار قانون رقم 69 عام 1974 الذى يرفع الحراسة عن الأراضى والممتلكات  التى تحفظت عليها الدولة فى الحقبة الناصرية بقانون الطوارئ .. وهو الذى شكل الخطوة الأولى فى إعادة النوع الثانى من الأراضى (أراضى الحراسة) لملاكها الأصليين أو لورثتهم .

·       أما الخطوة الثانية فكانت فى عهد مبارك حيث كان القانون فى عصر السادات لا يسمح بطرد المستأجرين من الأراضى المستأجرة طالما يقومون بدفع الإيجار فى مواعيده.. لذلك صدر القانون رقم 96 عام 1992 الذى ألغى – اعتبارا من 1997- كل عقود الإيجار غير محددة المدة واستبدلها بعقود إيجار محددة المدة ..وبذلك طرد مئات الآلاف من المستأجرين من الأراضى المستأجرة خصوصا أراضى الحراسة التى سبق للدولة أن تحفظت عليها بقانون الطوارئ فى عهد عبد الناصر والتى رفع السادات عنها الحراسة عام 1974، ليس هذا وفقط بل وصل الأمر إلى حد طرد الفلاحين الذين يزرعون الأرض التى صادرها قانون الإصلاح الزراعى ووزعها تمليكا عليهم ويدفعون (أو دفعوا) ثمنها للدولة على مدى 40 سنة بل وحصل ملاكها الكبار من الإقطاعيين على التعويض المقرر بعد مصادرتها. 

·       ونعود لقرية كمشيش لنشير أن أهم شخصيتين فى الأسرة الإقطاعية لم ترثا معا من والدهما عام 1947 أكثر من 52 هكتارا (116فدان) بينما وصلت أملاكهما فى عام  1952 حوالى 600 هكتارا (1445فدان) بما يعنى أن اغتصاب أراضى الفلاحين وتسخير فقرائهم للعمل فى أراضى الإقطاعيين دون مقابل تقريبا  كانتا هما الوسيلتين المستخدمتين فى تضخيم ملكية الأسرة. 

 ·       لذلك اهتم صلاح حسين وزملاؤه بتثقيف الفلاحين وتوعيتهم بالأسس التى يقوم عليها النظام الإقطاعى فى كثير من بلدان العالم ، وكيف أنه لا يعمل على تنمية المجتمع الريفى الذى يسيطر عليه ويثرى منه بل يبدد ناتج جهد الفلاحين فى الأمور الترفية والمظهرية ويكتنز الأموال ويُبقى على تخلف الإنتاج وفى سبيل ذلك يرتبط بكل القوى الرجعية فى داخل المجتمع وخارجه .. ولذلك تتراكم أسباب الثورة عليه من الفلاحين المسخرين فى أرضه ومن كل القوى المتطلعة للتقدم والتنمية والمساواة والحرية، كما اهتم صلاح حسين فى تثقيفهم بتوضيح أن ملكية الأرض وتسخير الفلاحين هما اللذان يبنيان قوة الإقطاع الاقتصادية ونفوذه ومن ثم لابد للفلاحين أيضا من قوة اقتصادية ونفوذ مضادين للإنتصار عليه وإطلاق طاقات الجماهير فى إنهاض المجتمع وتمتعه بثمار عمله وبالعدل والحرية.لكل ذلك تمكن من لمّ شمل فلاحى القرية وتوحيد كلمتهم حتى أزاح الأسرة الإقطاعية من القرية. وهداه تفكيره لتثقيف الفلاحين بفكرة المزارع الواسعة التى يتعاون الفلاحون فى تجميعها من حيازاتهم الصغيرة وزراعتها معا واقتسام محصولها بنسبة ما يمتلكه كل فلاح فيها ليتمكن الفلاحون من خلق قوة اقتصادية خاصة بهم. 

·       وهنا أدركت أجنحة فى النظام الحاكم ممن تتعاطف مع الإقطاع والقوى الرجعية أن صلاح حسين تجاوز الخطوط الحمراء التى حددها النظام ، كما شعر الإقطاعيون أن كل استعداداتهم للعودة للريف بثورة مضادة تترافق مع غزو أجنبى ستبوء بالفشل إذا ما استمر هذا النشاط .. وانتشرت عدواه فى الريف .. فكان التخلص من صلاح حسين فى كمشيش والدسوقى أحمد فى المنيا  هو الوسيلة الوحيدة لذلك. 

·       بعدها كانت حرب السويس – التى توقعها صلاح حسين – عام 1967 ولقى فيها النظام الحاكم هزيمة قاسية أسفرت عن تصاعد كثير من الميول والأصوات الرجعية التى كانت تعمل فى صمت قبل ذلك.وبدأت مرحلة جديدة فى حصار البؤر الناشطة فى المجتمع ومنها كمشيش ،فرفضت أجهزة الأمن إقامة احتفال ذكرى استشهاد صلاح حسين فى قرية كمشيش ولما احتج زملاؤه اعتقل النظام منهم 37 فردا لعدة شهور، كما انتهت محاكمة المتهمين باغتياله عام 1968 بتبرئة الأسرة الإقطاعية وإدانة اثنين من صغار المتهمين. 

·       وبعد تولي السادات مقاليد الحكم أصدر قرارا بإبعاد (21) من قادة القرية عن كمشيش وطردهم إلى محافظات بعيدة.. كما استهدف بعضهم بالإعتقال فيما بعد.وقام بإلغاء عدد من قوانين الزراعة لحصار صغار الفلاحين.. تتعلق برفع دعم الدولة عن مستلزمات الإنتاج الزراعي، وزيادة ضرائب الأطيان ومن ثم رفع الإيجارات الزراعية، ورفع فائدة القروض الزراعية، والتفريط في زراعة القطن المصري طويل التيلة، وتنفيذ توصيات الصندوق والبنك الدوليين في المجال الزراعي والغذائي حتى أصبحت مصر تستورد الجزء الأعظم من غذائها من الحبوب وغيرها، وازداد الحصارعلى فقراء الفلاحين وقاسوا من انخفاض العائد من زراعة الأرض. 

·       وكما ذكرنا جاء مبارك ليزيد الطين بلة.. ويصدر القانون 96 لسنة 92 الذي كان الخطوة الثانية لطرد المستأجرين من أراضي الحراسة، بل ومن بقية الأراضي.. ويرفع إيجارها من 5-6 أضعاف إيجارها السابق.. واستخدم ورثة الإقطاعيين نفس القانون في طرد الفلاحين من أراضي الإستيلاء التي تملكوها بعد مصادرة قانون الإصلاح الزراعي لها رغم قيام العديد منهم بدفع كامل ثمنها للدولة على40  قسط سنوي.وقد لعبت الدولة بواسطة أجهزة الأمن وأجهزة الحكم المحلي دورا هاما في إجبار الفلاحين على تسليم الأرض المستأجرة لملاكها.. وتسليم الأرض المملكة للفلاحين التي سبق ذكرها لورثة الإقطاعيين رغم تقاضيهم التعويض المقابل لمصادرتها. حدث هذا مؤخرافي قرية مرشاق بمنطقة دكرنس شمال شرق دلتا النيل.. وتواطأت الدولة ممثلة في هيئة الإصلاح الزراعي مع ورثة الإقطاعيين.. وشهدت المنطقة جيوشا من الشرطة تطرد الفلاح
ين بناء على أحكام قضائية مزورة وملفقة.. واعتدت ليس فقط على الفلاحين بل وعلى الصحفيين المصريين والأوروبيين الذين شهدوا بعض هذه الوقائع، وتناقلت أجهزة الأعلام أخبار العدوان على الفلاحين والصحفيين وأسهم التضامن الدولي لمنظمات الفلاحين الثورية في الإفراج عنهم جميعا وفضح تواطؤ وعدوان أجهزة الأمن المصري.
 

·       من ناحية أخري.. استخدم ورثة الإقطاعيين القانون 69 الذي أصدره السادات عام 1974 في الإستيلاء على أراضي يزرعها الفلاحون في (قرية سراندو) في شمال غرب دلتا النيل.. وهذه الأراضي لا يملك الإقطاعيون السابقون أية وثائق تثبت ملكيتهم لها.. لذلك لجأوا لإستخدام الهاربين من القانون والبلطجية في الهجوم على الفلاحين بالأسلحة وبدعم من الشرطة وبتلفيق القضايا للفلاحين.. ومطاردتهم لعدة شهور حتى هجروا قريتهم إلى قري أخرى.. ودارت المعارك دامية التي انتهت ببقاء الفلاحين في أراضيهم وبأحكام بالسجن لتسعة من الفلاحين تترواح بين 7-15 عاما.. ومصرع إحدى الفلاحات جراء تعذيب الشرطة. 

