فى العلم يمثل المستقيم أقصر المسافات بين نقطتين ، وفى السياسة يكون الإستبداد أقصر الطرق وأسرعها للفساد .
فالإستبداد والفساد قرينان متلازمان ..أولهما أداة الثانى ومطيته .. يلعب دوره فى إصابة الشعب بالخرس .. وحرمانه من الحوار والمبادرة والمشاركة وسد كل المنافذ أمام التغيير ويهيئ بذلك جملة الظروف لنمو الفساد وانتشاره بسرعة شديدة.
وفى أنظمة الحكم الاستبدادية يتباطأ انتشار الفساد عندما تتبنى مشروعا قوميا يجمع غالبية الشعب حولها ..وبانتهاء ذلك المشروع كما حدث فى مصر فى السبعينات يرتفع معدل انتشار الفساد وتتضاعف فعاليته.وبين الحكام المستبدين نصادف بعض الأذكياء .. يحافظون على استمرار الاستبداد من حيث الموضوع أما فى الشكل فإنهم يعملون على ستر قبحه كلما أمكن، وهذا الأسلوب يبطئ نوعا معدل انتشار الفساد لكن لا يمنعه..
وعلى العكس من ذلك فأغلبية المستبدين لا يملكون الحصافة اللازمة ويطلقون العنان لأعوانهم ولجماعات المصالح فى نشر الفساد وإفقار الشعب ونهبه وإذلاله والإستهانة بعقله وكرامته باستخدام أساليب شديدة الفظاظة والفجاجة ضاربين عرض الحائط بالقانون والدستور غير عابئين بتراكم الغضب فى صفوف الشعب ولا بعزلة نظامهم الحاكم حتى خارج حدوده مما يعجل بالنهاية التى عادة ما تكون مأساوية.
ففي واحدة من قرى المنوفية ظهرت أعراض التقزم علي محاصيل الذرة الشامية المزروعة منذ ثلاثة أشهر وبدأت الدخول في مرحلة النضج
المزيد »