·       من هنا تجتهد لجنة التضامن مع فلاحي الإصلاح الزراعي التي أتشرف بعضويتها والتي تأسست في 30 سبتمبر 2005 وتضم عديدا من الممثلين لقرى مصرية ناشطة في الكفاح الفلاحي منها كمشيش ودكرنس وميت شهالة وسراندو وغيرها في دعم الفلاحين لمقاومة طردهم من الأراضي التي يزرعونها وتحسين شرط عملهم وتعمل على توعيتهم وتنظيمهم وخلق أواصر التضامن فيما بينهم.. ومع المنظمات العالمية الثورية للفلاحين.ويهمنا أن نشير في إيجاز إلى الأسباب العميقة لعملية الإرتداد عن الإصلاحات الزراعية التي تمت اعتبارا من يوليو 1952 وللحالة التي باتت عليها المقاومة الفلاحية وهي: 

·       انعدام مشاركة الفلاحين (جمهورا وقيادات) وتنظيمات اليسار المصري في إجراءات مصادرة الأرض من الإقطاعيين بقانون الإصلاح الزراعي، أو التحفظ عليها بقانون الطوارئ.. وانفراد سلطة يوليو 52 بتنفيذ العملية كاملة.

 ·       تهرب الإقطاعيين من تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي وتسرب أخباره لهم قبل صدوره، ووجود عيوب متعددة بالقانون مثل فترة السماح في التصرف في الزيادة من الأرض عما حدده القانون وتعويض الإقطاعيين واشتراط تسديد كامل الثمن لحصول الفلاحين علي مستندات الملكية.. إلخ. 

 ·       حالة التخلف الشديد للفلاحين سواء على الصعيد المهني أو السياسي أو النقابي وافتقارهم لقيادات حقيقية تأخذ بيدهم وتنير لهم الطريق وتشاركهم في الكفاح. 

·       عدم تجريد الملاك العقاريين من مقومات القوة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية بشكل حقيقي والإكتفاء بانتزاع جزء من أراضيهم دون سائر مصادر الثروة والقوة.

  ·       انعدام الحريات الديمقراطية ومصادرة الحياة السياسية بالدرجة التي أوقفت تطور وعي الفلاحين والشعب وحرمانهأ من بناء تنظيماتها السياسية والنقابية المدافعة عن حقوقها ووجودها الفاعل.

 ·       ارتباط النظام الحاكم في عهد السادات ومبارك بالقوى النيوليبرالية المحافظة على الصعيد العالمي وضلوعه في مخططات ربط الإقتصاد المصرى بعجلته.. ومحاصرته لكل القوى السياسية الرامية لإنجاز استقلال مصرى حقيقي عن هذه القوى.        

رد فلاحى ميت شهالة على مقال أسرة عزيز الفقى المنشور بجريدة صوت الأمة … فى 24 ديسمبر 2007

كعادته دائما.. دبج ممثل أسرة عزيز الفقي مقالا (في العدد 367 من جريدة صوت الأمة في 24 ديسمبر 2007 موقعا باسم محمد سعد خطاب) بطريقة " ولا تقربوا الصلاة ".. مغفلا عن عمد بقية الآية الكريمة.. "وأنتم سكارى" التي تخفي من حقائق الموضوع أضعاف ما تظهر.. في محاولة يائسة لانتزاع موافقة وزارة الداخلية على مساعدته فى طرد فلاحي قرية ميت شهالة مركز الشهداء بالمنوفية من أراضيهم التي حصلوا عليها من الإصلاح الزراعي ويزرعونها منذ نصف قرن.ولم يتجاسر المقال على تجاوز الهوامش القانونية للأحكام التي حصر نفسه فيها لأنه لا يريد أن يعرف القراء سواها ولم يتطرق إلى كيفية حصوله على تلك الأحكام ولا إلى مستنداتها ولا إلى التاريخ القريب لممارسات أسرته الكريمة المسجلة في سجلات وزارة الداخلية وأوراق النيابات المختلفة لانتزاع الأراضي المصادرة بقانون الإصلاح الزراعي من زراعها.وقد استخدم المقال لهجة تهديد صريحة مستعينا بمقتطفات من الدستور وبعض القوانين التي إن طبقت على أصحابه لنالوا ما ناله أمثالهم من الإقطاعيين إبان الثورة الفرنسية العظيمة ضد النظام الإقطاعي الفرنسي. كما شن الرد هجوما مبطنا بالغل على مدير الشئون القانونية بوزارة الداخلية اللواء أحمد ضياء.. وهذا هو مربط الفرس في ادعاءات الأسرة الإقطاعية.

 

·        يتلخص المقال في حصول ورثة عزيز الفقي على حكمين (287/36 ، 4159/39) من القضاء الإداري ضد هيئة الإصلاح الزراعي بتسليم 32 فدانا بقرية ميت شهالة خالية من الأشخاص والشواغل، وأن الفلاحين الذين يزرعون الأرض قد أقاموا عدة استشكالات ضد تنفيذ الحكمين ودعوى برقم (950/49 ق.إ) خسروها جميعا، وقد لجأ الورثة لرئيس مجلس الشعب  الذي أوصى وزارة الداخلية بالتنفيذ كما أوصاها يوسف والي تماما .وانتهى المقال إلى تحميل  اللواء أحمد ضياء كل المسئولية فى تلكؤ وزارة الداخلية ومديرية أمن المنوفية وعرقلتهما تنفيذ الحكمين، بل وأرجع موقف الفلاحين الرافض لتسليم الأرض إلى تشجيعه لهم ، وتساءل المقال في لهجة تحريضية عمن يحمي ذلك الرجل وألقى باللوم على وزير الداخلية وانتهى بالإعتراف بشكل صريح بأن صاحبه رجل قضاء نزيه.. وهو ما يشير إلى أحد أبناء الإقطاعي عزيز الفقي.

 

·        ونبدأ تعقيبنا على مقال الأسرة الإقطاعية من مربط الفرس ( أي الهجوم على اللواء ضياء):         فليس ردنا هذا دفاعا عنه بل هو كشف لما سعى ورثة عزيز الفقي لستره وإخفائه خلال نصف قرن .. لذلك يرتعدون من الاستمرار في نبش أحشاء الموضوع التي يحاول اللواء ضياء مد أصابعه فيها.. بمطالبته لهيئة الإصلاح الزراعي بعدد من التقارير الذي كتبها خبراء وزارة العدل في الموضوع وكذا عرائض الدعوى للحكمين علاوة على المكاتبات الداخلية بين إدارات الإصلاح الزراعي في القاهرة وشبين الكوم والشهداء التي انتهت بالإفراج عن هذه الأراضي.         ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن عدم استرداد ورثة عزيز الفقي لكل الأرض التى يدعون أحقيتهم بها أخف ضررا لهم من فضح الطريقة التي استخرجوا بها قرارت الإفراج عن الأرض من هيئة الإصلاح الزراعي وحصلوا بها على تلك الأحكام.. أو بالأساليب التي استخدموها في طرد الفلاحين من كثير من الأراضى فى دائرة الإصلاح الزراعي بالمنوفية (بخاتي، دراجيل، كمشيش وغيرها بالمخالفة للدستور والقانون).         حيث ضبطت الدولة لدى عائلة الفقي بكمشيش عام 1966 عشرة عقود بيع ابتدائية مزورة لمساحات شاسعة من الأراضي تم كتابتها وتلفيقها في الفترة بين عامي 1953، 1959 ووضعت لها العائلة تواريخ قديمة تبدأ من عام 1923 وفي هذه العقود باع أفراد عائلة الفقي بعض هذه الأراضي لأبنائهم وهم أطفال لم يتعدي عمرهم 3 سنوات تهربا من قانون الإصلاح الزراعى.. وقد جاء ذكرها في تقرير الرقابة الإدارية وتقرير اللجنة الفنية التي جردت ممتلكات عائلة الفقي على الطبيعة وكذا مستنداتها  فى عام 66.

لكن الدولة لم تتخذ الإجراءات القانونية الواجبة ضد من زوروها من أفراد عائلة الفقي وموظفي المساحة والشهر العقاري والإصلاح الزراعي رغم أنها حددتهم بالإسم وحصلت على اعترافاتهم  مفصلة ، بل ولم تبطل مفعول هذه العقود بما يحول دون استخدامها فيما بعد ضد الفلاحين إذا ما  تغير النظام السياسي (بوفاة عبد الناصر)، وقد اقتصر موقف الدولة آنذاك على مصادرة العقود والأراضي المدونة بها من العائلة الإقطاعية وإبعاد أفرادها خارج محافظة المنوفية.

         والفضيحة الحقيقية في هذا الموضوع ليس ما فعله مساعد وزير الداخلية اللواء ضياء في بحثه عن المستندات المزورة.. بل في حصول ورثة عزيز الفقي على أحكام قضائية بصورة ضوئية لأحد هذه العقود المزورة (مؤرخ 10/8/1931) التي ادعى فيها أحمد الفقي عمدة كمشيش أنه باع أرضا لإبنه عزيز الفقي وهو طفل.. لكي يتهرب من تطبيق قانون الإصلاح الزراعي.. ورغم مصاردة الدولة لهذه العقود وإعدام أصولها ، ويتضمن هذا العقد مساحة ال32 فدانا موضوع هذا المقال.

         والفضيحة الأكبر- التي تطول هيئة الإصلاح الزراعي- هي كيفية استخراج عائلة الفقي لقرارات بالإفراج عن هذه الأراضي في عهد السادات، لأن قرارات الإفراج لا تصدر إلا للأراضي التى فرضت عليها الحراسة بقانون الطوارئ فقط ، أي [الأرض التي ظلت ملكيتها للأسر الإقطاعية واقتصر دول الدولة على إدارتها وتأجيرها للفلاحين وتحصيل إيجارها منهم وتوصيله لملاكها من الإقطاعيين] والمعروف أن كل أراضي عائلة الفقي كانت مصادرة بقانون الإصلاح الزراعي 178/1952 أي أنها أرض استيلاء نزعت ملكيتها من عائلة الفقي وصارت ملكا للدولة.. التي وزعتها على الفلاحين ليزرعوها.

         كما أن عقد البيع الإبتدائي المزور والمؤرخ 10/8/1931 والذي تم ضبطه مع عقود أخرى عام 66 لم يكن عليه توقيع واحد لأى مسئول حكومي في الشهر العقاري أو مصلحة المساحة وخلا من أي ختم أو تأشيرة أو رقم لإيصال تسديد رسوم تسجيل، وليس له أى ذكر في دفاتر المساحة وغير مقيد في ملفات الأبناء الذين "اشتروا الأرض وهم أطفال".. ورغم هذا- وبصورة ضوئية منه – حصلت أسرة عزيز الفقي على أحكام قضائية بموجبها.. ويصرخون مستغيثين: كيف لا تنفذ وزارة الداخلية هذه الأحكام.

         أما المفاجأة التي يتجنب إثارتها أبناء عزيز الفقي فهى أن هذه الأحكام التي حصلوا عليها بمستندات مزورة قد تم تنفيذها.. كيف؟! هذا ما سنوضحه:         فقد صدر الحكمان (782/36ق، 4159/39ق إدارية عليا) لصالحهم ضد هيئة الإصلاح الزراعي.. ومن ثم فإن تنفيذها يتم على الورق في مقر هيئة الإصلاح الزراعي لأنها حسب التعبير القانوني " تنفذ حكميا " ولأن الفلاحين ليسوا طرفا في هذه الأحكام ولاعلاقة لهم أو للأرض بتلك الأحكام، فهل يمكن قانونا تنفيذ حكم قضائي مرتين؟!.

ولهذا فإن مديرية أمن المنوفية وقبلها اللواء ضياء لم يتدخلا من قريب أو بعيد لعرقلة تنفيذ هذه الأحكام.. فهذه النوعية من الأحكام تنفذ مكتبيا.. ولا علاقة للفلاحين ولا للأرض بها.         وتبقي "حالة الزعيق" التى تنتاب أبناء عزيز الفقي منذ عام 1998 وحتى اليوم – في كمشيش وبخاتى وميت شهالة – مع اللواء محمود جوهر واللواء أحمد ضياء.. مجرد حالة مسرحية تستهدف دفع قوات الأمن لطرد الفلاحين من الأرض – قياسا على وقائع سابقة في محافظات أخرى – وتحويلهم لجيش البطالة.. أو لمجرمين تطاردهم الشرطة وتتهمهم بإغتصاب سكان المدن بعد أن اتهمتهم أسرة عزيز الفقي باغتصاب الأرض هذا من ناحية.

         ومن ناحية أخرى فإن "حالة السرْبَعة" التي كتب بها مقال ورثة عزيز الفقي سببها إدراكهم أن قيام الفلاحين برفع الدعوى (4481/2004 م ك شبين الكوم) ضدهم وإحتمال تقديم مستندات جديدة تكشف ما استماتت أسرة الفقي في ستره.. سيفضح كيفية حصولهم على هذه الأحكام.. وعلى مستنداتها.. وسيعرقل تنفيذ ما حصلوا عليه من أحكام مشكوك فيها، لذلك يتهربون لأكثر من 3 سنوات من استلام إعلانات الدعوى المرسلة على عناوينهم  المدونة في محاضر شرطة ونيابة مدينة الشهداء مما دفع المحكمة لإصدار قرار بالتحري عن عناوينهم الحقيقية.. رغم وجود بعضهم في مناصب قانونية معروفة ، ولهذا فإن حنقهم الشديد على اللواء ضياء أساسه هو أن موقفه يتيح الفرصة لإعادة فتح ملفات الموضوع على مصراعيها من جديد.         لقد اختتم أبناء عزيز الفقي مقالهم بفقرة تقول " من يحمي ذلك الرجل (اللواء ضياء) الذي يدير أمن دولة كاملة بأفكار عقيمة.. ويحول أحكام القضاء إلى حبر على ورق..؟!"ونحن نوجه نفس السؤال إليهم: من الذي أوى المسجل خطر سعيد عبد المقصود في منزل والده بكمشيش وهو الهارب من البدرشين من حكم بالاشغال الشاقة في جريمة قتل؟ ومن إتخذه حارسا على أرضه في ميت شهالة؟ ومن الذي أعطاه الرصاص والسلاح ليطلقه على فلاحي ميت شهالة؟ ومن الذي سعى لتنفيذ قرار إداري أصدره الإصلاح الزراعي بالمنوفية بالبلطجة وقوة السلاح في 1/6/2004.من الذي كان متهما مع سعيد عبد المقصود في الجناية 371/2004 أمن دولة عليا طوارئ الشهداء.. هل هم الفلاحون أم إبن عزيز الفقي؟ ومن الذي استمات لكي يتم حفظ الجناية وتتحول إلى محاولة دفاع عن النفس؟ ومن الذي حوّل الفلاحين – الذين قبضوا على المسجل خطر وعلى السلاح المستخدم والذخيرة الحية وسلموها لمباحث الشهداء- من الذى حولهم من شهود إلى متهمين؟ هل هو فلاح أم رجل قانون؟

         لن نتطرق لما حدث عام 1998 في قرية بخاتي وأدى لسقوط القتلى ( 350 / 1998 نيابة شبين الكوم) ولن نستعيد ما كتبه الزعيم أحمد عرابي من مذكرات عن خيانة بعض الإقطاعيين له في معركة التل الكبير عام 1882 ضد الغزو البريطاني.. ولا لإستضافة الأجداد من عائلة الفقي للقوات البريطانية في أراضيهم بكمشيش عقب أحداث دنشواي عام 1906.         لكننا نقول أننا سندافع عن أرضنا مهما كلفنا ذلك من تضحيات.. برغم الأحكام القضائية والمستندات المزورة وعقود البيع المضروبة.. وكل الألاعيب والحيل لأننا نعرف أن حق الحياة أسمى وأبقى من حق التملك والتسلط ،،،،،، . 

                          26 ديسمبر 2007                           فلاحو ميت شهالة منوفية 

                                                 

                                            عنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهم 

 أحمد محمد عبد النبى ( رقم قومى  1700952 ) ،  محمد محمد حسن السلامونى  (رقم قومى 1700932 ) ، مصطفى محمد عبد النبى  (رقم قومى  1701692 ) ،عزت فتحى عيسى   ( رقم قومى 1701015  ) .

 

 ملاحظة سريعة على المقال من لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى :

 

يدرك كثير من الفلاحين وقطاعات واسعة من المثقفين والمشتغلين بالعمل العام ، وتدرك وزارة الداخلية ككل وبشكل خاص إدارتا الشئون القانونية وتنفيذ الأحكام وفروعهما فى مديريات الأمن أن كثيرا من فلاحى الإصلاح الزراعى – الذين وزعت عليهم الأرض التى صودرت بقوانين الإصلاح الزراعى بنظام التمليك – قد انتهوا من دفع كامل ثمنها وتنصلت منهم هيئة الإصلاح الزراعى ولم تمنحهم عقود الملكية ورغم هذا تُستخدم قرارات الإفراج عن أراضى الحراسة – التى تم التحفظ عليها بقانون الطوارئ- فى طرد الفلاحين من هذه الأرض المملكة ورغم أن تلك القرارات مدون عليها عبارة " لايعتد بها كسند للملكية " ورغم وفاء الفلاحين بكامل ثمنها فى مواعيده ورغم حصول عديد من الإقطاعيين على التعويض الذى نص عليه قانون الإصلاح الزراعى مقابلا لمصادرتها ، وأن عددا من ورثة هؤلاء الإقطاعيين لم  يملكوا فى يوم من الأيام سندا لملكيتها ولذلك يلجأون للحيل والألاعيب ولأساليب البلطجة لاستعادتها ممن  يزرعونها من أكثر من نصف قرن ، كذلك يلجأون فى هذه الأساليب للهيئة العامة للإصلاح الزراعى لدعمهم ،و يسعون بكل الطرق للحصول على مساندة قوات الشرطة فى تنفيذ قرارات إدارية وليست أحكاما قضائية كما حدث فى حوض الثلاثين بقرية كمشيش عام 2000 لتنفيذ قرارإدارى للمحافظ وفى قرية ميت شهالة فى النصف الأول من عام 2004 لتنفيذ قرارإدارى آخر للإصلاح الزراعى ، وتم إفشال الحملة الأولى على أرض التنفيذ، وإفشال الثانية قبيل التنفيذ والتصدى لحملة أسرة عزيز الفقى المدعومة بأرباب السوابق وبالسلاح فضلا عن سبعة من موظفى الإصلاح الزراعى بالمنوفية.لذلك نتمنى أن تتخذ وزارة الداخلية من موقف اللواء حسن شلغم بمديرية أمن الدقهلية فى دكرنس فى شهر يونيو 2005 ومن موقف اللواء أحمد ضياء مدير إدارة الشئون القانونية بالوزارة  فى الموضوع المنشورأعلاه نموذجا لبحث هذه الأوضاع بحثا دقيقا فى كل القرى التى تشهد مثل هذا الصراع الضارى  (بين ورثة الإقطاعيين أو بعض علية القوم المتخفون وراء آخرين من جانب وبين الفلاحين من جانب آخر) حتى لا يتحول فلاحو هذه الأراضى إلى مشردين قد تقودهم الأقدار وهيئة الإصلاح الزراعى ليصبحوا مطاريد زمن يثأرون فيه  لحياتهم وكرامتهم بنفس الطريقة التى يطردون بها من أراضيهم. 

لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة اللازمة؟ .. الفلاحون بين جبروت النظام الحاكم.. وطراوة اليسار (1) *

فى مدونته الأخيرة (سيرة عامل مهمش) التى صدرت فى يوليو 2007 يذكر العم عطية الصيرفى ما مفاده:أنه فى الأيام الأولى لأول وزارة  لثورة يوليو 1952 أبلغ على ماهر رئيس الوزراء أقاربه وأصهاره من عائلة فودة الإقطاعية فى مركز ميت غمر دقهلية بعزم الثورة على إصدار قانون للإصلاح الزراعى.وعلى الفور بادرت العائلة وعميدها راغب بك فودة ببيع ملكياتها من الأراضى الزراعية (3000 فدان) فى قرى ميت غمر والسنبلاوين لتاجر المخدرات ذائع الصيت والسلطان عبد الرحيم المرشدى عن طريق عائلة أخرى تحتكر تجارة " الصنف" فى الوجه البحرى اسمها عائلة الشعار.كان زمام الزراعة بقرية (سمبومقام) بالكامل ضمن هذه المساحة المباعة .. ولذلك لجأ المرشدى لعدد من الإجراءات ولأحد الأشقياء المعروفين للتصرف في الأرض وإسكات أهل القرية.تذمر الأهالي.. لكن تذمرهم كان مكتوما.. فما كان قد حدث منذ أسابيع قليلة في مدينة كفر الدوار على الفرع الغربي لنهر النيل من مذبحة لعمالها وإعدام لإثنين من قادتهم (خميس والبقري) قد خلف مناخا كئيبا وسحبا قاتمة خيمت على مصر كلها فجثمت على المشاعر في الصدور وحبست الدموع في العيون.وفي صباح يوم من أيام سبتمبر52 توجه المرشدي في سيارته المجنونة لمركز شرطة ميت غمر وعاد إلى قرية سمبومقام التي تقع بين قريته ومدينة ميت غمر بقوات من الشرطة مسلحة بقيادة معاون البوليس ( اليوزباشي سمير) يدعمها مدد آخر من أشقياء الريف وأعوان تاجر المخدرات ورجال الإقطاعي راغب فوده وبدأوا مذبحة مروعة لأهالي القرية تتضاءل أمامها أية مذابح أخرى سابقة.. تساقط فيها القتلى والجرحى بالعشرات وتم إصطياد من تسلقوا النخيل منهم –هربا من المجزرة- ليتهاووا على الأرض صرعى، واعتقل حوالي مائة فلاح بعد انتهاء المهمة واستسلامهم ، وسيموا العذاب ضربا بالسياط وغمرا في أحواض سقاية خيل الحكومة ثلاثة أيام متالية بعدها قُدموا إلى القضاء العسكري بتهم شتي.بينما أفلت تاجر المخدرات المرشدي والإقطاعي فودة بفضل حماية علي ماهر رئيس وزراء أول وزارة لثورة يوليو وفازا بالأرض وثمنها.وهكذا تبخر في سمبومقام قانون الإصلاح الزراعي مع ماء المصارف، وفي طبقات الجو العليا التقيا مع أنين الفلاحين ولعناتهم.وما فعله علي ماهر في الدقهلية فعله أنور السادات في المنوفية وسيد مرعي في الشرقية وغيرهم في محافظات أخرى.. فقد تسرب خبر قانون الإصلاح الزراعي قبل صدوره من داخل مجلس قيادة الثورة عام 52 إلى الكثير من الإقطاعيين.. فتصرف بعضهم كما تصرف إقطاعي ميت غمر وشريكه.. ولجأ بعضهم في هدوء وصمت للحيلة والخديعة والتدبير بينما ركبت العنجهية رءوس بعض آخر فتصدوا لتنفيذ القانون بالقوة المسلحة مما اضطر رجال ثورة يوليو – حفاظا على هيبتهم –  لمعاملتهم بالمثل فحاصروهم بالدبابات كما حدث مع الإقطاعي عدلي لملوم في بني سويف.لم تكن تلك الواقعة هي الوحيدة في الأيام أو الشهور الأولى لصدور قانون الإصلاح الزراعي 178/1952 بل ولم تكن الفريدة في أحداثها.. كل ما في الأمر في حالتنا هذه أن شابا ذكيا نشيطا ومهموما بقاضايا مجتمعه.. كان معاصرا للأحداث وقريبا منها فتابع ورصد وسجل ودفعنا لتقليب كثير من صفحات التاريخ في محاولة للإجابة على السؤال: لماذا لا يقاوم الفلاحون طردهم من أراضي الإصلاح الزراعي بالوسيلة اللازمة وبالشدة المطلوبة؟!.وإذا كان السؤال منطقيا.. فمحاولة الإجابة جديرة بالتمحيص والتفنيد ونستأذن القراء في مواربة بابها:بادئ ذي بدء.. نشير إلى تكاتف عناصر ثلاثة تشكل إجابة السؤال: يتصل أولها مباشرة بنظام الحكم والسطلة القائمة في مصر سواء إبان صدور أول قانون للإصلاح الزراعى ، أو في بداية عصر الردة عن السياسات الناصرية بعد حرب أكتوبر 1973 على يد أنور السادات ،أو في قمة "عصر بيع كل شئ " والتحالف مع أعداء الوطن والتبعية لهم.. عصر مبارك.ويتصل ثانيها بدور اليساريين في المسألة سواء في علاقتهم بنظام الحكم القائم في العصور الثلاثة أوفى صلتهم بجماهير الفلاحين في الريف.
أما ثالثها فيتعلق بدور الفلاحين أنفسهم جمهورا وقادة في هذا الشأن.
 أولا: نظام الحكم والسلطة القائمة في مصر

§   كان القضاء علي الإقطاع أحد مبادئ ثورة الجيش في 1952، وحسبما ذكرنا في مقال سابق لم يكن لأغلبية مجلس قيادة الثورة تصور واضح عن حدود وأبعاد الإصلاح الزراعي المزمع إجراؤه، بل لا نبالغ إن قلنا أن ثلاثة أعضاء فقط من هذا المجلس كانوا مع مبدأ الإصلاح الزراعي وأن الأغلبية لم تكن معه إلا لسبب واحد هو إزاحة الإقطاعيين وكبيرهم (الملك) من سدة الحكم والإنتصار عليهم سياسيا، ولم يكن ذلك ممكنا إلا بتوجيه ضربة قوية لهم تزعزع سيطرتهم الإقتصادية وتخلق حالة شعبية معادية لهم وسط الشعب وخصوصا الفلاحين بالذات وأنهم – أى الإقطاعيين- كانوا متغلغلين في نسيج المجتمع وثنايا الأجهزة السيادية والإدارية كالجيش والشرطة والنيابة والقضاء والخارجية وغيرها علاوة على ما لهم من صلات وثيقة بقطاعات أخرى في الأزهر ووزارة المعارف وبقية فروع النشاط الإقتصادي كالصناعة والتجارة والبنوك وغيرها، بهذه الصورة كانت موافقة الأغلبية فى مجلس قيادة ثورة يوليو على قانون الإصلاح الزراعى موافقة مشروطة وليست مطلقة ولا تتعلق بمبدا الإصلاح الزراعى. §   وبرغم مشاعر البهجة التي غمرت الفلاحين في الريف بصدور قانون الإصلاح الزراعى إلا أن المناخ السائد آنذاك كان متخلفا إلى حد بعيد فالفلاحون لا حول لهم ولا قوة (فهم أميون وفقراء تنتشر بينهم الأمراض والأفكار الغيبية والخزعبلات، وهم خائفون من الوحوش الإقطاعية التي تحكم قراهم ، وغير منظمين في أحزاب حقيقية تبلور توجههم وتقوي شوكتهم، أوفى نقابات ينخرطون فيها وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم أو اتحادات تضمهم وتوحد كلمتهم وتعلن مطالبهم).§   كما أن قانون الإصلاح الزراعي كان مليئا بالثغرات والثقوب.. وقبل أن يصدر كانت أخباره قد وصلت عتاة الإقطاعيين فاستعد كل منهم للأمر بطريقته.. وباتت المباغتة بصدوره أمرا عديم الجدوى.فقد سمحت المادة الرابعة منه للإقطاعيين بفترة سماح (5 سنوات امتدت إلى 7 سنوات فيما بعد) للتصرف في المساحات الزائدة عما حدده القانون (300 فدان للأسرة، 200 فدان للفرد) وهو ما اعتبره الفلاحون بعد ذلك نوعا من تأجيل تنفيذ القانون في كثير من الحالات وفي عدد من القرى خصوصا بالنسبة للإقطاعيين الذين لا يملكون مساحات شاسعة أو الذين تمكنوا من تهريب أراضيهم بطرق وأشكال شتى فالإقطاعيون لمدة سبع سنوات كانوا في حالة تصرف في المساحات الزائدة، يعيشون في القرى ويمارسون حياتهم وبطشهم ربما بمستوى أقل من سابقه لكنها في الحالات التي أبدي فيها الفلاحون مقاومة.. كانت بمستوى أكثر شراسة ودموية.وتوضيحا للصورة نذكر: صادر القانون أراضى الأسرة الملكية التي غادرت مصر وبدأ توزيع أراضيها تمليكا على المعدمين والفقراء من الفلاحين.. ونقلت وسائل الإعلام ذلك لكل ركن في مصر وخارجها.وشاع لدى الرأي العام.. أن ماحدث مع الملك وأسرته وعدد محدود من كبار الإقطاعيين من مصادرة شبه كاملة لأراضيهم قد تم مثله مع بقية الإقطاعيين وهو مالم يحدث، وتصور الفلاحون أن من يعيشون بينهم من الإقطاعيين هم العدد الأقل الذي باتت نهايته قريبة.. لكن بمرور الوقت اكتشفوا أن الأمر ليس بهذه البساطة.. فقد كان الإقطاعيون – الذين لا يزيدون عن 1082 شخصا ويشكلون 336 أسرة ينشطون هم أو رجالهم وأعوانهم – في الجمعيات التعاونية الزراعية ويمارسون فيها كثيرا من السطوة الإجتماعية والإدارية القديمة، حتى التنظيم السياسي الجديد (هيئة التحرير) كانوا يسيطرون عليه في قراهم، علاوة على ما يظهرونه من فرحة في كل الأزمات التي تحيق بالوطن كالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بما يعني من بعض الزوايا أن أملهم في استعادة وضعهم القديم لم يأفل.. ولم ينته، وتكرر ذلك في عام 1961 إبان أحداث انفصال الوحدة المصرية السورية.لقد كانت مصادرة أراضي الدائرة الملكية تختلف عن مصادرة أراضى أغلبية الأسر الإقطاعية حيث تمت الأولى بسهولة ويسر بينما مثلت الثان
ية عملية معقدة جدا
.. فجملة الأجهزة الإدارية خصوصا فروع هيئة الإصلاح الزراعي في الأقاليم كانت متواطئة مع الإقطاعيين وكان بعض أفرادها يعملون في الوسايا الإقطاعية قبل صدور القانون، وأجهزة الشرطة كانت في خدمتهم خصوصا قبل الثورة.. ولم يفقد أغلبها تعاطفها معهم بعدها.. وكان كثير من أفرادها ضالعا في قهر الفلاحين وتلفيق التهم لقادتهم.. ووصل بعض هؤلاء الضباط لمنصب وزير الداخلية فيما بعد.
وهذا بخلاف مالهم من صلات وأبناء ومناصرين في سلك النيابة والقضاء وغيرها.§   ولأن الجزء الأقل من أراضى اقطاعيين كان هو المسجل فى السجلات الرسمية بينما الجزء الأكبر لم يكن كذلك .. فقد كان إما مغتصبا أو خاضعا لحيازتهم بوضع اليد أو مستبدلا من الفلاحين أو مُشترى منهم بعقود عرفية أو صورية بالإكراه.. فقد لعبت مصلحة الشهر العقاري ومصلحة المساحة وموظفي هيئة الإصلاح بالأقاليم الدور الأكبر في تيسير عمليات تهريب الأراضى، ولذلك تمكن عديد من الأسر الإقطاعية من تهريب مساحات كبيرة من أراضيها والإبتعاد عن تطبيق القانون لمدة 9 سنوات كاملة أي حتي قبيل صدور القانون الثاني للإصلاح رقم 127/1961 كما حدث في كمشيش.ولما اشتعل الصراع في بعض القرى القليلة مع الفلاحين و أبلغوا عن تهرب الإقطاع من تطبيق القانون أوفد مجلس قيادة الثورة أحد أعضائه (أنور السادات) لحل النزاع.. إلا أن قادة الفلاحين فوجئوا بمنطق مندوب الثورة أقرب لمنطق الإقطاعي فرفضوه وتكررت المحاولة وتكرر الرفض الذي أسفر عن قرار للسادات بإعتقال 27 من قادة الفلاحين أطاح بهم لمدة عشرين شهرا في معتقل قنا.§   كذلك شكلت جماعة الإخوان المسلمين سندا معنويا وإيديوليوجيا هائلا للإقطاعيين وعاملا مثبطا لأية أفكار أو إجراءات تستهدف مقاومة الفلاحين لهم أو تسعى لفضح عمليات تهريب الأرض والتحايل على قانون الإصلاح.. وتشكل تجربة صلاح حسين في كمشيش مثالا حيا على هذا الإنحياز حيث اكتشف أن الجماعة قد فتحت دهاليز خليفة مع الإقطاع بينما في الظاهر تبدي تعاطفها مع الفلاحين.. وإزاء المواجهة بينه وبين الجماعة أسفرت الأخيرة عن حقيقة موقفها وأشهر قادتها في وجهه الآية الكريمة [وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات] مما دفعه لقطيعة أبدية معها.لقد حلت ثورة يوليو كل الأحزاب السياسية بما فيها حزب الوفد بينما أبقت على جماعة الإخوان المسلمين التي عارضت قانون الإصلاح في ركنيه الأساسيين وهما:1- الحد الأقصى للملكية (حيث رأت الجماعة ألا يقل الحد الأقصى عن خمسمائة فدان للفرد بدلا من مائتين ومن ثم 750 فدانا للأسرة بدلا من ثلاثمائة).2-   ونوعية المستفيدين من القانون (التي رأت الجماعة أن يكونوا من الفلاحين الأثرياء بدلا من المعدمين والفقراء).باختصار كانت معركة الإصلاح الزراعي دائرة بين رجال ثورة يوليو من جانب وبين الإقطاعيين وبعض الأحزاب السياسية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين من جانب آخر في الوقت الذى جلس فيه الفلاحون فى مقاعد المشاهدين باستثناء بؤر محدودة فى بعض القرى من أبرزها كمشيش التي اندلع فيها الصراع فور قيام الثورة بسبب وجود قيادة طلابية وفلاحية تتمتع بكثير من الحس الوطني وبعض الوعي السياسي الذي صهرته حرارة الصراع وارتقت به بالتدريج واستجمعت وراءها أغلب فلاحي القرية حتى تم كشف الأرض المهربة وإبعاد الإقطاعيين عن القرية، وتخطت الميول المهادنة لبعض الإتجاهات في مجلس قيادة الثورة التي سعت لفرض حلول توفيقية تبقي على الوضع دون تغيير حق
يقى
.. تلك الميول التى تضع العراقيل أمام حركة فلاحية شعبية ربما تتجاوز الآفاق التي توقعها أوحددها رجال ثورة يوليو خطا أحمر محظورا تجاوزه.
يؤكد ذلك ويوضحه دور الأجهزة التي كلفت بإجراء انتخابات الإتحاد القومي في قرية كمشيش فبرغم تفوق كفة الفلاحين الواضح على كفة الإقطاع إلا أنها – أى الأجهزة – أمسكت العصا من المنتصف وقسمت مقاعد التنظيم السياسي مناصفة بين ممثلي الإقطاع والفلاحين.   هذا وقد تضمن قانون الإصلاح الزراعي دفع تعويض للإقطاعيين مقابل الأرض التي تمت مصادرتها مما أشعرهم بأن السلطة الجديدة تُقِر من حيث المبدأ بانتزاعها حقا أصيلا من حقوقهم رغم أن حجم ما صودر منهم من أراض لم يكن يشكل سوى جزء محدود من مصدر واحد من مصادر ثروتهم المتعددة وهو الأرض الزراعية هذا من ناحية.   ومن ناحية أخرى كان تمليك الأرض المصادرة للفقراء من الفلاحين مشروطا بتسديدهم لأقساط ثمنها على 40 قسط سنوي تحصلها منهم الهيئة العامة للإصلاح الزراعي ولم يراع المشرع أو سلطة يوليو أية تحوطات لإحتمال تغير الوضع السياسي الجديد.. ومن ثم إمكانية استعادة هذه الأرض من الفلاحين خصوصا وأن السلطة الجديدة كانت محط توجس ثم تربص الدوائر الإستعمارية.لقد كان تمليك الأرض المشروط بتسديد ثمنهاأهم الثغرات التى نفذت منها سياسات الردة التى خطط لها ودشنها الساداتودفعها مبارك خطوات بعيدة إلى الأمام .                                                                                                                                                  بشير صقر نشرت فى جريدة البديل فى 3/10/2007 ص 11  .

لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة اللازمة؟ .. الفلاحون بين جبروت النظام الحاكم وطراوة اليسار. (2) *

تناولنا فى الجزء السابق الظروف التى واكبت صدور قانون الإصلاح الزراعى والدرجة التى تبنى بها مجلس قيادة ثورة يوليو 52 فكرة القانون وتجليات ذلك، والثغرات الى تضمنها القانون وموقف  أنور السادات عضو مجلس القيادة من الفلاحين والحركة الفلاحية التى اضطرمت فى قرية كمشيش فى مواجهة الإقطاع، وكيف دارت المعركة بين ضباط يوليو والأحزاب السياسية بينما جماهير الفلاحين فى مواقع المشاهدين، وأشرنا لموقف جماعة الإخوان المسلمين المناوئ للقانون والداعم للإقطاع من الناحية المعنوية فضلا عن الكيفية التى تعامل بها مختلف الإقطاعيين مع تطبيق القانون ورد فعل النظام الوليد إزاءهم.،،،،،،،،،،لقد كانت مقاومة عدد من الإقطاعيين لإجراءات تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي والتحايل عليه وخلق المشاكل السياسية وتشكيل مزيد من العقبات للسلطة الجديدة سببا في إبعاد بعضهم من الريف إلى المدن الكبرى.. واستخدام قانون الطوارئ في التحفظ على بقية الأرض التى لم يصادرها قانون الإصلاح الزراعى ..حيث قامت الهيئة العامة للإصلاح الزراعي بتأجيرها لقطاع آخر من الفلاحين مع بقاء ملكيتها للإقطاعيين وإيصال إيجارها السنوي لهم بعد تحصيله من الفلاحين.وهذا النوع من الاراضي اشتهر باسم أراضي الحراسة الذي كان القضمة الأولى لسياسات النظام الحاكم في عصر السادات فيما بعد والذي دشن عملية الإرتداد الكبرى عن السياسيات الناصرية في مجال الزراعة بالقانون 69 لسنة74.أما بالنسبة للسياسات الزراعية فقد كانت سلطة يوليو واضحة في صياغتها و تطبيقها و تركزت في:§   الدولة هي المورد الوحيد لمستلزمات الإنتاج الزراعي كالبذور والتقاوى والأسمدة والمبيدات والآلات الزراعية بل والأعلاف.. والمحدد لأسعارها.

§   وتضع دورة زراعية غير قابلة للخرق وتحدد نوعية المحاصيل المنزرعة ومساحاتها استنادا غلى الإحتياجات المحلية والالتزامات التصديرية.

§   وتحتكر تسويق عدد من المحاصيل كالقطن وقصب السكر، وتلزم الفلاحين بتوريد كميات محددة من محاصيل الحبوب لها بالأسعار التي تفرضها وتقل كثيرا عن الأسعار العالمية.

       وتفرض عددا من الضرائب والرسوم والتمغات تختص بالأراضي والمحاصيل ومستلزمات الإنتاج الزراعي.

   كما سنت تباعا عددا من القوانين المتعلقة بالائتمان والتعاون والتسويق، علاوة على انفرادها بإنشاء التنظيمات التعاونية (الإنتاجية والإستهلاكية) ، فضلا عن كون التنظيم السياسي الوحيد سواء كان هيئة التحرير أو الإتحاد القومي أو الإتحاد الإشتراكي تنظيم حكومي وتمثل عضويته شرطا لممارسة العمل السياسي والنقابي أو أي عمل عام. لقد كانت جملة هذه السياسيات وتطبيقاتها تصب في مصلحة وخزانة الدولة ولم تترك للفلاحين أي هامش ولو ضيق للمساهمة في تحديد السياسة الزراعية أو حتى إنشاء التنظيمات التعاونية والنقابية.. ناهيك عن مصادرة حق التنظيم السياسي.. واقتصاره على التنظيم الحكومي واستمرار هذا الوضع طويلا دون تغيير أو تعديل أو حتى قراءة لنتائجه سلبا وإيجابا إلي أن وقعت هزيمة 1967.   لقد تفجرت في بعض البؤر المعارك المسلحة بين الفلاحين والإقطاع نظرا لإستمرار حيازة الإقطاعيين للأرض دون مساس وتهربهم من القانون وإصرارهم على استمرار وضعهم في القرى بطريقة ومستوى أشبه بما كان عليه قبل 52.. مما حدا بالدولة لعزلهم من مناصبهم في العمودية.. وعزلهم سياسيا.. أو إبعادهم عن الريف..   وفي الوقت الذي كانت الدولة تحتفظ لبعضهم بسجلات جنائية كانت الأجهزة البوليسية تتصدى للفلاحين وقادتهم بعنف وتعتقل بعضهم أو تعزلهم سياسيا أو تحدد إقامتهم كما حدث مع صلاح حسين الذي أمضى حياته السياسية من 52 وحتى 1966 متعرضا على الدوام لهذه الإجراءات الثلاثة، وفي نفس الوقت كانت تحاصر أية حركة فلاحية تشتم منها إمكانية تجاوزها للحدود التي وضعها النظام الحاكم للنشاط السياسي.. ولأن الحركة في كمشيش أظهرت للعيان تهرب الإقطاع من قانون الإصلاح الزراعي وألمحت لمن يكون وراء ذلك وكشفت فساد كل الهيئات الإدارية ذات الصلة بالموضوع.. علاوة على إدراكها لما يمكن أن يدبر لإسقاط النظام الحاكم في مصر وربطت ذلك بعدد من التحركات الرجعية في الداخل.. أيقن الإقطاعيون المخاطر التي سيتعرضون لها لواستمرت حركة الفلاحين في كمشيش فى التصاعد.. كما أيقنت قطاعات متنفذة في النظام الحاكم بأنها قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء.. بحديثها اليومي عن المزارع التعاونية.. وإمكانية تطبيقها في القرية.. وباقتراحاتها التي لا تخلو من جسارة بمطالبتها بالإستيلاء على ما تبقى من قصور العائلة الإقطاعية لإستخدامها كمرافق عامة ولمنع توظيفها في عمليات التدبير والتخطيط ضد حركة الفلاحين.من هنا كان لابد من التخلص من مثل هذه القيادات حيث تم إغتيال دسوقي أحمد في المنيا وصلاح حسين في كمشيش في شهرين متتالين عام 1966.   وبهزيمة عام 1967 بدأت مرحلة جديدة.. اتخذ فيها النظام منحنى الهبوط والتدهور ولأول مرة في وجود عبد الناصر نصادف أحكاما قضائية لصالح صغار الإقطاعيين لاسترداد بعض أراضيهم الموضوعة تحت الحراسة ونشاهد رجال الشرطة ومُحضر التنفيذ بصحبة الإقطاعي عام 1969 متوجهين لأراضي الحراسة بهدف استعادتها.. ونظرا للمقاومة التى أبداها الفلاحون أصدر عبد الناصر قرارا بوقف تسليمها طالما يزرعها الفلاحون.   وبوفاة عبد الناصر وبإزاحة السادات لأبرز معاونيه فى مايو 1971 وبسبب النتائج السياسية الهزيلة لحرب 1973.. واتخاذها تكئة في مسيرة الهبوط والإرتباط بالغرب وبأعداء الوطن.. صدرالقانون 69 لسنة 1974 المعروف بقانون رفع الحراسة الذي فتح الباب واسعا أما استرداد ليس فقط أراضي الحراسة بل وكثيرا من أراضي الاستيلاء التي صودرت بقانون الإصلاح الزراعي.وقد واكب صدور ذلك القانون صدور قوانين أخرى تتعلق بالإنفتاح الإقتصادي وبكثير من التحولات السياسية والإقتصادية التي وضعت الفلاحين في مرمى نيران كل من طالتهم إجراءات ثورة يوليو.. ونيران من تعاطفوا معهم..علاوة على الإهمال المتعمد لزراعة القطن ليفقد مرتبته كسلعة استراتيجية.

   بعقد اتفاقية السلام مع اسرائيل.. وصدور قانون الإيجارات الزراعية 96 لسنة 1992 ووقف العمل بعقود الإيجار غير محددة المدة اجتاح الريف طوفان لم يعرف له مثال أزاح أمامه مستأجري الأراضي الزراعية سواء كانت أراضي الحراسة أو أراضي الائتمان، وابتدعت الحيل  وصدرت القرارات لاستبدال أراضي الحراسة بأراضي الإستيلاء.. ثم العودة لإسترداد أراضي الحراسة مرة أخرى بنفس القرارات.. وتفننت هيئة الإصلاح الزراعي في تغييب الفلاحين عن القضايا التي أقامها الإقطاعيون أو ورثتهم ضد الهيئة وفي حجب المستندات عن الفلاحين.. ونشط السماسرة من المحامين في تزوير الأحكام والصيغ التنفيذية لها وسط تواطؤ الجميع، وسال لعاب رجال تنفيذ الأحكام في أقلام المحضرين ومراكز الشرطة وبات تنفيذ الحكم الواحد أكثر من مرة أمرا عاديا.. وهكذا تبخرت مساحات شاسعة من الأراضي التي رفعت عنها الحراسة وأراضي الإستيلاء التي صادرها قانون الإصلاح الزراعي من بين أيدي الفلاحين

   كما ساهم قانون الإيجارات الزراعية الجديد 96/ 1992- الذى أيدته بشدة جماعة الإخوان المسلمين – في رفع الإيجارات الزراعية لمستويات فلكية تتجاوز إمكانيات المستأجرين وأمعنت الدولة في حصار صغار الفلاحين وفقرائهم بطرح الجزء الأعظم من مستلز

لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالقوة اللازمة ؟ الفلاحون.. بين جبروت النظام الحاكم.. وطراوة اليسار. (3) *

ثانيا: اليســار وعلاقتــه بنظـــام الحكم وبالفلاحــين:

   1 اليســـار ………. وعلاقتـــه بنظـــام الحكــــم .

·        لايمكن الحديث عن اليسار في موضوعنا هذا إلا بالتدقيق فى علاقته بالنظام الحاكم من زاوية وبالمحكومين عموما والفلاحين منهم على وجه الخصوص من زاوية أخرى، ذلك لأن صلة اليسار بالفلاحين كانت أقدم من صلة النظام الجديد الذي تأسس في يوليو 52 بهم، علاوة على العلاقة التي كانت قائمة بين فصيل هام من اليسار (الحركة المصرية للتحرر الوطني "حدتو") وتنظيم الضباط الأحرار قبل عام 52.

·        ويمكن القطع بيقين بأن علاقة اليسار وعلى الأخص "حدتو" بتنظيم الضباط الأحرار ثم بسلطة يوليو بعد ثورة 52 قد تعرضت لشد وجذب أساسه محاولة كل منهما اختبار إمكانية الاستفادة من الآخر في تحقيق أهدافه.

·        وفي هذا السياق كانت دبابات الجيش قد قامت في 8 أغسطس 1952 بمحاصرة أحد مصانع مدينة كفر الدوار ردا على اعتصام مطلبي متوقع للعمال.. وفضته بالقوة وقتلت أعدادا من العمال واعتقلت المئات.. وأقامت محكمة ميدانية علي عجل لقائدين من العمال هما خميس والبقرى.. انتهت بحكم بالإعدام نفذته في العاملين في قلب المدينة وأمام جموع العمال والأهالى.

·        كما تشكلت لجنة ثلاثية (من ضابطين وسيد قطب)  تتولي أمور الطبقة العاملة برمتها ملحقة بمجلس قيادة الثورة ظلت لسنوات تتحكم في كل ما يخص العمال من شؤون. وقد انقسم اليسار في تقييمه لتلك الأحداث وهذه اللجنة.. التي كانت مؤشرا هاما علي ميول النظام الجديد تجاه اليسار، وعلى طبيعة العلاقة التي يرى أن تربطه مع جموع العمال.

·        لقد أسهمت أحداث كفر الدوار فى خلق مناخ من الرعب من النظام الجديد فى صفوف العمال وصنعت شروخا فى العلاقة بين التنظيمات اليسارية وبعضها وخلقت جوا من الريبة والشك تجاه تنظيم حدتو الذى كان على صلة قديمة معروفة بضباط يوليو.

·        وكان عام 1953 فاصلا في تلك العلاقة، حيث كانت قيادة الثورة قد أصدرت قانون الإصلاح الزراعي 178/1952 ثم حلت الأحزاب السياسية الشرعية عام 1953.. بما يعني ضمنا عدم رضاها عن أية أحزاب خصوصا الأحزاب السرية الموجودة ويسيطر اليسار على الجزء الأعظم منها، في الوقت الذي أبقت فيه على جماعة الإخوان المسلمين دون حل رغم معارضتها الفعلية لمبدأ وقانون الإصلاح الزراعي والذي كان باكورة الإجراءات الثورية الجديدة.. ورغم علمها – أى الثورة – بإمتلاك الجماعة لجيش سرى مسلح ظهرت تجلياته في عدة اغتيالات وأحداث شهيرة أبرزها حادث السيارة الجيب.

 وفي المقابل أسست الثورة تنظيمها السياسي الأول (هيئة التحرير) والثاني (الإتحاد القومي).. ليكونا سندا جماهيريا لها.·        وخلال السنوات الأولى للحكم الجديد تعرضت التنظيمات اليسارية لملاحقات عدة واعتقالات لكثير من أعضائها.. توجت بالضربة البوليسية الشهيرة في أول عام 1959 بعد أن نما لعلم رجال الثورة إقدام اليساريين على جمع تنظيماتهم في حزب واحد، ولم تفرج السلطة عام 1964 عمن اعتقلتهم من اليساريين إلا بعد أن أذاقتهم العذاب أشكالا وألوانا، وتمكنت من قتل عدد من قياداتهم وتفسيخ الصلة بين أغلبيتهم.·        هذا وقد لعبت عمليات بناء الجيش المصر
ى الحديث، والنتائج السياسية لحرب 56 ودعم حركات التحرر الوطني في الجزائر واليمن قبل اعتقالهم، وكذا تمصير الممتلكات الأجنبية وتأميم الشركات الصناعية وغيرها وتأسيس القطاع العام ومجانية التعليم ووضع حد أدنى للأجور وحد أقصى لساعات العمل وإصدار القانون الثاني للإصلاح الزراعي 127/1961 بعد اعتقالهم.. لعبت دورا شديد الفعالية في خلق مد قومي وشعبي أفضى إلى هز المعتقدات السياسية والفكرية لكثير منهم إلى أن أسفر عن حل الحزب الذي كونوه عشية اعتقالهم.

·        وخرج اليساريون من المعتقلات ليجدوا وضعا مغايرا لما ألفوه قبل دخولهم –بالذات وأن كثيرا من الإجراءات السياسية والإقتصادية التي نفذتها سلطة يوليو كانت ضمن برامجهم التي كانوا يسعون بكل قوة لتحقيقها، وفوجئوا بالنقابات العمالية وقد أصبحت خارج سيطرتهم، وبإجراءات العزل السياسي وقد شملتهم، وبتنظيم سياسي جديد (الإتحاد الإشتراكي) وقد أصبحت عضويته شرطا لممارسة العمل النقابي والسياسي وللإلتحاق بالوظائف الحكومية.

باختصار تمت مصادرة حقوقهم في العمل العام.. وحقوق كثير منهم في التوظف أو العودة لعملهم أو لمعاهدهم التعليمية، ولم يفتح لهم سوي درب واحد هو إعلان الولاء للنظام الحاكم بهدف السماح لهم بممارسة الحياة، وخضعوا بسبب ذلك لمستويات عدة من الإختبارات للتيقن من جدية التوبة وصدق النوايا.·        وما حاق باليساريين في علاقتهم القوية بالطبقة العاملة إنسحب بطبيعة الحال على صلاتهم المحدودة كما وكيفا بالقرى والمواقع الفلاحية التي وصلوا إليها في السابق. ولم تكن بالطبع هذه العوامل هي السبب الوحيد فيما آلت إليه أحوال اليساريين وإن كانت سببا قويا لا يمكن التقليل من آثاره المدمرة.

·        علاوة علي ما لحالة التشرذم والضياع من أثر فى فلّ أية جهود يمكن بذلها لمراجعة الأفكار والتاكتيكات ومراجعة النفس لوقف مسلسل التدهور والإنحدار الذي ألمّ بهم ، ومحاولة التقاط الأنفاس ثم استئناف النشاط.

لقد أسهم هذ1 الحصار – خصوصا في ظل قانون الطوارئ – في ركون الكثير من اليساريين للعزلة والتزام منازلهم، وفي سعي بعضهم للإنضواء تحت لواء الإتحاد الإشتراكي.. واجتهاد عدد من قادتهم لنيل عضوية التنظيم الطليعي السرى أو تبوء بعض المناصب الهامة.

·        ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أسفرعن نهاياته المنطقية التي لا تعني مجرد الإلتحاق بهذه التنظيمات وتلك الوظائف.. بل تجاوزه للإندماج والإلتحاق بركب النظام الحاكم والحمْية في الدعوة للسير فى نفس الطريق والدعاية لجناح إشتراكي في السلطة الحاكمة.

·         فى هذه الأثناء وفى عام 1966 تم اغتيال اثنين من أبرز القيدات الفلاحية فى المنيا وكمشيش ، وكان اغتيال صلاح حسين على وجه التحديد مؤشرا قويا على استمرار نشاط الإقطاع فى الريف وعلى موقف أجنحة فى النظام الحاكم من تجاوز النشاط الفلاحى اليسارى للخطوط الحمراء التى حددها النظام، وكشفت تداعيات الإغتيالين بعد ذلك عن مفاجآت مذهلة منها تضاعف ملكية عشرات من الإقطاعيين من الأراضى الزراعية مقارنة بما كانوا يملكونه عام 1952 وأن بطشهم وسلطانهم فى الريف لم يهتز كثيرا أو تمت استعادته على غير المتوقع والمفترض.

 

·         لقد بدت الصورة متناقضة فالقوى اليمينية المضارة من إجراءات النظام الحاكم ناشطة بينما كثير من اليساريين يلتحقون بركب النظام .

·         ولم يوقف ذلك مؤقتا سوي هزيمة 67 واحتلال إسرائيل لأراضي أربعة دول عربية وعلى رأسها مصر، وبروز كثير من الرؤوس والميول والنداءات الرجعية التي كانت تتخفى وتعمل فى صمت فى الإتجاه المعاكس.

·        وفى نفس الوقت مثلت الهزيمة دافعا قويا لعدد من اليساريين الشبان وبعض القدامى  الذين عارضوا السياسات الناصرية خصوصا المتعلقة بالحريات الديمقراطية مثل تقييد حقوق التنظيم والتعبير والاحتجاج .. لتشكيل حلقات نشطت فى أوساط الطلاب والمثقفين.. داعية لانتزاع تلك الحقوق ومنادية بتسليح الشعب لاستعادة ما تم احتلاله من الأرض.

·        وفى عام 1970 رحل عبد الناصر تاركا وراءه إرثا حافلا بالمتناقضات .. وبين ليلة وضحاها أقصى السادات بحرفية شديدة كل رموز "الجناح الإشتراكى" ، وأصبحت "الإجراءات الاشتراكية" بلا جناح، ولأنها أيضا بلا أرجل .. باتت فى مهب الريح.

·        وعلا صوت الطلبة اليساريين والديمقراطيين احتجاجا على مبررات الضباب التى ساقها السادات للتلكؤ فى تحرير الأرض .. وربما خشية من وقف الاستعدادات له حتى اندلعت حرب أكتوبر 73 وأسفرت عن انتصار مقتضب ونتائج سياسية هزيلة مقارنة بالنتائج العسكرية والمعنوية الهامة التى تحققت .. واتخذها السادات تكئة ومعبرا للإرتداد للخلف والنكوص عن كل السياسات الناصرية.. فأصدر القانون 69 فى عام 1974 برفع الحراسات.

·        وفى طريقه إلى اتفاقية الصلح مع إسرائيل التى أبرمها عام 1979 .. أصدر عددا من قوانين الانفتاح الاقتصادى  وإعادة ترتيب "بيته" من الداخل فوضع عددا من الرؤوس الرجعية – التى كانت تتخفى فيما سبق – فى مواقع التأثير، ووارب الباب لتيار الإسلام السياسى لينشط وينتشر، وقسّم الاتحاد الاشتراكى بعد تطهيره لثلاثة أجزاء أسماها منابر اليمين واليسار والوسط .. وبقرار.. حولها لأحزاب وترأس أحدها بينما ترك القسمين الآخرين ليرأسهما اثنان من رفاقه السابقين فى تنظيم الضباط الأحرار.

·        كان قانون رفع الحراسات هو بوابة استعادة الإقطاعيين السابقين لمساحات كبيرة من الأراضى التى أجّرها الإصلاح الزراعى للفلاحين.. والذى أفضى إلى تداعيات أهم-

   بعد ذلك – فيما يتعلق باسترداد الأراضى التى صادرها قانون الإصلاح الزراعى ،                 والمدخل الذى أعاد ممتلكات أخرى غير الأراضى الزراعية لأصحابها السابقين.

·        ولم يتمكن اليسار من تنظيم أية مقاومة حقيقية أو دعاية فعالة له باستثناء بعض القرى المحدودة التى اتسمت المقاومة فيها بالعشوائية والضعف.

·        أما حزب اليسار فقد كان المصيدة التى جذبت كثيرا من اليساريين – وغالبيتهم من حدتو– الذين وهنت مقاومتهم بفعل اهتزاز قناعاتهم الفكرية والسياسية فى طريقهم القديم ، وجذبت عديدا من الشباب محدود التجربة والفكر .. وأوهمتهم بوجود منبر شرعى للنضال ضد سياسات الارتداد والاستبداد والتفريط فى التراب الوطنى والتبعية لأعداء الوطن بديلا عن الارتباط العملى والحقيقى بالطبقات الفقيرة ، وقد أسهمت مطارق الحصار البوليسى عن نتائج مخيبة لآمالهم تفاقمت بمضى الزمن.. وأفضت فى نهاية المطاف إلى انحسارالعضوية ثم إلى التحاق حزب اليسار الشرعى – من الناحية العملية – بركب النظام والمشاركة ف
ى إبراز تعدديته السياسية المزيفة
.

وأدى تأبيد ذلك الوضع وتداعياته ـ على مدى ثلاثين عاما- إلى إضعاف النشاط اليسارى بشكل عام  واقتصاره على الأنشطة الثقافية داخل مقرات الحزب والمساهمة فى قطع  الطريق على نشوء بدائل حقيقية له، بعدها تحول حزب اليسار إلى وكيل فكرى وسياسى للنظام الحاكم فى مواجهته لتيار الإسلام السياسى وفى مواجهته لكل الدعاوى والممارسات الراديكالية خارج الحزب.

وقد أسهم فى ذلك بشدة وعمّقه استسلام أغلبية الحلقات الشبابية التى تأسست فى أعقاب نكسة 67 وانفراط عقدها وذوبانها فيما يسمى بمؤسسات المجتمع المدنى بينما تحولت  أقليتها إلى شظايا ضعيفة التأثير والفعالية.وللحديث بقية..                                      بشير صقر* نشرت بجريدة البديل معدلة فى 19/10/2007   ص11 .

Featuring WPMU Bloglist Widget by YD WordPress Developer